آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

مصر : حبس الشاطر وأبوإسماعيل بتهم التحريض على قتل متظاهرين

{clean_title}

جراءة نيوز - عربي دولي:

تواصلت المشاورات السياسية أمس في مصر حول تشكيل الحكومة الجديدة ولا يزال منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي المرشح الاوفر حظا لرئاسة الوزراء فيما دعا انصار ومعارضي الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي الى تظاهرات.

وقالت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية بعد ظهر أمس ان منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي لا يزال «المرشح الاوفر حظا» لتولي رئاسة الوزراء والمشاورات لا تزال مستمرة مع حزب النور السلفي، الذي اعلن تحفظه على اختيار البرادعي، حول مشاركته في الحكومة. واوضحت المصادر ان «الاتصالات جارية مع حزب النور حول تمثيله في الحكومة ومشاركته فيها».

واكد مصدر مقرب من البرادعي ان الاخير «يصر على التوصل الى توافق مع حزب النور وانه لن يقبل اقصاء اي طرف». وتابع المصدر انه «لو شكل البرادعي الحكومة فان الاسلاميين سيتولون حقائب فيها». واكد البرادعي في مقابلة مع اسبوعية دير شبيغل الالمانية نشرت أمس على انه من الضروري اشراك الاخوان المسلمين في رسم المستقبل السياسي لمصر. وقال «ادعو الى اشراك الاخوان في العملية الديموقراطية» مضيفا «يجب عدم احالة اي شخص الى القضاء بدون سبب مقنع. والرئيس السابق مرسي يجب ان يعامل باحترام».

واشار الى ان هذه المبادىء تشكل «شروطا مسبقة للمصالحة الوطنية» معربا عن الامل في ان تجرى الانتخابات الرئاسية الجديدة «في موعد اقصاه سنة» ومبديا استعداده للقبول بانتصار جديد للاخوان المسلمين اذا احترموا المبادىء الديموقراطية

وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية اعلنت مساء السبت تكليف البرادعي رسميا بتشكيل الحكومة قبل ان يعلن محمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور انه «ابرز المرشحين» ولكنه لم يصدر بعد قرارا رسميا بتكليفه وان «مشاورات ما زالت جارية مع القوى السياسية» التي ابدت تحفظها على تعيينه، في اشارة الى حزب النور. وقال القيادي في الحزب نادر بكار «موقفنا بسيط. هناك سببان لرفض البرادعي. نحن بحاجة لإنهاء الاستقطاب في الشارع. نحن بحاجة إلى شخصية تكنوقراطية اقتصادية». واضاف بكار في اتصال عبر الهاتف «اننا لا يمكن الحديث عن المصالحة الوطنية ثم نضع اشد خصوم مرسي رئيسا للوزراء».

ونظم الفريقان تظاهرات أمس من اجل الابقاء على ضغط الشارع، سواء تأييدا لعزل مرسي او احتجاجا على ذلك. وفي هذا الاطار حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من ان مصر باتت على شفير حرب اهلية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله خلال زيارة لكازاخستان «تشهد سوريا للاسف حربا اهلية ومصر تتجه على الطريق نفسه».

من جانبه دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير موفد اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط، الاحد عن قرار الجيش المصري ازاحة الرئيس الاسلامي المنتخب ديموقراطيا، معتبرا ان البديل كان «الفوضى». وقال بلير لصحيفة «ذي اوبسرفر» ان «الاحداث التي ادت الى ازاحة الرئيس محمد مرسي وضعت الجيش المصري امام خيار بسيط: التدخل او الفوضى». وقال الزعيم العمالي السابق «عندما لا تفعل الحكومات ما هو متوقع منها يتظاهر الناس. وهم لا يريدون انتظار الانتخابات»، معتبرا ان جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي اثبتت «عجزها عن التحول من حركة معارضة الى حكومة». وحذر بلير من «انه لا يمكننا ان نسمح بانهيار مصر»، داعيا الاسرة الدولية الى «البقاء الى جانب السلطات الجديدة ومساعدة الحكومة الجديدة في القيام بالتغييرات اللازمة خصوصا في المجال الاقتصادي لتلبية تطلعات الشعب».

وكان البيت الابيض اعلن السبت ان الرئيس باراك اوباما «كرر القول ان الولايات المتحدة ليست منحازة ولا تدعم اي حزب سياسي او جماعة محددة في مصر». وقالت الرئاسة الاميركية في بيان اوردت فيه ملخصا عما دار خلال اجتماع عقده اوباما مع فريقه للامن القومي وخصص لبحث الوضع في مصر ان «الولايات المتحدة ترفض رفضا قاطعا الادعاءات الكاذبة التي يروجها البعض في مصر ومفادها اننا نعمل مع احزاب سياسية او حركات محددة لاملاء العملية الانتقالية في مصر». واضاف البيان انه «في هذه المرحلة الانتقالية ندعو جميع المصريين الى السير سويا في مسيرة جامعة تسمح بمشاركة كل الجماعات والاحزاب السياسية».

من جهة اخرى قررت النيابة المصرية أمس حبس النائب الاول للمرشد العام للاخوان المسلمين خيرت الشاطر الرجل القوي في الجماعة، والقيادي السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل 15 يوما على ذمة التحقيقات في التحريض على قتل متظاهرين في محيط جامعة القاهرة الاسبوع الفائت، حسبما قال مصدر قضائي. وكانت الاجهزة الامنية القت القبض على الشاطر وابو اسماعيل مساء الجمعة بعد صدور قرارات ضبط واحضار بشانهما من النيابة العامة. وقتل 16 شخصا على الاقل وسقط عشرات المصابين في اشتباكات بين اهالي منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة ومئات الاسلاميين المناصرين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي المعتصمين في محيط جامعة القاهرة. كما قررت النيابة العامة المصرية ضبط واحضار نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين عصام العريان، والقيادي بالحزب محمد البلتاجي بالاضافة للداعية الاسلامي صفوت حجازى لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، بحسب المصدر القضائي ذاته.

في المقابل برأت محكمة مصرية 12 ناشطا سياسيا من تهم التحريض على العنف والتعدي على جماعة الاخوان المسلمين والشرطة في الاشتباكات التي وقعت امام مقر الاخوان الرئيسي قبل اربعة اشهر، حسبما صرح مصدر قضائي. وقال المصدر القضائي ان «محكمة القاهرة الجديدة قضت ببراءة النشطاء السياسيين أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح ونوارة نجم و9 اخرين من الاتهامات بالتحريض على العنف والتعدي على جماعة الاخوان المسلمين والشرطة». وتتعلق وقائع هذه القضية باشتباكات جمعة «رد الكرامة» التي حدثت امام مقر مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين في حي المقطم (جنوب القاهرة) في اذار الماضي.

إلى ذلك، هاجم رجال مسلحون اربع نقاط تفتيش امنية أمس في بلدة الشيخ زويد في شمال سيناء بالقرب من حدود مصر مع اسرائيل وقطاع غزة في اطار تصاعد العنف هناك. وذكرت مصادر امنية أن مسلحين يستقلون شاحنات صغيرة تبادلوا اطلاق النار مع قوات الجيش والشرطة في المنطقة التي يغيب عنها القانون في الساعات الاولى من الصباح ولكن لم تقع خسائر في الارواح. واصدرت الجماعة الجهادية السلفية وهي واحدة من اكبر الجماعات الاسلامية المتشددة في سيناء بيانا أمس على موقع للجهاديين على الانترنت قالت فيه ان «الاحداث الراهنة التي تعصف بالبلاد» تؤثر على سيناء. وهددت أيضا بشن هجمات ردا على «الممارسات القمعية» من قوات الشرطة والجيش في سيناء. وسبق ان اصدرت الجماعة بيانات تهدد بتنفيذ هجمات على اسرائيل لكن هذا أول تهديد مباشر تصدره ضد قوات الامن المصرية.

وكثفت القوات المسلحة المصرية من اجراءاتها التأمينية للتظاهرات التي تشهدها مختلف المدن المصرية. وجدد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة تعهد الجيش وانطلاقا من مسؤولياته الوطنية بحماية المتظاهرين السلميين في كافة ميادين مصر محذرا في الوقت ذاته من اي اعمال استفزازية او احتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين. 

ودعت جماعة الاخوان المسلمين لمزيد من الاحتجاجات أمس بعد مقتل العشرات واصابة أكثر من ألف يوم الجمعة في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه والجيش. وشهدت شوارع وسط القاهرة والعديد من المدن والبلدات معارك في الشوارع مما أبرز الحاجة الملحة لحل سياسي سريع يضم جميع الاطياف. وقالت صحيفة الاخبار التي تنتقد جماعة الاخوان ان الجماعة تقتل الاطفال في الاسكندرية فوق صور تظهر القاء فتى من فوق خزان للمياه على سطح أحد المنازل. وشهدت الاسكندرية حيث قتل 14 شخصا أحد أسوأ الاشتباكات في البلاد منذ عزل مرسي والذي جاء بعد أكثر من عامين من الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية. وتقول الجماعة انها لا تريد المشاركة في خطط الجيش الخاصة بتشكيل حكومة جديدة مؤقتة. وهي تريد اعادة مرسي الى منصبه وتعهدت بمواصلة الاحتجاجات الى أن يتحقق هذا المطلب. غير أن حزب النور وافق على خطة الانتقال التي صاغها الجيش والتي تجرى خلالها انتخابات جديدة. ومن شأن انسحاب حزب النور تجريد تلك الخطة من دعم واجهة اسلامية لها. وبعد اعتراض حزب النور أرجأت الادارة المؤقتة برئاسة عدلي منصور تعيين رئيس الوزراء الجديد.

وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية المستقلة في عددها الصادر أمس إنه يبدو أن الأمل في إمكانية إحداث تطور إيجابي في دول الربيع العربي أصبح معقودا على تونس وحدها. وأشارت الصحيفة إلى الظروف الصعبة التي تمر بها بقية دول الربيع العربي قائلة إن مصر «غارقة في الفوضى» وليبيا لم تتمكن من الخروج من دوامة العنف بالإضافة إلى أنه لا يبدو أن الذعر في سورية سينتهي.

وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية القطرية ان قوات الامن المصرية داهمت مكتبها بالقاهرة. الا ان مصورا تلفزيونيا لرويترز خارج المكتب الواقع في وسط المدينة قال انه لم ير اي علامة على حدوث مداهمة. وقال متحدث باسم الجزيرة في الدوحة ان مدير مكتب القاهرة جرى استجوابه أمس الا انه قد اخلي سبيله. وقال انه لا علم له بأي مداهمة.

وقال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين ان الجميع سيخسر بما في ذلك الغرب بسبب العنف الذي قد ينجم عن عزل مرسي أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة والذي أمضى عاما واحدا فقط من مدة رئاسته. وتابع في مقابلة مع رويترز «نحن نستشعر أن المجتمع الدولي يتدخل بشكل ما اعترافا ومساندة ودعما لهذا الانقلاب العسكري». وقال «ولكن هذا يجعل شعوب المنطقة تعيد مرة ثانية النظر الى أمريكا وأوروبا على أنها داعمة للاستبداد وداعمة للقمع وأنها تقف ضد مصلحة الشعوب وهذا يعيد مرة ثانية حالة الكراهية لتلك الشعوب الاوروبية والامريكية اللي أنظمتها تقف دائما مع الانظمة المستبدة». وتشير تصريحاته الى الغضب الاسلامي من الدول الغربية لعدم معاقبتها الجيش المصري لعزله مرسي وهي خطوة دفعت اليها احتجاجات حاشدة ضد حكمه. وأثار البلتاجي أيضا مخاوف من أن عزل مرسي قد يثير أيضا أعمال عنف من جانب اسلاميين يرون أنه لا جدوى من العملية الديمقراطية التي عملت جماعة الاخوان المسلمين جاهدة من أجل ضمهم اليها.

وقال البلتاجي ان أوروبا والولايات المتحدة أوضحتا أنهما تدعمان الاستبداد والقمع. وأضاف أن قبول شرعية سيطرة الجيش يعني القبول بقانون الغاب.