جراءة نيوز - اخبار الاردن :
كشف رئيس الوزراء الاسبق والنائب الاول لرئيس مجلس الاعيان عبد الرؤوف الروابدة عن توريت الوزارات أن واحد من 13 رئيس حكومة في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ، ابن وزير ورئيس اسبق ، كما أن نحو 400 وزيرا تولوا حقائب وزارية في حكومات مختلفة هم على قيد الحياة منهم نحو 50 وزيرا ابناء وزراء، وطالب الحضور الا يعكسوا الاستثناء على القاعدة ، لافتا إلى أن ابناء اهل السياسة ينفتحون على العمل السياسي اكثر من غيرهم ، في الوقت الذي اكد فيه رفضه لمبدأ توزير ابناء الوزراء في حال كانوا غير مؤهلين لذلك.
واكد الروابدة موجها خطابه للمشاركات في برنامج القيادات الشابات الذي نظمه المجلس الاعلى للشباب ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء ' أن انضامه الى جماعة الاخوان المسلمين كان في العام 1955 واستمر حتى العام 1973 بعد أن وصل الى عضوية المكتب السياسي ، واسهامه في تشكيل حركة فتح اثناء دراسته في الجامعة الامريكية ، مشيرا إلى أنه عرف باسمه الحركي في العام 1960 المتمثل بـ 'ابو عصام' ، موضحا أن نجله عصام من مواليد العام 1965 ، اي بعد خمس سنوات من شهرته بهذه الكنية لارتباطات متعلقة بممارسة العمل السياسي.
وبين الروابدة الذي ذهب الى لبنان للدراسة وهو 'اخ مسلم' ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين في تلك المرحلة ، انه واجه تحديات كثيرة اثناء السنة الثانية من دراسته في الجامعة، خصوصاً عندما عاد الى الجامعة بعد اجازته التي قضاها في قريته الصريح، وهو متزوج، ليكمل دراسته الجامعية كطالب وزوج واب في وقت واحد ، كشفا مفاصل مهمة من سيرة حياته الشخصية ، ومبيناً أنه كان يتطلع لدراسة البكالوريوس في اللغة العربية ، لكن حصوله على معدل مرتفع في امتحان شهادة الثانوية العامة ، والاول على صعيد محافظة اربد دفع به لدراسة الصيدلة في الجامعة الامريكية في بيروت.
وانتقد الروابدة تحويل الوزراء الى تكنوقراط، مبينا أن 'موقع الوزير موقع سياسي ، لا يجوز اقحامه في القضايا الفنية' التي هي من اختصاص عمل الامين العام للوزارة او المدير العام ، وأن المطلوب هو الفصل بين موقع الوزير ودوره وووظائف الامين العام ، مؤكدا أن 'كارثة الدول النامية' هذا الخلط في الدور ، وافتقاد وجود القيادات الادارية في الكثير من المؤسسات، وعدم صناعة قيادات ادارية حقيقية.
واشار الروابدة الشخصية المخضرمة في العمل النيابي والسياسي الى أن عشقه لدراسة اللغة العربية، كان نابع من براعته في اسلوب الخطابة ايام المدرسة، لافتاً إلى دوره في هذا الجانب عند قدوم الضيوف والزائرين الى المدرسة في تلك المرحلة المهمة من حياته ، و الى مرحلة انتقاله من الصريح الى بيروت للالتحاق في الجامعة الامريكية بعد ان ابتعث للدراسة هناك ضمن الطلبة الاوائل ، مبينا أن الطلبة الذين التحقوا معه في الدراسة من الاردن، اصيب بعضهم بالصدمة الثقافية جراء اختلاف المجتمع والبيئة والثقافة، مبينا أن بعضهم تأقلم ضمن ظروف مختلفة عن واقعهم واستطاع الانسجام مع المجتمع الجديد، وفئة اخرى لم تتمكن من تقبل البيئة الجديدة وهو ما دفعها الى العودة الى الاردن دون اكمال الدراسة.
ولفت الروابدة الى اهمية الاستاذ في مرحلة الدراسة وتأثيره على تلاميذه من ناحية الانضمام الى العمل الحزبي وفقا لتوجهاته، الى جانب دور العشيرة التي كانت تتقارب في دورها الى الحزبية.
وذكر الروابدة أنه تلقى كتاب تعيينه في وزارة الصحة عند تخرجه وقبل أن يعود الى عمّان، من خلال برقية وصلته الى الجامعة كونه مبتعث على نفقة الحكومة.
وقال الروابدة إن احد وزراء الصحة قام بخدمته بعد أن اصطدم به ونقله من عمله كمدير للصيدلة، الى التخطيط، وعين مكانه في مديرية الصيدلة احد اطباء الاسنان، مضيفا أن في تلك المرحلة كانت جامعة اليرموك قيد التأسيس، وأنه تسلم عمله كأمين عام لوزارة الصحة، قبل اشهر قليلة من انضامه الى وزارة مضر بدران كوزير للصحة.
وبين الروابدة أنه مارس العمل النيابي لنحو 20 عاما، وكذلك انضم لمجلس الاعيان لمدة عشر سنوات، وكان قد تولى وزارات 'الصحة ، المواصلات، التربية والتعليم، اشغال عامة، نائب رئيس، رئيس وزراء'، اضافة إلى 'امين لامانة عمان الكبرى لسبع سنوات' لافتاً ألى أنه تولى وزارة الصحة وهو في السادسة والثلاثين من العمر. واشار الى أنه درس الحقوق بعد سن الـ40؛ ليكون في تلك المرحلة كطالب في كلية الحقوق، واداري في كلية الطب، واستاذ في كلية الصيدلة.
الروابدة السياسي البارز يعتز بأنه ينتمي الى اسرة فلاحة ، وأنها كانت مكتفية مادياً؛ إذ عمل والده رحمه الله بالتجارة ، وأنه استطاع الجلوس تحت قبة البرلمان لعقدين من الزمن، رغم أن عدد الاصوات في عشيرته عندما ترشح للمرة الاولى للانتخابات كان يقارب الـ250 صوتاً ، وفي اطار نكته السياسية التي يوظفها الروابدة في معرض حديثه بشكل مستمر، يستشهد بالمثل الشعبي الذي يقول 'اللقاط الشاطر احسن من حصاد هامل'، للتلميح على حنكته السياسية في الوصول الى قاعدة كبيرة من الشعبية بين الناخبين.
ويرى الروابدة أن سر نجاح الشخصيات القيادية هو التدرج في العمل الاداري، وممارسة العمل المجتمعي، من خلال الانخراط في مجالات مختلفة، اضافة الى الاهتمام في الجانب الثقافي، وهو ما دفع الروابدة الى الاشارة الى سبع مؤلفات له في مجالات مختلفة.
ويحث الروابدة الشابات الحرص على 'رضا الله ورضا الوالدين' فهو مفتاح النجاح بالنسبة له،ويدعو الروابدة الى الحرص على اداء الواجب في مختلف المجالات ، مؤكدا أن قمة الانتماء للوطن اداء الواجب ، ومعتبرا أن الانتماء الوطني هو مدخل للانتماء للقومي العربية، ومستغرباً من الذي يهتمون بالقومية العربية ولا يهتمون بالانتماء للوطن، فهو يشير الى ذلك بفكاهته بقوله ' برقص بكل اعراس الناس وبنسى الرقص في عرس اهله'.
ودعا الشابات للاصرار على النجاح، فهو يقود الى مراحل متقدمة لو بعد حين من الزمن، مبينا أهمية الحفاظ على النجاح بعد الوصول الى اعلى مراتبه، والاعتماد على العمل التشاركي الجماعي،وطالب الشابات الى نسب الانجازات الى اصحابها، منتقدا وجود من هم 'سراقين للانجازات' ولا ينسبون الفضل لأهله.
واعتبر الروابدة 'الاشاعات' وسيلة للفاشلين، لصناعة الحدث وتوظيفها على نحو يخدمهم في حال أن نسبة الصحيح منها خمسة بالمئة، مقللاً من اهمية الاشاعات الكاذبة التي قد تواجه البعض بقوله 'الطلقة التي لا تصيبني تعطيني عمراً جديداً' ، مشددا على أهمية الاعتزاز بالوطن والدفاع عنه، مؤكدا أن من يطالب بالمواطنة عليه أن يقدم الوطنية، ومن يمتنع عن المشاركة في خدمة الوطن عليه أن يتنازل عن الوطنية ولا يمكن السماح له بإدانة الوطن.
وحول رأيه بالهيئات المستقلة، قال الروابدة إن مرحلة سيئة مرّت وشهدت تسلط بعض الاشخاص على المسؤولية انشأوا هيئات مستقلة، واحضروا مدراء بـ'البرشوت' ليس لديهم اي علاقة بالناس، معبراً الروابدة عن رضاه تجاه النظر في دمج والغاء الهيئات وفقا لدراسة حكومية،وردا على سؤال حول شراء الاصوات في الانتخابات، قال الروابدة في تندره على ذلك بقوله :' يا مسترخص اللحم عند المرقة تندم'، مؤكدا أن الفاسد انتخب بالمال، وأن المسؤولية تقع على من قبض المال من اجل بيع صوته.
وفي اجابته حول واقع محاربة الفساد، حذرالروابدة من التعميم على هذا الصعيد، مطالباً بتسمية الاسماء بمسمياتها، بعيداً عن ادانة الوطن والاساءة اليه من خلال التعميم العام،واشار إلى خطورة تعميم مصطلح الفساد تجاه كل من تولى المناصب العليا في العمل العام من قبل البعض،وعلى صعيد مسؤولية الحكومة تجاه الحد من البطالة، قال الروابدة 'ليس مسؤولية الدولة تعيين كل من هو قابل للتوظيف'،مطالبا عدم الشعور بالاحباط جراء وصول البعض لمواقع وظيفية دون وجود ما يؤهلهم لذلك، مؤكدا أن من وصل بسرعة يسقط بسرعة في حال عدم وجود الكفاءة.