
جراءة نيوز -عربي دولي:
رمى الجيش المصري أمس مجددا بثقله في الازمة التي تشهدها مصر منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل ثلاثة اسابيع وتصاعدت انعكاساتها الامنية ومواجهاتها في الايام الاخيرة، طالبا من المصريين الاحتشاد الجمعة في الميادين لمنحه «تفويضا» للتعامل مع العنف والارهاب.
ورد الاخوان على الفور باعتبار دعوة المصريين للتظاهر «اعلان حرب اهلية» ودعوا من جانبهم انصارهم الى التظاهر الجمعة في حين عقدت جلسة تمهيدية بمقر الرئاسة المصرية لحوار من اجل المصالحة لكن البداية بدت متعثرة حيث غاب عن الاجتماع شيخ الازهر وراس الكنيسة القبطية اضافة الى الاخوان وباقي القوى الاسلامية.
قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان النائب العام المصري المستشار هشام بركات أمر أمس بالقاء القبض على المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين وثمانية قياديين بالجماعة للتحقيق معهم في التحريض على العنف.
وقال وزير الدفاع وقائد الجيش المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي أمس في كلمة بالعامية المصرية امام حفل تخرج طلبة اكاديميتين عسكريتين «كل ما امرتم به عملناه، انا اطلب من المصريين طلبا، يوم الجمعة، لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الامناء ليعطوني تفويضا وامرا لمواجهة العنف والارهاب المحتمل». واضاف «اريد ان ينزل كل المصريين ليظهروا للعالم ارادتهم وقرارهم كما فعلوا في 30/6 و3/7 (..) وتفويض الجيش باتخاذ القرار اللازم لمواجهة هذا العنف وهذا الارهاب».
واعتبر بيان صادر عن «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الذي شكله الاخوان المسلمون عقب اطاحة مرسي، ان «تهديدات السيسي قائد الانقلاب العسكري الدموي هي إعلان حرب أهلية وتنذر بارتكاب المذابح الواسعة تحت غطاء شعبي مزيف، وأن هذا لن يرهب الشعب المصري ولن يزيده الا اصرارا». واضاف التحالف، الذي اعلن عن تظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة في القاهرة، ان «ما جاء على لسان السيسي يؤكد ما قلناه من قبل ان السيسي هو مدبر الانقلاب وهو الذي يحكم ويقتل ويدير هذه الحرب الشرسة على شعبه وأهله».
واكد البيان ان التظاهرات ستخرج من قرابة 30 مسجدا في القاهرة عقب صلاة الجمعة.
من جهتها، اعلنت حملة تمرد، التي اطلقت الدعوة الى تظاهرات 30 حزيران التي شارك فيها ملايين المصريين للمطالبة برحيل مرسي، تأييدها لدعوة السيسي. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في تصريح نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك ان «تمرد» ستشارك في تظاهرات «مليونية محاكمة (الرئيس محمد مرسي) المعزول وضد الإرهاب الجمعة في ميدان التحرير والاتحادية وكل ميادين المحافظات».
وأضاف بدر أن الحملة تطالب «بمحاكمة المعزول محمد مرسي على كل الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب، ولمواجهة موجات الإرهاب التي ترعاها جماعة الإخوان المسلمين سواء على الحدود في سيناء أو في الداخل».
وجاءت دعوة السيسي الى التظاهر فيما تشهد مصر منذ اطاحة مرسي موجة عنف خصوصا في سيناء اوقعت العديد من القتلى. وقتل ثلاثة جنود واصيب ثلاثة آخرون بجروح أمس في هجمات جديدة على مواقع عسكرية في العريش، شمال سيناء، بحسب ما افادت مصادر امنية. كما قتل ثلاثة مصريين بعد ظهر أمس في سيناء في انفجار مبكر لسيارتهم المفخخة، بحسب ما قال مصدر امني. واكد المصدر ان السيارة المفخخة التي كان الاشخاص الثلاثة بداخلها انفجرت اثناء دخول المهاجمين مدينة العريش في شمال سيناء التي تشهد اعمال عنف شبه يومية منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز الجاري. كما قتل شرطي مصري ليل الثلاثاء الاربعاء وجرح 28 شخصا آخرين في انفجار عبوة ناسفة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل شمال مصر، كما ذكرت الاجهزة الصحية. وقال مسؤول في ادارة الطوارىء في وزارة الصحة «سقط قتيل و28 جريحا» في هذا الانفجار الذي وقع امام مركز شرطة المنصورة كبرى مدن المحافظة.
واكد الفريق اول عبد الفتاح السيسي في كلمته انه حاول ان يقدم النصح والمشورة لمرسي الذي اشار اليه في كلمته بـ «الرئيس السابق»، غير انه لم يقبل النصح مؤكدا «لم اخدع» الرئيس السابق و»هذا الجيش يؤمر فقط بإرادة وأوامر المصريين». وقال «ارى ان هناك من يريد دفع البلاد وان ياخذها الى نفق خطير» محذرا من انه «لن ننتظر قيام مشكلة كبيرة». وشدد على ان «خريطة الطريق لا يمكن التراجع عنها لحظة» في اشارة الى العملية الانتقالية الجارية في مصر منذ الاطاحة بمرسي لكنه اكد في المقابل الاستعداد لتنظيم انتخابات بإشراف دولي وقال «نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها اهل الارض كلهم، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة الفرنكفونية، نريد انتخابات يشهد لها العالم اجمع».
وتحدث السيسي مطولا في تفاصيل العلاقة بين قيادة الجيش والرئيس الاسلامي ومستشاريه وقال انه قدم ثلاث مرات «تقديرات استراتيجية للموقف وتطوراته وتوصياتنا بما هو مطلوب القيام به لتجاوز الازمات (..) هذا كلام موثق وكنا نفعل ذلك لاجل البلد»، لكن بلا جدوى. وقال السيسي انه منذ 28 كانون الثاني 2011 كان لديه «حوار بحكم الوظيفة» مع مختلف القوى السياسية والدينية والمجتمعية و»كنت اقول للتيار الديني انتبه الى فكرة الدولة وفكرة الوطن، يجب ان تنتبه الى ان قيادة الدولة امر في منتهى الحساسية وتحتاج ان يكون من يتولاها رئيسا لكل المصريين».
وروى ما جرى بينه وبين اثنين من قادة الاخوان قبيل الاطاحة بمرسي وقال «جلست الى اثنين من قياداتهم وقيل لمدة ساعة انه لو حصلت مشكلة كبيرة (الاطاحة بالرئيس) سيكون هناك عنف كبير لأن هناك جماعات مسلحة وذلك بغرض اخافتي، قلت لهم هذا الامر الذي تفكرون فيه سيخرب الدنيا، وانه لأمر خطير جدا ان تفكروا في التعامل بعنف مع الشعب المصري او اي كان».
كما اشار الى المزاعم عن حدوث انقسام داخل الجيش ومساع لإشاعة الفوضى باستخدام السلاح في الاونة الاخيرة وقال «ارى سلاحا وازياء عسكرية تهرب من دول كثيرة ثم يقال ان جزأ من الجيش انقسم يعني مؤامرة، وسيقال في الفترة القادمة ان جزءا من الجيش يقاتل الجيش» معتبرا ان هذا «الكلام خطير جدا» و»الجيش المصري على قلب رجل واحد (..) ولا ينفع معه مثل هذا الكلام عن جهاد وخلط اوراق».
وشدد السيسي على ان «الشرعية يمنحها الشعب بالصندوق لكن يستطيع سحبها ورفضها ولا بد من احترام هذا» موضحا «ليس معنى ذلك اني اريد عنفا او ارهابا» مكررا عبارته «مصر ام الدنيا وستبقى» و»يوم الجمعة موعدنا مع المصريين».
ورفض حزب النور السلفي ثاني أكبر الاحزاب الاسلامية في مصر دعوة السيسي. وقال الحزب في بيان «الدولة ليست في حاجة الى تفويض بأداء مهمتها في ذلك طالما كانت تقوم بذلك فى حدود القانون. ومن هنا فان الحزب يعلن رفضه التام للمطالبة بتفويض خاص وعبر حشود شعبية في هذا الشأن». وأضاف «يؤكد الحزب على أن خرق الافراد للقانون مهما كان يمكن أن تعالجه الدولة وأما خرق أجهزة الدولة للقانون فيهدد بزوال الدولة».
وفي وقت يستمر فيه الغموض بدأت الحكومة المؤقتة أمس ما قالت انها محادثات مصالحة وطنية قاطعها الاخوان المسلمون. وقال محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت عدلي منصور «كلنا مصريون نعيش في دولة واحدة. قدرنا أن نعيش في دولة واحدة ولا بديل عن ذلك». ويقول كثير من المواطنين العاديين انهم سئموا الفوضى التي أبعدت السائحين عن البلاد ورحب كثيرون بصراحة بدعوة السيسي المصريين للاحتشاد.
من جانبها، اعربت قطر عن «القلق» امس من استمرار احتجاز الرئيس مرسي الذي اطاح به الجيش. وفي بيان لمتحدث باسم الخارجية القطرية اعربت الدوحة عن «استغرابها» من «استمرار احتجاز الرئيس المنتخب محمد مرسي بما يحمله من مخاطر تهدد مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة» التي اطاحت بحكم حسني مبارك.
واعلنت وزارة الدفاع الاميركية أمس ان الولايات المتحدة قررت تعليق تسليم مصر اربع طائرات مقاتلة من نوع اف-16 بسبب الوضع غير المستقر في هذا البلد. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل «نظرا للاوضاع في مصر نعتقد ان تسليم الطائرات اف-14 ليس مناسبا في الوقت الحالي». وتسليم هذه المقاتلات يندرج في اطار عقد يشمل تسليم 20 منها عقد عام 2010 بقيمة 2,5 مليار دولار. وقد تم تسليم اربع منها بالفعل في كانون الثاني الماضي. في المقابل اكد جورج ليتل اجراء المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى كل عامين ويطلق عليها «برايت ستار» او «النجم الساطع» في موعدها المقرر في ايلول المقبل. واوضح ليتل ان قرار وقف الطائرات اف-16 الاربع لا يشكل تغييرا في موقف واشنطن. وقال المتحدث باسم البنتاغون «مازلنا ملتزمين بشراكة الدفاع بين الولايات المتحدة ومصر التي تبقى عنصرا اساسيا في علاقتنا الاستراتيجية مع مصر وتشكل دعامة للاستقرار الاقليمي».
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة