جراءة نيوز - اخبار الاردن :
ادخلت الى دار الوفاق الاسري المعني بتوفير الحماية والرعاية للنساء المعنفات خلال عام 2012 « 699 « امرأة معنفة برفقة 165 من اطفالهن،ويعتبر هذا الرقم مرتفعا ويشكل مؤشرا واضحا على تزايد العنف ضد النساء سواء كان العنف من قبل الاسر او من قبل الازواج.
وان كان هذا الرقم يدل على وجود مشكلة حقيقية حيال النساء والعنف فان هناك اعدادا اكثر من النساء يتعرضن للعنف لكنهن غير قادرات على وقف العنف الذي يتعرضن اليه بسبب خوفهن من الطلاق خاصة في ظل استمرار نمط فكري لدى العديد من الاسر يرفض استقبال ابناء الزوجات،وتشير مصادر دار الوفاق الاسري ان هناك 637 امرأة من اصل 699 امرأة معنفة دخلن الدار للمرة الاولى و62 يدخلن الدار للمرة الثانية بعد تكرار العنف من جديد.
وتؤكد المصادر ان دار الوفاق ليست مجرد دار لاستقبال النساء المعنفات وتوفير الحماية لهن بقدر ما تسعى لاعادة الروابط الاسرية والحفاظ على كيان الاسرة حيث ان 91% من النساء اللواتي استفدن من خدمات الدار خرجن منها ولم يعدن اليها مرة اخرى،ويرى اخصائيون اجتماعيون ان العنف الاسري لا يزال مستمراً وتكون المراة هي الضحية به الى جانب الاطفال الذين يتاثرون بشكل كبير حيال العنف الواقع على امهاتهم.
واضافوا :ان النساء اللواتي يلجأن الى طلب المساعدة يكن قد فقدن القدرة على التحمل ويلجأن عادة الى دار الوفاق الاسري الذي يستقبلهن برفقة اطفالهن وهو جانب في غاية الاهمية كونه يبث الاطمئنان بنفوس الامهات اللواتي يترددن احيانا بترك منازلهن خوفا على الاطفال والمصير الذي سيؤولون اليه في حال تركهم.
واشاروا الى ان احصائيات دار الوفاق الاسري ليست المؤشر الوحيد على تنامي قضية العنف الاسري فهناك نساء كثر يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي ولا يحركن ساكنا تجاه اوضاعهن اما بسبب الخوف من الطلاق او ضياع اطفالهن خاصة وان هناك ازواجا يرفضون فكرة خروج زوجاتهم من البيت ولا يبدون اي تعاون من قبل اية جهة تحاول اصلاح الاسرة ووقف العنف الذي تتعرض له المرأة.
وفي الوقت الذي اصبحت فيه دار الوفاق الاسري ملجأ لكثير من النساء المعنفات فان تواجد الاطفال برفقة امهاتهم داخل الدار لا بد ان يترك اثارا نفسية عليهم كونهم ينتقلون من اجواء الاسرة الى الدار وان كان تواجدهم مع امهاتهم يشعرهم بالاطمئنان النفسي.
وتشير مصادر في دار الوفاق الاسري الى ان فكرة استقبال النساء المعنفات مع اطفالهن جاءت بهدف الحرص على الراحة النفسية للمرأة المعنفة كونها ان ابتعدت عن اطفالها تشعر بالحزن وتزداد معاناتها النفسية التي تعرضت لها جراء العنف.
واكدت المصادر ان هناك خصوصية لكل امرأة معنفة برفقة اطفالها تحرص الدار على توفيرها لهم كي لا يشعروا بغربة لابتعادهم عن اسرهم مشيرين الى ان نسبة كبيرة من النساء واطفالهن يعدن الى بيوتهن بعد حل المشاكل الاسرية وزوال الاسباب التي ادت الى وقوع العنف عليهن،فالعنف ضد المرأة لا يزال مستمرا وتعيش نساء كثيرات تحت ظلم الزوج والعنف الجسدي واللفظي ويزيد الامرعدم تعاون اسرهن حيث ان الاسر قد تتقبل فكرة عودة بناتها اليها لكن بعيدا عن الاطفال الذين تعتبرهم من مسؤولية الزوج.
هذا الجانب يبقى يشكل نقطة ضعف لكل امرأة معنفة كونها تتردد كثيرا قبل ان تترك منزلها خوفا على اطفالها في الوقت الذي اصبحت فيه دار الوفاق مكانا امنا لها ولاطفالها،لكن قرار وقف العنف يحتاج لجرأة وعلى كل امرأة معنفة ان لا تترد باتخاذه لتعيد لذاتها مكانها وليدرك كل رجل يعنف زوجته بان العنف لا بد ان يتوقف ان اراد لاسرته ولاطفاله الاستمرار في حياة طبيعية.