جراءة نيوز-عمان:
اصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني تصريحا صحفيا عبر فيه عن موقفه من جملة قضايا وتاليا نص التصريح الصادر اليوم كما ورد لجراءة نيوز :
عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاردني اجتماعه الدوري، ناقش خلاله جملة من المستجدات على الصعيد المحلي. وعملاً بمبدأ الشفافية وحق الرأي العام الأردني في الاطلاع على موقف الحزب منها، فانه يصدر التصريح الصحفي التالي :
يتابع الحزب المشاورات التي تجري مع النواب لاختيار رئيس الحكومة المقبل،ومع ان الظروف المحيطة بهذه المشاورات يلفها الكثير من الغموض، وتجري في ظل عدم استناد الكتل النيابية التي تشكلت بعيد الاعلان عن نتائج الانتخابات الى مرجعية سياسية وفكرية وبرامجية جامعة، وافتقارها الى التجانس.
ويتطلع الحزب لأن تأتي حصيلة هذه المشاورات معبرة تعبيراً صادقاً وأميناً عن تطلعات الشعب الاردني لأن يحتل موقع رئيس الوزراء القادم شخصية سياسية موثوق في قدرتها وأهليتها على اختيار فريق حكومي متجانس يعتمد مبدأ الكفاءة بعيداً عن المحاصصة واسترضاء اصحاب النفوذ والجاه والثروة، مؤهل لأن يجترح برنامجاً حكومياً مغايراً تماماً لما درجت الحكومات السابقة على طرحه، يتحلى بالجرأة في التراجع عن السياسات والاجراءات التي تسببت في مزيد من الافقار وضنك العيش للجماهير الشعبية، واعتماد البدائل المقترحة لعدم رفع اسعار المشتقات النفطية والتهيؤ لرفع اسعار الكهرباء والمياه رضوخاً لإملاءات صندوق النقد الدولي.
ويتضمن هذا البرنامج كذلك خطط عمل واضحة وآليات تنفيذ محددة، تكفل وضع البلاد على سكة التحديث والتغيير الجدي والحقيقي في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تبعث الثقة في نفوس الاردنيين على ان مستقبلهم ومصيرهم بات في أيد أمينة ، وتشرع في ردم الهوة التي اتسعت لدرجة خطيرة بين نظام الحكم والجماهير الشعبية، وتستعيد هيبة الدولة وأجهزتها التي بددتها سياسات واجراءات الحكومات السابقة، وتصارحهم في حقيقة اوضاعهم المالية والاقتصادية والمعيشية، وتمتلك الارادة السياسية والقدرة على تحفيز الطاقات والقدرات الوطنية وتوظيفها للخروج من الازمة الاقتصادية المستفحلة بعيداً عن استجداء الدعم والاقتراض من المؤسسات الدولية بشروط مجحفة وقاسية والتعويل على الهبات من الدول لسد العجز المتفاقم والمزمن في الموازنة العامة للدولة، وشن حملة جادة ومتواصلة ضد مؤسسة الفساد ورموز،ان مجلس النواب اليوم امام امتحان عسير. فاما ان يسجل نقطة لصالحه، واما ان تٌُسجل نقطة عليه !!.
يعرب الحزب عن دهشته من الضجة المفتعلة من جانب بعض الاوساط القريبة من الحركة الاسلامية على زيارة وفد شعبي لسوريا، علماً انها ليست الزيارة الأولى التي تنظمها لجان شعبية أردنية لدمشق، للقوى والشخصيات الوطنية المشكلة لها رؤية وتقييم يختلف عن رؤية وموقف الحركة الاسلامية مما يجري في سوريا. ان حزبنا لا يرى ان هذا الاختلاف يبرر اتخاذ هذا الموقف المتشنج من زيارة الوفد، واطلاق الاتهامات، وشن حملة تجريح بحق اعضائه، لا تستقيم مع الاعتراف بحق الاختلاف، وحرية التعبير عن الرأي،
وحق من يعتبرون ان هناك دولاً عربية واقليمية وعالمية ومن ضمنها قوى تنتسب الى تيار الاسلام السياسي استغلت الحراك الشعبي السياسي السوري المنادي بالديمقراطية والمطالب باحترام التعددية والسياسية والفكرية وحق تداول السلطة، لان تفرض مشروعها السياسي الخاص بها، والذي يستهدف انهاك سوريا وتقويض قدراتها الاقتصادية والعسكرية، واضعاف موقفها السياسي وموقعها على خارطة الصراع العربي الاسرائيلي، ان تعرب عن موقفها المتضامن مع سوريا في وجه المخطط الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي لا يتوانى في سبيل الوصول الى اهدافه عن تقديم كل اشكال الدعم المادي والعسكري واالوجستي للمعارضة المسلحة، ومن ضمنها العصابات الارهابية المسلحة ذات الصبغة الاسلاموية الواضحة.
وفي الوقت نفسه يدين الحزب شعارات التكفير المتطرفة التي رفعها نفر مشبوه من المشاركين في مسيرة اربد يوم الجمعة الماضية، ويعتبر ان رفع هذه الشعارات هو احدى ثمرات نهج التحريض على قوى اليسار والتقدم من جانب القوى الرجعية والمحافظة التي تظن واهمة انها قادرة على ثني المخالفين لها في الرأي والموقف السياسي عن مواقفهم بأساليب التكفير والارهاب والابتزاز والتخويف.
لجوء ادارة مجمع النقابات المهنية تحت ضغط وابتزاز رؤساء النقابات ذوي التوجهات الاسلامية لازالة الخيمة الاحتجاجية لموظفي نقابة المهندسين يبعث حقاً على الاستياء .....ان المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاردني يسجل عتبه على رؤساء النقابات الذين فازوا على القوائم الخضراء، لمجاراتهم زملائهم الاسلاميين في اتخاذ قرار بإزالة خيمة الاحتجاج والمسارعة الى تنفيذه، ويرفض من حيث المبدأ اسلوب الابتزاز الذي سلكه النقباء المحسوبون على الحركة الاسلامية بمقايضة ازالة خيمة احتجاج الموظفين المفصولين من المهندسين بعم نصب خيمة "احتجاجاً" على زيارة وفد شعبي أردني الى دمشق. فشتان بين القضيتين!!.
لقد كان أولى بمجلس النقباء ان يسارع لبذل مساعيه الحميدة لدى مجلس نقابة المهندسين لثنيه عن موقفه المتشدد بلا مبرر تجاه مطالب المفصولين بالعودة الى مواقعهم الوظيفية في النقابة التي فصلوا منها بشكل كيدي، وبسبب من انحيازاتهم السياسية التي لا تروق لقطاع من الحركة الاسلامية يرفض التسليم بالتعددية السياسية، وتنوع الاراء، وحق الاختلاف .