جراءة نيوز - اخبار الاردن :
كشف وزير الطاقة والثروة المعدنية مالك الكباريتي أنه "اذا لم نعمل على رفع أسعار الكهرباء فإن مديونية الشركة وحدها سوف تتجاوز في نهاية عام 2016 جميع موجودات البنك المركزي من العملة الاجنبية والذهب"، مشيرا أن مديونية شركة الكهرباء الوطنية المقدرة في نهاية 2013 تبلغ حوالي 4 مليارات دينار ،مشيرا إلى أن هذه المعلومات أفصح عنها بطلب من رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور.
واكد الكباريتي أن الأردن ينظر للطاقة المتجددة كـأحد الحلول الممكنة لتساهم في خليط الطاقة الكلي خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية وبالتالي تخفف من حدة أزمة الطاقة التي نعيشها في الأردن،وأشار الكباريتي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة ومستقبلها في العالم العربي بمشاركة علماء وباحثين ومختصين من الاردن والوطن العربي والعالم، إلى أن تكلفة الطاقة المستوردة على الأردن في العام الماضي 2012 بلغت حوالي 4.6 مليار دينار مشكلة حوالي 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث أرهقت هذه التكلفة ميزانية الدولة والاقتصاد الأردني على حد سواء.
وبين أن الإستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة تهدف إلى تنوع مصادر الطاقة، مشيرا الى أن الاستراتيجية تتضمن مساهمة الطاقة المتجددة بما نسبته 7 بالمئة من خليط الطاقة الكلي في عام 2015 و 10 بالمئة من عام 2020،واستعرض الكباريتي مشروعات وزارة الطاقة والثروة المعدنية والتي من أبرزها العمل على تنفيذ مشاريع طاقة الرياح لتوليد الكهرباء باستطاعة 1200 ميجاوات في معان والقويرة، ومشاريع لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية باستطاعة 800 ميجاوات،مشيرا الى أن القوانين والتشريعات التي وضعتها الحكومة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال وجذب المستثمرين من الخارج، جعلت الأردن جاهزا لاستقبال الاستثمارات المتعلقة بقطاع الطاقة، بعد تجهيز البيئة التشريعية.
وقال رئيس جامعة البتراء الدكتور عدنان بدران إن الدعم الذي تتحمله خزينة الدولة لفاتورة الكهرباء والبالغ مليارا و200 مليون سنويا يشكل عجزا على خزينة الدولة، وأضاف أن تراكم هذا العجز سنويا يساهم في ارتفاع المديونية الاردنية التي قاربت على 16 مليارا و 800 مليون دينار على حد قوله، مؤكدا أن التوجه نحو الطاقة المتجددة أحد واهم الحلول التي يجب اللجوء إليها لمواجهة هذا الوضع الاقتصادي الصعب.
ودعا الى تضافر جهود جميع الجهات ذات العلاقة واصحاب الاختصاص لايجاد مصادر الطاقة المتجددة، خاصة وأن الاردن والمنطقة من اكثر المناطق في العالم التي تتوفر فيها مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح.والقى رئيس الجمعية الاردنية للبحث العلمي الدكتور انور البطيخي كلمة اشار خلالها الى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في إطار اهتمام الجمعية الأردنية للبحث العلمي وجامعة البتراء بالطاقة وبحوث الطاقة وباحثيها، في لحظة تشكل الطاقة محور صراع دولي متفاقم يأخذ أشكالاً متعددة منذ عقود، ويشكل تفسيراً للسلوك الانساني منذ سنوات.
وأشار الى أن بحوث الطاقة ساهمت في رفاه الأفراد، وتحسين مستوى حياتهم، مقابل صورة قاتمة من الصراعات القاسية للسيطرة على منابع الطاقة، التقليدية وغير التقليدية، فجميعنا يدرك الصراع على النفط والغاز، وكذلك لا ننسى الصراع على امتلاك الطاقة النووية،واكد أن الطاقة كانت ولا تزال مفتاحاً لتطوير المجتمع الانساني، وعنواناً للنهضات، وكانت سبباً في كثير من الآلام للأفراد والمجتمعات،مشيرا الى أن الانسان ما زال يبحث عن مصادر جديدة للطاقة لتغطية احتياجاته المتزايدة في الحياة المتطورة التي يعيشها، لكن بعض مصادر الطاقة معروفة بإمكان نضوبها، أو بارتفاع تكلفة استغلالها والتأثير السلبي لاستخدامها على البيئة حيث تنبّه الإنسان في العصر الحديث إلى إمكانية الاستفادة من حرارة أشعة الشمس بما هي طاقة متجددة ودائمة لا تنضب شأنها في ذلك شأن الطاقة التي يمكن الحصول عليها من الرياح أو من جريان المياه أو غير ذلك من الظواهر الطبيعية التي يمكن إنتاج الطاقة منها.
وقال إن العالم أدرك بوضوح الخطر الكبير الذي يسببه استخدام مصادر الطاقة الأخرى والشائعة خاصة النفط والغاز الطبيعي، من حيث تلوّث البيئة وتدميرها، مما يجعل الطاقة المتجددة هي الخيار الأفضل على الإطلاق.ويتناول المؤتمر على مدار ثلاثة ايام 40 ورقة علمية موزعة على ستة محاور وهي الطاقة الشمسية والطاقة بالرياح والطاقة من باطن الارض والطاقة الهيدروجينية وكفاءة استعمال الطاقة واقتصاديات وادارة الطاقة.ومن المقرر أن يتم تعميم توصيات وقرارات المؤتمر الذي ينعقد بمشاركة شخصيات عربية وعالمية على القطاعين العام والخاص للاستفادة منها بما يخدم البلد في هذا المجال الحيوي.