جراءة نيوز - اخبار الاردن :
تجمهر العشرات من أبناء مدينة معان مساء اليوم الثلاثاء على دوار في وسط المدينة إحتجاجاً على مقتل إثنين من البلدة في وقت سابق اليوم،وقام المحتجون بالتجمهر في المدينة عقب مقتل مطلوبين إثنين إثر إشتباكات مع قوات الأمن حيث يشهد محيط مركز امن معان تبادل كثيف لاطلاق النار بين المحتجين وقوات الامن،مؤكدا المركز الإعلامي الأمني إن غرفة العمليات الرئيسة في مديرية شرطة العقبة تلقت بلاغا من عدد من المواطنين في منطقة الراشدية ضمن إقليم العقبة بدخول ثلاثة اشخاص مسلحين الى كسارات ومقالع هناك وإطلاق عيارات نارية في الهواء لإخافتهم وسرقة بعض المحتويات من داخلها.
وأكد البيان فإن البلاغ تضمن ملاحقة أصحاب تلك المقالع وعدد من المجاورين لهم أولئك الأشخاص، فتحركت قوة مناسبة من رجال الأمن العام وبمساندة من قوات الدرك الى المكان لضبط أولئك الأشخاص،مبينا انه ولدى وصول رجال الأمن العام والدرك الى المكان الذي تم الإبلاغ عنه رفض الأشخاص الثلاثة الامتثال لأوامر القوة الأمنية بالتوقف وتابعوا مسيرهم وقاموا كذلك بإطلاق عيارات نارية من أسلحة أتوماتيكية بحوزتهم باتجاه رجال الأمن العام والدرك والمواطنين.
ولفت المركز الإعلامي انه وفي أثناء المطاردة علقت المركبة التي كان الأشخاص يستقلونها في منطقة جبلية وعرة وواصلوا إطلاق النار بشكل مباشر باتجاه القوة الأمنية والمواطنين وأصحاب المقالع ليتم تبادل لإطلاق النار معهم عندها،وأكد المركز الإعلامي ان القوة الأمنية تمكنت بعد ذلك من ضبط أولئك الأشخاص الذي تبين تعرضهم للإصابة وجرى إسعافهم الى المستشفى وما لبث اثنان منهما أن فارقا الحياة، وتم ضبط سلاح ناري أوتوماتيكي كان بحوزتهم إضافة الى عدد كبير من العتاد الحي.
وأكد المركز الإعلامي انه بتدقيق المركبة المستخدمة من قبل أولئك الأشخاص تبين انها مسروقة من محافظة معان ومعمم عليها وتم ضبط المسروقات بداخل المركبة بعد تفتيشها كما تبين ان الأشخاص الثلاثة من المطلوبين الخطرين جدا في قضايا القتل والسلب والاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة وبوشرت التحقيقات في القضية،وزادت الحادثة من شدة الاحتقان الموجود في شوارع معان، حيث شهدت المدينة وبلدة الراشدية أعمال احتجاجية تخللها اغلاقات للطرق.
وجاءت الحادثة بعد يوم واحد من إصابة أحد كبار السن في معان بجراح في رأسه وهو ما جعل عشائر معان يحذرون من "مؤامرة" قالوا إنها تحاك ضد الأردن والأردنيين عبر ضرب العشائر الأردنية بعضها ببعض لغايات وأهداف سياسيّة"،ووصف شهود عيان معان بعد ظهر أمس بالمدينة المغلقة. وتتوقع أوساط معانية أن تضاعف الحادثة من شدة الاحتقان الموجود،وعلى حد وصف أحد المعانيين، فإن ما يجري سلسلة من الأحداث التي تدعم بعضها بعضا.
وأغلق شبان معانيون شوارع مدينتهم وتجمهر في تجمعات كبيرة احتجاجا على مقتل المطلوب،ويأتي هذا الحادث بعد ساعات من إصدار عشائر معان بيانا حذرت فيه من جرّ البلاد إلى الفوضى وضرب العشائر ووحدة الصّف في حال استمرّت الدولة بتقاعسها وتخليها عن واجباتها"، ملوحة بعصيان مدني شامل إذا استمر هذا الوضع" على حد وصفها،وحادث إطلاق النار في الرشيدية غير مرتبط بالتوترات التي تبعت أحداث جامعة الحسين في معان أم لا. لكنه زاد من الاحتقانات التي أوجدتها حادثة "الحسين".
وكانت العشائر المعانية أصدرت بيانا جاء بعد اجتماع ضمّ آلاف المعانيين مساء أمس الاثنين قالت فيه: "إنّنا في مدينة معان شيبها وشبانها وشيوخها نعي المؤامرة الدنيئة التي تحاك ضد الأردن والأردنيين وضرب العشائر الأردنية بعضها ببعض لغايات وأهداف سياسيّة، من أبرزها الوطن البديل (الكونفدرالية) وما يجري من أحداث جسام في سوريا والعراق ودخول القوات الأمريكيّة إلى أرض الحشد والرباط، الأمور التي نرفضها بكلّ قوّة؛ لأنّ الأردن لكلّ الأردنيين الشرفاء، وفلسطين حقّ علينا وعلى جميع المسلمين الدّفاع عنها، لتحريرها من براثن العدو الصهيوني".
وأضافت "نؤكد للشعب الأردني العظيم أنّ معان كانت ولا زالت هدفاً للعديد من أصحاب الأيادي الخبيثة لتمرير مخططات مشبوهة على مرأى ومسمع أجهزة النظام جميعها، ولكنّنا سنفوت الفرصة على كلّ من تسول له نفسه فتنة الأهل والعشيرة والشّعب الأردني الواحد الذي يعتزّ بدينه وبعروبته وبتضحيات أبنائه وشهدائه عبر التاريخ وبشهادة القاصي والدّاني".
وقال البيان: في ظلّ انهيار هيبة الدّولة والتّخلي المدروس من قبلها عن المجتمع والإنسان وكرامته، صُدم أبناء مدينة معان بتكرار عمليّة الاعتداء على أبنائها في منطقة مشروع جرّ مياه الديسة- طريق الجفر-، وكان آخرها الاعتداء على أحد أبنائها العاملين في ذلك المشروع الذي كاد أن يودي بحياته جراء إصابته بعيار ناري بهدف القتل، وقد سبق أن قُتل اثنان من أبنائها وأصيب آخران في المنطقة نفسها".
وأشارت إلى انّ الاعتداءات المتكررة ناتجة عن سوء المعالجة الأمنية من قبل الأجهزة المختصّة ممّا أدّى إلى استقواء بعض الخارجين عن القانون الموتورين، الذين لم يلقَ القبض على أيّ من مرتكبي الجرائم المذكورة، وهذا الأمر يبيّن الحالة التي وصل إليها الوضع الأمني المتردّي من قتل، وقطع طريق، وسرقة سيارات، وتجارة مخدرات في تلك المنطقة.
ووفق البيان، فقد كان من نتائج هذا الاستقواء تبعيات ما حدث من أعمال عنف وقطع طريق على طول الخطّ الصحراوي والاعتداء على أبناء مدينة معان بشكل خاص (بالتفتيش على الهوية) والتعرض بالإساءة إلى بعض أبناء المحافظات الأخرى وإصابة زائر سعوديّ بعيار ناريّ، على خلفية أحداث جامعة الحسين.