
جراءة نيوز -عربي دولي:
رأت المعارضة السورية ان قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على نقل الاسلحة الى سوريا «غير كاف» و»جاء متأخرا جدا» بينما حذرت موسكو من ان هذه الخطوة تضر بمؤتمر السلام الذي يجري الاعداد لعقد الشهر المقبل.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعلن ان وزراء الخارجية الاوروبيين قرروا مساء الاثنين في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين. لكن هذا القرار لن يغير شيئا في الواقع بالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون هجوم الجيش السوري في مدينة القصير(وسط)، اذ ان وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن اكد ان الدول ال27 «تعهدت بالامتناع عن تصدير السلاح في هذه المرحلة وتطبيق عدد من المعايير القاسية لاحتمال تصدير السلاح في المستقبل».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان بريطانيا ليست مضطرة للانتظار حتى الاول من آب حين يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مرة اخرى قبل ان تتخذ قرارا بتسليح مقاتلي المعارضة السورية لكنه أكد ان بلاده لم تتخذ قرارا بهذا الصدد بعد. وقال هيج لهيئة الاذاعة البريطانية «يجب ان أصحح شيئا مثار قلق. أعرف انه دارت بعض المناقشات حول مهلة الاول من آب. وهذا ليس الوضع»، مضيفا ان بريطانيا «ليست مستبعدة» من تسليح المعارضة قبل أول اب وانها لن تتحرك بمفردها اذا اختارت ان تفعل ذلك.
من جانبها، قالت فرنسا انها تحتفظ بحق ارسال اسلحة على الفور الى مقاتلي المعارضة السورية لكنها ليس لديها خطط لان تفعل ذلك رغم موافقة دول اوروبية على تأجيل أي شحنات محتملة حتى الاول من اب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين ان باريس تأمل في ان تتحقق انفراجة بايجاد حل سياسي خلال الشهرين القادمين لكن قرار الاتحاد الاوروبي اعلان سياسي ليس له اساس قانوني. وعندما سئل ان كان هذا يعني ان فرنسا يمكنها ان تسلم اسلحة قبل الاول من آب اذا اعتبرت ان ذلك ضروريا قال لاليو «نعم».
ورأى المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول ان قرار الاتحاد الاوروبي «غير كاف» وياتي «متاخرا جدا». وقال ان القرار «بالتاكيد خطوة ايجابية لكننا نخشى ان يكون غير كاف وجاء متاخرا جدا». من جانبه قال قاسم سعد الدين المتحدث باسم قيادة مجموعة الجيش السوري الحر اهم قوى الائتلاف المعارض «نامل ان يكون قرارا فعليا وليس مجرد كلام»، مؤكدا ان «الشعب السوري خاب امله. كان يعتقد ان الديموقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديموقراطية».
وتراجعت النمسا عن تهديدها بسحب قوات حفظ السلام التابعة لها وقوامها 380 جنديا من المنطقة العازلة بين سوريا واسرائيل قائلة أمس ان بريطانيا وفرنسا فقط وليست كل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي هما المستعدتان لتسليح مقاتلي المعارضة السورية. وكانت فيينا قادت الجهود لتمديد حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي في سوريا قائلة ان ارسال المزيد من الاسلحة الى المنطقة سيؤدي فقط الى تأجيج القتال ويقضي على امال التوصل لاتفاق سلام ويجعل من قوات حفظ السلام النمساوية هدفا محتملا لهجمات ثأرية.
وعبرت روسيا من جانبها عن اسفها للقرار الاوروبي واعتبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف انه «يضر بشكل مباشر» بالجهود القائمة لعقد مؤتمر دولي لحل النزاع السوري. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان «هذا الامر يضر مباشرة بافاق عقد مؤتمر دولي» مقرر في حزيران بمبادرة روسية-اميركية ويعرف بمؤتمر جنيف 2. من جهة اخرى، اكد ريابكوف ان عدم وجود قيادة للمعارضة يشكل «العقبة الاساسية» امام تنظيم مؤتمر دولي. وقال للصحافيين في موسكو ان «الخلافات بين المجموعات التي تقاتل الحكومة، وعدم قدرة شركائنا بمن فيهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ضمان مستوى تمثيل للقوى المعارضة يملك ما يكفي من السلطة، يشكل العقبة الاساسية اليوم» امام عقد مؤتمر جنيف 2.
من جانب آخر، اكد ريابكوف ان الصواريخ ارض جو المتطورة من طراز اس-300 المقرر تسليمها الى سوريا تشكل عامل «استقرار» هدفه ردع اي مخطط لتدخل خارجي في النزاع في هذا البلد. وقال «نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار ونرى ان اجراءات كهذه تردع الى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دوليا بمشاركة قوات اجنبية». لكن اسرائيل حذرت من انها «تعرف ما ستفعله» اذا سلمت روسيا انظمة دفاع جوي الى سوريا. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان «الشحن (الاسلحة) لم يتم وآمل الا يتم. لكن اذا وصلت (صواريخ اس-300) الى سوريا، فسنعرف ما علينا ان نفعله». وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان يعالون يلمح بذلك الى غارات جوية جديدة يمكن ان تشنها اسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق.
سياسيا ايضا، قام مسؤول فرنسي كبير بزيارة خاطفة الى طهران لمناقشة «حلول» تهدف الى انهاء النزاع في سوريا، كما ذكرت أمس مصادر دبلوماسية. وقد التقى مدير افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان-فرنسوا جيرو، الاثنين نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي. واضاف «ابدينا صراحة اراءنا حول سوريا والحل الذي يمكن ان يساعد في انهاء الازمة». واوضح «نأمل في ان تتبنى البلدان الاوروبية وفرنسا مقاربة تتسم بمزيد من الواقعية (للوضع) وألا تتورط في الطريق الخطأ».
وانتقدت دمشق أمس «الانحياز الواضح» للمفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، وذلك غداة اعلان هذه الاخيرة ان مستوى انتهاكات حقوق الانسان بات «مروعا»، وذلك بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وقالت الوكالة ان «وفد سوريا في مجلس حقوق الانسان يعرب عن استنكاره وأسفه الشديدين للانحياز الواضح الذي تمارسه نافي بيلاي الموفضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة بالتعاطي مع الاحداث السورية». واعتبرت ان بيلاي «توجه اللوم الى الحكومة السورية وتتغاضى عن الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان التي ترتكبها عصابات القاعدة و+النصرة+ والتكفيريون».
واعلن مسؤول فرنسي كبير فضل عدم الكشف عن هويته ان فرنسا ستفحص العينات من الاسلحة الكيماوية التي نقلها من سوريا صحافيون من صحيفة لو موند. وقال هذا المسؤول ان «عينات حملها صحافيو صحيفة لو موند. ونحن سنباشر بفحصها». واضاف ان الحكومة الفرنسية فحصت وعلى غرار الولايات المتحدة وبريطانيا عيناتها وتوصلت الى وجود «مؤشرات ولكن ليس ادلة رسمية عن استعمال غاز المعارك» في سوريا.
ميدانيا، قتل 15 سجينا على الاقل في سجن حلب المركزي في شمال سوريا، والذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ ايام ويشتبكون مع القوات النظامية في محيطه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وقال المرصد في بريد الكتروني «أكدت مصادر متطابقة في اتصالات هاتفية من داخل سجن حلب المركزي استشهاد ما لا يقل عن 15 سجينا، في قصف على السجن الذي تحاصره الكتائب المقاتلة، والذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة ومستمرة منذ أيام». واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان السجناء «قتلوا بسبب القصف على السجن يومي السبت والاحد». واقتحم المقاتلون المعارضون حرم السجن للمرة الاولى منتصف أيار الجاري بعد تفجير سيارتين مفخختين قرب مدخله، واشتبكوا مع القوات النظامية في داخله، وسيطروا على مبنى قيد الانشاء في داخله من دون ان يتمكنوا من التقدم الى المباني التي تضم السجناء، بحسب المرصد. وتمكنت القوات النظامية في وقت لاحق من دفع المقاتلين الى خارج اسوار السجن، بينما تستمر الاشتباكات واعمال القصف في محيطه، بحسب المرصد. ويقع السجن على المدخل الشمالي لحلب كبرى مدن الشمال السوري، ويضم نحو اربعة آلاف سجين بينهم اسلاميون ومحكومو حق عام.
في غضون ذلك، يتواصل القصف العنيف على مدينة القصير الاستراتيجية ومحيطها في محافظة حمص (وسط)، والتي تحاول القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ بدء عملية اقتحامها الاحد الماضي. وافاد المرصد السوري ان القصف يتركز على مطار الضبعة شمال القصير، والذي يعد منفذا اساسيا لمقاتلي المعارضة المتحصنين في الاحياء الشمالية للمدينة، وتحاول القوات النظامية استعادته. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الاثنين الى مقتل 131 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
من جانبه، حذر قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس بانه اذا لم يوقف مقاتلو حزب الله هجومهم في سوريا، حيث يقاتلون الى جانب القوات النظامية، فان المعارضة المسلحة ستتخذ «كافة الاجراءات» ضد حزب الله. وقال في تصريح لقناة العربية الاخبارية مخاطبا الرئيس اللبناني ميشال سليمان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون «أضعهم امام مسؤولياتهم، خلال 24 ساعة اذا لم يتوقف هجوم حزب الله على الاراضي السورية فاننا سنتخذ كافة الاجراءات وسنلاحق حزب الله حتى في جهنم». مضيفا «اذا لم يتخذ قرار وينفذ بوقف الهجوم على الاراضي السورية، فانا في حل من اي التزام معهم. انا لا استطيع ان اضبط المقاتلين اكثر من ذلك».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم السناتور جون مكين المرشح الجمهوري الاسبق في انتخابات الرئاسة الامريكية ان مكين -وهو من أبرز الداعين لمساعدة المعارضة السورية عسكريا- التقى مع بعض مقاتلي المعارضة في سوريا خلال زيارة مفاجئة الاثنين. وأكد المتحدث بريان روجرز اجتماع مكين مع مقاتلي المعارضة في سوريا لكنه رفض ذكر أي تفاصيل بشأن الزيارة. وقال اللواء سليم ادريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر في مقابلة مع موقع ديلي بيست الالكتروني ان زيارة مكين جاءت في وقت حرج بالنسبة للمعارضة المسلحة التي كثفت دعواتها للحصول على دعم أمريكي يشمل أسلحة ثقيلة واقامة منطقة حظر جوي وشن غارات جوية. ونقل الموقع عن ادريس قوله «زيارة السناتور مكين لسوريا مهمة ومفيدة للغاية خصوصا في هذا التوقيت.. نحتاج الى الدعم الامريكي لاحداث تغيير على الارض.. نحن الان في وضع حرج للغاية». ومكين هو أرفع مسؤول أمريكي يزور سوريا منذ روربرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا الذي عبر الحدود الى شمال سوريا للقاء زعماء المعارضة السورية في وقت سابق من هذا الشهر. وذكر موقع ديلي بيست أن مكين دخل سوريا من حدودها مع تركيا وقضى هناك عدة ساعات قبل أن يعود الى تركيا. وأضاف أن السناتور التقى مع عدد من قادة وحدات الجيش السوري الحر في تركيا وسوريا.
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة