
جراءة نيوز -عربي دولي:
أعلنت لجنة تحقيق الامم المتحدة حول سوريا أمس ان الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اصبحت «واقعا يوميا» في سوريا، فيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بين بلاده والاتحاد الاوروبي في ايكاتيرينبورغ في الاورال الروسي، التحذير من اي «تدخل عسكري خارجي في سوريا»، مشيرا الى ان مصيره سيكون الفشل.
على الارض، تجدد أمس سقوط قذائف على وسط دمشق بعد توقف لمدة اسابيع، فيما تستمر المعركة في مدينة القصير التي تتعرض لقصف بالصواريخ والطيران من القوات النظامية.
واعتبرت لجنة تحقيق الامم المتحدة حول سوريا في اخر تقرير لها امام مجلس حقوق الانسان أمس ان الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اصبحت «واقعا يوميا» في سوريا مشيرة خصوصا الى الشبهات باستخدام اسلحة كيميائية والمجازر واللجوء الى التعذيب. واعتبرت لجنة التحقيق ان «هناك دوافع معقولة للاعتقاد بان كميات محدودة من منتجات كيميائية استخدمت». واشار المحققون الى اربعة احداث تم خلالها استخدام هذه المواد لكن تحقيقاتهم لم تتح حتى الان تحديد طبيعة هذه العناصر الكيميائية وانظمة الاسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها. والحوادث الاربعة وقعت في خان العسل قرب حلب في 19 اذار والعتيبة قرب دمشق في 19 اذار وفي حي الشيخ مقصود في حلب في 13 نيسان وفي مدينة سراقب في 29 نيسان. وكتب الخبراء في تقريرهم الذي يغطي الفترة الممتدة من 15 كانون الثاني الى 15 ايار «هناك حوادث اخرى ايضا قيد التحقيق». وقال رئيس اللجنة البرازيلي باولو بنييرو «لدينا مقابلات مع ضحايا ولاجئين واعضاء من الطواقم الطبية». ولجنة التحقيق المستقلة التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الانسان لم تتلق موافقة من دمشق بعد للتوجه الى سوريا. ومنذ بدء مهامها تحقق في 30 ادعاء بوقوع مجازر بينها 17 قد تكون ارتكبت منذ 15 كانون الثاني. وروت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق «فوجئت كثيرا بالعنف وبقساوة الاعمال الاجرامية لا سيما اعمال التعذيب. وهناك عامل اخر اثار قلقي ايضا هو استخدام اطفال في المعارك وهم يتعرضون للقتل والتعذيب». ومنذ بدء النزاع، قتل 86 من الاطفال الجنود في المعارك ونصف هذا العدد منذ كانون الثاني.
وقال بنييرو رئيس لجنة التحقيق «ان عددا من هذه الاعمال ارتكب في اطار هجمات معممة وممنهجة ضد المدنيين». واضاف ان «وحشية النزاع في سوريا بلغت مستويات جديدة»، مضيفا انه للمرة الاولى «يشير التقرير الى فرض حصار بشكل منهجي واستخدام عناصر كيميائية ونزوح قسري». وتابع ان «جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وكذلك انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان تتواصل بدون هوادة» منددا بالغياب التام للعدالة.
وندد المحققون ايضا بارسال اسلحة الى سوريا لافتين الى انها يمكن ان تستخدم في ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وحذرت ديل بونتي من انه «يمكن ان يترتب على ذلك مسؤولية مشتركة اجرامية». ويتهم التقرير ايضا الجيش بقصف بعض المناطق بشكل متواصل واطلاق صواريخ ارض-ارض وكذلك قنابل انشطارية وحرارية. وقال ايضا ان الجيش المدعوم من اللجان الشعبية يحرم المدن من وصول المواد الغذائية والادوية بهدف منع توسع المجموعات المسلحة وارغام السكان على النزوح. وتتهم اللجنة ايضا مجموعات المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب وبينها اعدامات خارج اطار القضاء واعمال تعذيب او تعريض حياة سكان للخطر عبر اقامة اهداف عسكرية قرب مناطق مدنية. لكنها لفتت مرة اخرى الى ان هذه الفظاعات لم تبلغ مستوى وحجم تلك التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها.
من جهة ثانية، رجحت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس ان يكون 147 شخصا على الاقل عثر على جثثهم في نهر بحلب كبرى مدن شمال سوريا خلال فترات متفاوتة مطلع السنة الجارية، قد اعدموا في مناطق خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت المنظمة في بيان اصدرته ان «147 شخصا على الاقل كان قد عثر على جثثهم في نهر مدينة حلب (المعروف بنهر قويق) بين كانون الثاني وآذار 2013، قد تم على الارجح اعدامهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة». وافادت المنظمة انها زارت مكان اكتشاف الجثث وقابلت السكان والناشطين المعارضين الذين عثروا عليها، برفقة خبير بحث جنائي قام بفحصها، كما قابلت 18 من أسر الضحايا واطلعت على اكثر من 350 صورة وأشرطة فيديو. وقالت انه بناء «على الصور ومقاطع الفيديو واقوال الشهود، كان كثير من الضحايا يحملون علامات تدل على الاحتجاز ثم الاعدام، مثل تقييد اليدين خلف الظهر، والطلقات النارية في الرأس، وسد الفم بشريط لاصق». ونقل البيان عن الباحث في المنظمة اوليه سولفانغ قوله «تروي الجثث الطافية في نهر حلب حكاية تقشعر لها الأبدان. من الصعب ان ندرك كيف لـ147 شخصاً أن يعدموا ويلقى بجثثهم في النهر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما تشير الأدلة، بدون علم القوات الحكومية العاملة في المنطقة». وشددت المنظمة على ان تحقيقها «ليس قاطعا من حيث تحديد هوية المسؤولين عن عمليات الإعدام أو دوافعها، إلا أن موقع اكتشاف الجثث والمعلومات المتعلقة بآخر مكان معروف للضحايا تشير إلى وقوع عمليات الإعدام على الأرجح في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة».
وافادت نقلا عن الناشطين انهم عثروا على 230 جثة في نهر قويق بين 29 كانون الثاني و14 آذار، الا انها اشارت الى انها تمكنت من احصاء 147 ضحية تراوح اعمارهم بين 11 عاما على الاقل و64 عاما. ويفصل النهر الذي يجري من الشمال الى الجنوب في خط متعرج، المدينة بين جزء شمالي غربي تسيطر عليه القوات النظامية، وآخر جنوبي شرقي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وبحسب السكان، ظل الخط الفاصل ثابتاً نسبياً منذ استيلاء قوات المعارضة على أجزاء هامة من المدينة في تموز 2012. وقالت هيومن رايتس ووتش ان وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) افادت في 30 كانون الثاني ان وزارة الخارجية السورية اتهمت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بالمسؤولية عن مقتل الاشخاص. الا ان المنظمة قالت ان «التقرير الاخباري لم يقدم أي تفسير بخلاف العثور على الجثث في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة». وشدد سولفانغ على مجلس الأمن الدولي ان يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وأن يطالب الحكومة السورية بمنح لجنة تقصي الحقائق الأممية حق دخول البلاد».
سياسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان روسيا «لم تسلم بعد» صواريخ ارض-جو اس 300 الى سوريا مؤكدا ان موسكو لا تريد «الاخلال بميزان القوى» في المنطقة. وقال بوتين في ختام قمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي ان «العقد وقع قبل عدة سنوات، ولم يطبق حتى الان» مضيفا «انه بالتاكيد سلاح خطير. لا نريد ان نخل بميزان القوى في المنطقة». وحذر بوتين ايضا من اي تدخل اجنبي في سوريا معتبرا ان ذلك سيكون مصيره «الفشل». وقال «اؤكد مرة جديدة ان اية محاولة للتأثير على الوضع في سوريا بالقوة عبر تدخل عسكري مصيرها الفشل وستؤدي الى عواقب انسانية كبرى». واقر بوتين بان صواريخ اس-300 هي «احدى افضل، ان لم تكن افضل انظمة الدفاعات الجوية في العالم». واضاف بوتين «هي الافضل على الارجح». وقال بوتين ان روسيا تشعر بخيبة امل من قرار الاتحاد الاوروبي عدم تجديد الحظر المفروض على الدول الاعضاء بشأن تسليح قوات المعارضة التي تقاتل الحكومة السورية. واضاف «اقنعنا القيادة السورية على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 وقد وافقت على الحضور». واشار بوتين الى ان «غياب الارادة الموحدة لدى المعارضة السورية يعرقل عقد مؤتمر جنيف اثنان».
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الوضع الإنساني على الساحة السورية يتدهور بسرعة، مؤكدا تأييده لدعم المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أمس عن كاميرون قوله أمام مجلس العموم البريطاني (البرلمان) أن «التغيير السياسي في سوريا لن يكون ممكناً وسيستمر المتطرفون في بسط نفوذهم على أراضيها، ما لم تقوم بريطانيا بتقديم المزيد من الدعم للمعارضة الرسمية الممثلة في الائتلاف الوطني السوري».
ميدانيا، قتل شخص واصيب عنصر من القوات النظامية السورية بجروح أمس في سقوط خمس قذائف قرب السفارة الروسية في وسط دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وهي المرة الاولى التي تطاول فيها قذائف الهاون هذا الحي السكني من العاصمة الذي شهد تفجيرا انتحاريا في شباط الماضي تسبب بمقتل اكثر من خمسين شخصا. وقال المرصد في بريد الكتروني «سجل سقوط خمس قذائف هاون على منطقتي العدوي والمزرعة في مدينة دمشق، بعضها بالقرب من السفارة الروسية، ما تسبب باستشهاد مواطن واصابة عنصر من القوات النظامية بجروح». ومنذ حوالى ثلاثة اسابيع حتى الليلة الماضية، لم تسقط قذائف هاون على دمشق. وكانت المجموعات المعارضة استهدفت قبل ذلك على مدى اسابيع احياء مختلفة في وسط دمشق بقذائف الهاون اوقع بعضها قتلى وجرحى. وسجل ليلا سقوط قذائف هاون على حي المزة في غرب دمشق.
وتستمر المعارك في مدينة القصير في محافظة حمص بين قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية، لا سيما من جهة الشمال. وقال المرصد السوري ان الطيران الحربي نفذ أمس غارات على القصير التي تتعرض ايضا «لقصف صاروخي عنيف».
في درعا (جنوب)، قتل عشرة مقاتلين معارضين في قصف بالطيران الحربي على محيط حاجز البرنس ببلدة النعيمة شرق مدينة درعا، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع اشتباكات في محيط الحاجز الذي كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليه ليل الاثنين الثلاثاء بعد اشتباكات عنيفة استمرت اياما. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 116 شخصا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية.
وقال نائب سوري أمس ان المعارضة حرمت قرى تقطنها أقليات دينية من مياه الشرب ورفض مزاعم بأن الجيش السوري وحزب الله اللبناني فعلا الشيء ذاته في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال علي رستم عضو مجلس الشعب السوري ان المعارضة كانت مجحفة في الطريقة التي وزعت بها موارد المياه. وكانت بعض التقارير الاعلامية أفادت بأن مقاتلي حزب الله قطعوا امدادات المياه عن قرى تسيطر عليها المعارضة السورية في حمص وحماة بعد أن سيطروا على نبع التنور قرب مدينة القصير المتنازع عليها. وقال رستم وهو نائب حماة في البرلمان السوري ان المزاعم ليست صحيحة وان الوضع في المدينة الواقعة بوسط سوريا هاديء والحياة طبيعية.
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة