جراءة نيوز - اخبار الاردن :
تسبب تسارع القرارات الأميركية بخصوص تسليح ودعم المعارضة السورية خلال اليومين الماضيين، بتعدد الأنباء المتعلقة بالأردن بسبب موقعه الجيوسياسي المؤثر، وقربه الجغرافي من سورية. المعلومات المسربة والمتعددة المصادر تمحورت حول إمكانية تسليح المعارضة عبر الحدود الشمالية للمملكة وكذلك فرض منطقة حظر جوي جنوب سورية.
تسليح المعارضة السورية
وفيما يتعلق بتسليح المعارضة السورية أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن إدارة بلاده "قررت بعد مشاورات مع المسؤولين الأردنيين إبقاء وحدة من مشاة البحرية "المارينز" على متن سفن برمائية قبالة سواحل المملكة".
أردنيا، أكد مصدر حكومي لـ"الغد"، الاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية على "إبقاء الأسلحة الدفاعية المتطورة المتمثلة ببطارية صواريخ الباتريوت ومقاتلات إف-16 في المملكة بعد انتهاء التمرينات العسكرية في العشرين من الشهر الحالي". موضحا أن "إبقاء هذه الأسلحة، التي أتت لغايات المشاركة في تمرين "الأسد المتأهب"، يأتي ضمن جهد الأردن المستمر بتطوير قدراته الدفاعية".
وقال المصدر، إن قوات البحرية الأميركية (المارينز) الموجودة في الأردن، هي "جزء من تمرين الأسد المتأهب وستغادر مع انتهاء التمرين". وكانت المقاتلات والصواريخ المضادة للصواريخ والبوارج أرسلت إلى الأردن للمشاركة في مناورات عسكرية تحت اسم "الأسد المتأهب"، وقرر المسؤولون الأميركيون إبقاءها في مكانها بناء على طلب الأردن الذي يخشى أن يمتد النزاع السوري إلى أراضيه.
يذكر أن نحو (2400) من مشاة البحرية وصلوا للمملكة على متن ثلاث بوارج للمشاركة في المناورات بالأردن، في المقابل لم يحدد المسؤولون الأميركيون عدد مقاتلات (إف 16) التي تم نشرها.
وأوضح المسؤول الأميركي أن أحد الخيارات التي تتم دراستها هو أن تساهم الولايات المتحدة بصندوق يستخدمه حلفاء واشنطن، وخصوصا الدول الأوروبية، لشراء أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية، وهو الأمر الذي كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت إليه في وقت سابق. وبحسب المسؤول نفسه فإنه لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن لغاية الآن.
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس أن الرئيس باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية، وسيشمل أسلحة أميركية، بعدما تأكد استخدام دمشق للسلاح الكيماوي.
واشنطن بوست
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المعارضة السورية ستتسلم شحنات أسلحة أميركية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، نقلا عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" عبر تركيا أو الأردن.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية إلى أن المجلس العسكري السوري أبلغ الولايات المتحدة حاجته لصواريخ مضادة للدبابات والطائرات لصد هجمات القوات الحكومية.
الأردن لن يشارك بالتسليح
محليا، أكد مصدر حكومي أن الأردن لن يكون جزءا من تسليح المعارضة السورية"، مشددا على أن المملكة مستمرة على موقفها بأن لا تكون "منطلقا لأي عمل عسكري ضد سورية". وكشف المصدر أن واشنطن أبلغت الأردن رسميا، وقبل ساعات، بقناعة البيت الأبيض بشأن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد معارضيه، لكن هذا البلاغ لم يشمل قرارها بتسليح المعارضة السورية.
وقال مساعد مستشار الرئيس للأمن القومي بن رودس إن "أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية"، دون أن يذكر تفاصيل عن نوعية المساعدات المقررة.
لكن وكالة رويترز نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن "أوباما أجاز تقديم أسلحة أميركية لمقاتلي المعارضة السورية في إطار حزمة جديدة من الدعم العسكري للمعارضة".
وينص مقترح آخر على تزويد المعارضين بأسلحة بينها، بحسب نيويورك تايمز، أسلحة مضادة للدبابات لكن ليس أسلحة مضادة للطائرات.
وتقول وول ستريت جورنال أيضا إن أوباما أمر سرا وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يزودون مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح.
حظر جوي محدود الزمان والمكان
من ناحية أخرى، قال دبلوماسيان غربيان كبيران في تركيا أمس إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة في سورية يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن. وقال دبلوماسي "تدرس واشنطن فرض منطقة حظر جوي لمساعدة معارضي الرئيس بشار الأسد". موضحا أنها "ستكون محدودة من ناحية الزمن والمساحة دون أن يذكر تفاصيل". بيد أن بن رودس في الوقت ذاته قال إنه لا قرار حتى الآن بفرض منطقة حظر طيران فوق سورية.
وقال أحد الدبلوماسيين إن إقامة منطقة حظر جوي يمكن أن تساعد الجهود الغربية لمراقبة من سيتلقى أي مساعدات عسكرية وكذلك المساعدة في تدريب مقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الأسد.
والمنطقة المقترحة ستكون بعمق 40 كلم داخل الأراضي السورية وتفرضها طائرات حربية مزودة بصواريخ جو جو تنطلق من الأردن.
واعتبر العسكريون الأميركيون أن فرض منطقة حظر جوي حقيقية على سورية سيكون أمرا بالغ الصعوبة لأنه يتعين حينها تدمير نظام الدفاع المضاد للطيران السوري المهم.
لا حاجة لقرار من مجلس الأمن
في المقابل، فإن هذه المنطقة الصغيرة المقترحة يمكن إقامتها في غضون شهر وبدون قرار من مجلس الأمن لأنه لن يكون هناك انتهاك للمجال الجوي السوري.
وستتيح حماية معسكرات تدريب المعارضة في تلك المنطقة. وهذا الإجراء هو واحد من الإجراءات المقترحة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة.
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنباء عن تقديم مزيد من عمليات التسليح للأردن، وصولاً لتعزيز قدراته الدفاعية، على الحدود الشمالية مع سورية، كما أشارت إلى خطوات تم اتخاذها تسهل عملية فرض منطقة حظر جوي يكون مقر عملياتها في الأردن.
وقالت الصحيفة إن الجيش الأميركي يتخذ خطوات لدعم الأردن ويجهز لحالات طوارئ أخرى في سورية عن طريق تحريك طائرات "إف-16" ونظم مضادة للصواريخ هناك ومن خلال وضع سفينة حربية مليئة بقوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" بالجوار.
وقالت "إن الجيش الأميركي اتخذ خطوات في الأشهر الماضية، من الممكن أن تسهل إنشاء منطقة حظر طيران (في سورية) يكون مقر (عملياتها) في الأردن".
وأكدت الصحيفة أن اللواء سليم إدريس، كبير قادة الثوار السوريين والذي يدعمه الغرب، طلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا صواريخ مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات ومئات الآلاف من الذخيرة.
وأضافت أن طلب إدريس يأتي في وقت حاسم في الحرب السورية في أعقاب المكاسب السريعة التي حققتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومن بينها الاستيلاء مجددا الأسبوع الماضي على القصير، وهي بلدة استراتيجية بالقرب من الحدود اللبنانية.
جلسة استماع في الكونغرس
وأبلغ بن رودس الكونغرس، في جلسة استماع أول من أمس، بتفاصيل التحقيقات التي خلصت إلى استعمال الأسلحة الكيماوية في سورية من قبل النظام.
وأضاف أن التحقيقات أظهرت أن هناك ما بين 100 و150 شخصاً قد قتلوا بسبب استخدام غاز السارين السام في سورية من قبل الجيش السوري. وقال إن الرئيس باراك أوباما سيتشاور الأسبوع المقبل مع قادة دول الثماني حول هذه المسألة، و"سنطلع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة على أدلة استخدام الكيماوي في سورية".
وشدد عضو الكونغرس الجمهوري جون ماكين في جلسة استماع في الكونغرس على ضرورة أن تكون إدارة أوباما أكثر تشدداً في ما يتعلق بالأزمة السورية، وتحديداً ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي المقابل، أعلن البيت الأبيض أنه سيتعامل مع الوضع في سورية بما يحفظ مصالح الأمن القومي الأميركي وليس بما يرضي منتقدي سياسة الرئيس باراك أوباما. لكن لم يعلق على المعلومات التي نشرتها الصحيفة.
والتقى قادة مقاتلي المعارضة السورية مع مسؤولين غربيين وأتراك أمس في تركيا لبحث المساعدات العسكرية لقوات المعارضة.
وحتى الآن ظلت واشنطن تحجم بشدة عن إرسال أسلحة، مشيرة إلى مخاطر سقوطها في أيدي كتائب متشددة. -(وكالات)