جراءة نيوز - اخبار الاردن :
كشفت بيانات صادرة عن البنك المركزي الاردني ان اجمالي ما انفقه الاردنيون خلال فترة الثلاثة اشهر الاولى من العام الحالي 2013 لتغطية تكاليف السفر للخارج بلغ حوالي( 187 ) مليون دينار وبما يعادل نحو( 263 ) مليون دولار امريكي مقابل نحو( 179 ) مليون دينار مايعادل نحو ( 252) مليون دولار خلال نفس الفترة المماثلة من العام الماضي 2012 لتسجل بذلك تكاليف السفر للاردنيين لخارج المملكة ارتفاعا بنسبة بلغت نحو ( 4 % ) بالمقارنة مع مستوياتها المسجلة بنهاية نفس الفترة من العام الماضي .
واشتملت نفقات سفر الأردنيين للخارج لتغطية تكاليف السياحة خارج المملكة الى جانب نفقات العلاج والاستجمام بالاضافة الى تكاليف التعليم في الجامعات الاجنبية للدراسين والمبعوثين للخارج وتستأثر نفقات السفر للخارج لغايات السياحة والعلاج والاستجمام بالجزء الاكبر من التكاليف اذ تستحوذ على مانسبته حوالي 93% من المجمل فيما تستحوذ نفقات التعليم بالجامعات والمعاهد الاجنبية للدارسين والمبعوثين مانسبته 7% من الاجمالي كما تشكل التكاليف السنوية لنفقات سفر الأردنيين للخارج بالمعدل السنوي مانسبته حوالي مامعدله (7ر4 % ) من الناتج المحلي الاجمالي بأسعار السوق الجارية .
وفي المقابل اظهرت البيانات ذاتها ان اجمالي المقبوضات من السياحة الواردة الى المملكة خلال الفترة ذاتها بلغ حوالي( 551 ) مليون دينار وبما يعادل نحو ( 777) مليون دولار أمريكي وسجل اتفاعا بواقع ( 7ر1 % ) بالمقارنة مع مستوياتة المسجلة بنهاية نفس الفترة المماثلة من العام الماضي لتعطي المحصلة النهائية لميزان السياحة الواردة والخارجة فائضا لصالح السياحة الواردة بقيمة( 364 ) مليون دينار وبما يعادل نحو ( 513 ) مليون دولار امريكي لصالح السياحة الواردة للمملكة حتى نهاية الفترة ذاتها .
بالسياق , اظهرت الاحصائيات الرسمية المتعلقة بحركة المسافرين الاردنيين للخارج ان اعداد الاردنيين الذين غادروا اراضي المملكة خلال فترة الثلاثة أشهر الاولى من هذا العام 2013 بلغت حوالي ( 569 ) ألف مغادر أردني مقابل نحو( 549 ) الف مغادر أردني خلال نفس الفترة المماثلة من العام الماضي وزادت أعداد المسافرين من حملة الجنسية الأردنية بنسبة ( 6ر3 % ) بالمقارنة مع الفترة المماثلة من العام 2012 فيما بلغ اجمالي اعداد المغادرين من أراضي المملكة خلال نفس الفترة ومن كافة الجنسيات المختلفة العربية والأجنبية نحو ( 7ر1 ) مليون مغادل مقابل نحو ( 8ر1 ) مليون مغادر من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية
وشهدت حركة المسافرين الاردنيين للخارج بقصد السياحة والاستجمام خلال فترة الربع الأول من هذا العام 2013 الى البلدان المجاورة من بينها لبنان وتركيا ( باستثناء حركة السفر الى سوريا بسبب الأحداث الجارية هناك اذ وصلت حركة السفر لسوريا الى الصفر منذ نحو عام 2011 ) فيما تركزت السياحة الخارجية للاردنيين وبزيادة لافتة الى لبنان وتركيا ومناطق أجنبية أخرى حيث اعتبرت تلك البلدان من المناطق المفضلة لدى الاردنيين وسجلت كثافة ملحوظة فيما انتعشت في الوقت ذاته حركة السياحة الداخلية الى منطقة العقبة والبتراء ورم وسجلت نسبة اشغال الفنادق 100% في عدد منها .
أما على صعيد السياحة الخارجية فقد اجمع محللون محليون ان الجزء الاكبر منها اقتصر على فئات محددة من المواطنين الاردنيين من ذوي الدخول الميسورة والمقتدرة طلبا للسياحة والاستجمام بالخارج الى جانب العلاج والتعليم ايضا ورأوا ان تزايد الاعداد والنفقات للغاية ذاتها غير مبرر باعتبار ان المملكة تزخر بالكثير من المرافق السياحية المتطورة والحديثة اما في مجال العلاج بالخارج فانه يتوفر في المملكة ايضا نخبة ممتازة من الاطباء بمختلف التخصصات وبتقنية متفوقة تضاهي تلك المتوفرة في بلدان العالم الخارجي.
وأما على صعيد التعليم بالجامعات الاجنبية بالخارج فقد اظهرت المؤشرات الرقمية ان تكاليف التعليم للدارسين بما في ذلك المبعوثون الاردنيون للخارج تقدر كلفتها السنوية بحدود( 38 ) مليون دينار وبما يعادل( 54 ) مليون دولار امريكي بالمعدل السنوي وتشمل تكاليف التعليم كلفة الدارسين في الجامعات الاجنبية لاسيما الذين يرغبون في استكمال دراستهم بالخارج في ظل التشدد الواضح في مستويات ومعدلات القبول التي تفرضها الجامعات المحلية الرسمية والخاصة حيث يشترط معدلات قبول مرتفعة بالمقارنة مع الجامعات الاجنبية علاوة على ندرة التخصصات التي لا تلبي رغبات الدارسين في الجامعات المحلية والتي تكون سهلة الحصول عليها بالخارج هذا الى جانب المزايا المتوفرة بالجامعات الاجنبية بالخارج لا سيما لاستكمال الدراسات العليا كالماجستير والحصول على درجة الدكتوراة
الى ذلك يرى دارسون في الجامعات الاجنبية ان التعليم بالخارج يلبي طموحات الدارسين ويكسبهم مهارات لغوية لاسيما الانجليزية الى جانب اكتساب ثقافات واسعة ومتنوعة ناهيك عن اتساع فترة الدراسة وتطور الاساليب العملية والتطبيقية في المناهج الدراسية الى جانب اتساع فترة الدراسة بما يكسبها اهمية متميزة وبما يجعلها متميزة ومرغوبة واكثر جاذبية من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى والمصارف وبما يوفر لهم فرص عمل برواتب ومزايا مجزية على الصعيدين المحلي والخارجي لاسيما في دول مجلس الخليج العربي حيث يفضلون خريجي الجامعات الاجنبية لاسيما الامريكية والبريطانية منها.
لكن فرص التعليم بالخارج تبقى محصورة على بعض الفئات الميسورة من المجتمع المحلي والقادرة على تحمل تكاليف الاعباء المالية وكلفة المعيشة المرتفعة في الدول الاجنبية علاوة على ارتفاع كلف التعليم هناك اذ يقدر دارسون كلفة الساعة المعتمدة بما يترواح بين (400 الى 600 ) دولار للساعة ووفقا لمراحل ونوعية التعليم والتخصص كما يشار الى ان عدد الجامعات المحلية في المملكة يفوق 22 جامعة رسمية واهلية ويلتحق بها بالمعدل السنوي بحدود( 150 ) الف طالب وطالبة بالمعدل السنوي .
وجدد الدارسون في الجامعات المحلية دعوتهم الى الجهات المعنية بضرورة اعادة النظر من حيث كلف التعليم داخل المملكة من خلال تخفيض كلف الساعات المعتمدة في الجامعات الرسمية والاهلية والتي تفوق امكانياتهم المادية في ظل محدودية الدخل كما تجددت الدعوات الى ضرورة اعادة النظر في مستويات ومعدلات القبول للراغبين في الدراسة الحامعية وبما يلبي رغباتهم التعليمية .
يشار الى ان اجمالي تكاليف نفقات سفر الأردنيين للخارج بلغت بنهاية العام الماضي 2012 حوالي ( 812 ) مليون دينار وبما يعادل نحو ( 1145) مليون دولار أمريكي مقابل نحو ( 824) مليون دينار ما يعادل نحو ( 1162 ) مليون دولار وسجلت تراجعا طفيفا بالمقارنة مع العام الذي سبقه فيما بلغ أعلى معدّل انفاق لتكاليف سفر الأردنيين خارج المملكة خلال العام 2010 اذ سجّل اعلى مستوى له عند ( 1116 ) مليون دينار وبما يعادل نحو ( 1573 ) مليون دولار وشكّل معدل انفاق الأردنيين للسفر خارج المملكة خلال العام 2012 ما نسبته نحو ( 4 % ) من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي المقدر للعام نفسه وفق اسعار السوق الجارية .
الى ذلك أكّدت مصادر سياحية عربية وعالمية ان الأردن قادر على تحقيق مستقبل سياحي واعد كما أنه في نفس الوقت قادر على تحقيق إنجازات هائلة في قطاع السياحة بفضل التنوع السياحي الهائل الذي يمتاز به ما يجعله قادرا أيضاعلى بلوغ مراتب متقدمة ومنافسة في مجال الجذب السياحي مما ينعكس بعائدات مجزية للإقتصاد الوطني وبالتالي توفير فرص عمل واسعة كما هو قادرعلى جاذبية الاستثمارية التي يتمتع بها السوق الأردني في القطاع السياحي للمملكة خاصة وأنه سوق واعد يتيح الكثير من الفرص ولديه مقومات النمو يعززه في ذلك حالة الاستقرار التي ينعم بها ضمن بيئة إقليمية مضطربة توفر له الحماية في استيعاب الآثار السلبية وتعطيه في ذات الوقت فرصاً للازدهار مع الاشارة الى ان قطاع السياحة في المملكة يعتبر من أبرز القطاعات ذات الاهتمام من قبل المستثمرين على الصعيدين الاقليمي والعالمي
وتوقعت المصادر ذاتها ان الأردن مقبل على طفرة سياحية خلال الفترة المقبلة والتي تشير بوضوح ان نموا متوقعا في هذا القطاع الحيوي لايقل عن نسبة ( 30 % ) على المدى المتوسط كما وان معدلات الإشغال التي سجلتها الفنادق في العاصمة عمّان سجلت ارتفاعا في الآونة الاخيرة لاتقل عن ( 16 % ) بالمقارنة مع الفترات السابقة فيما سجلت معدلات الاشغال في الفنادق والمواقع السياحية في منطقة العقبة بنسبة لاتقل عن (100% )