جراءة نيوز - اخبار الاردن :
التسريبات الاعلامية حول تفاهمات سياسية لانجاز اتفاق تاريخي مرحلي لقضية فلسطين دون الوصول الى انهاء النزاع يلبي تطلبات اسرائيل في قضم الاراضي وتهويد القدس وفرض الامر الواقع . فقد اختارت قيادة السلطة ان تذهب الى المفاوضات دون الاجابة على شرط وقف الاستيطان مما يعني اننا امام تصفية نهائية لملفات الحل النهائي دون ان نحصل على شيء .
وزير الخارجية الامريكية جون كيري نقل وثيقة اسرائيلية اعدها بنيامين نتنياهو وفريقه السياسي تتضمن نهاية الصراع بمفهومهم وفق حدود جدار الفصل ووفق تأجيل ملفات هامة وقبول ادارة مشتركة للقدس الى جانب زيادة نسبة تبادل الاراضي من (1-2) % الى (8-10) % وهو ما يعني ان تطبيق قرارات الشرعية الدولية والانسحاب لحدود 67 بات من الماضي وان الحديث يدور عن اتفاق مرحلي لانهائي . مرحلي بالنسبة للفلسطينيين ونهائي بالنسبة لاسرائيل التي لاتريد ان تتفاوض بعده نهائيآ .
الوزير الامريكي قام بتسويق فكرة الاعتراف الاسرائيلي بالدولة الفلسطينية الموعودة باعتباره يحقق طموحات الشعب الفلسطيني وقيادته , وقام بممارسة الضغوط التي يريدها لجر الاطراف الى الجلوس والتفاوض والمشكلة تبقى قائمة حتى لو توصلت الاطراف الى الاتفاق . ذلك ان المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية لن يقبلوا به كما ان حركات المقاومة الفلسطينية هي الاخرى سترفضه وبالتالي نحن امام مرحلة تخدير اخرى لقضية فلسطين قد تستمر لسنوات .
حكومة نتنياهو تدرك ان ادارة واشنطن ليس لديها وقت لاكمال مسار المفاوضات اذا لم يتم التوصل الى اتفاق وتعلم ان افضل الطرق للالتفاف على مطالبها هو وضع شروط للحل وضمن سياق مرحلي ونسف جميع التفاهمات السابقة , وهذا يقودنا الى القول ان ما بعد فشل المفاوضات سنشهد دوامة عنف لاحدود لها وما بعد الاتفاق اذا حصل سنشهد دوامة مماثلة للعنف لان الاطراف المعارضة في الجانبين لن تسمح بتمرير اتفاق حل مرحلي ولن تقبل اي تنازلات وبالتالي فان ما يجري يؤشر على مراوحة سياسية لمفاوضات لا تثمر .
الوثيقة التي حملها كيري وقام بوضع تعديلات طفيفة عليها هي بالاصل وثيقة اسرائيلية اعدها الائتلاف المتطرف بحكومة نتنياهو وجوهرها هو نسف القرارات الدولية ونسف التفاهمات السابقة والبدء من نقطة الصفر بما يعني ان الاطراف المتنازعة ستعمل على الاتفاق ضمن الوثيقة وان تجاوزها غير وارد نهائيآ ذلك ان اسرائيل لا تقبل وما تسعى هو الحصول على تنازلات اضافية من الجانب الفلسطيني .
السلطة الفلسطينية وصلت الى نهاية الطريق في مسارها التفاوضي واوصلت معها الاطراف المتحالفة الى طريق مسدود , ولم يعد ممكنا قبول الخطة او ما اصطلح على تسميته بوثيقة كيري , ولهذا فان الفشل يعني انهيارها داخليا لصالح القوى المقاومة والتي ربطت التفاوض بقبول اسرائيل بالقرارات الدولية ووقف الاستيطان وعدم التنازل في ملفات القدس واللاجئين .