هل ضرب المفاعلات النووية الايرانية ، والقواعد الأمريكية ضمن اتفاق بين الجانبين .

بشكل مفاجئ ، أربك المراقبين والمحللين ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار خلال ساعات ،،

ومع ذلك برزت تساؤلات عدة خلال الحرب أبرزها ، هل ابلغ ترامب إيران بضرب المفاعلات النووية ، هل هي ضربة حقيقية أم متطلبات المرحلة ، هل العملية استرضاء للوبي الصهيوني ، هل ما تؤكده طهران بأن برنامجها النووي لم يتأثر صحيحا ، ام أنها تخفيف من فاعلية الضربة ، وهل قصف طهران للقواعد الأمريكية ردا صوريا ، في السياسة هناك ما يشبه اللعبة تدار بحرفية ، ضمن ادوار متفق عليها سلفا ، إلا أن القصف المتبادل بين طهران وتل أبيب ، وما حل من الدمار لم يكن صوريا ، فهل ترك الجانبان يواجهان مصيرهما ، تساؤلات كثيرة تعج بها وسائل التواصل والمحطات الفضائية ، من خلال الاخبار والمحللين .

الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أجاب على بعض من هذه الاسئلة من خلال تصريح له بأن ضربة ترمب لإيران هي من باب المجاملة لنتنياهو ولا داعي لها.

وأضاف ،أن ترمب ابلغ الإيرانيين بالضربة قبل وقوعها من باب أنه يريد من الإيرانيين تمريرها له، وأنه أبلغ بصورة مباشرة نتنياهو وقيادات أمريكية بأنه فعل ما عليه وأنه يرفع يده عن الأمر.

وقال، أن إيران أفرغت كل المنشات النووية من اليورانيوم المخصب ومن الأجهزة الأخرى قبل نحو شهر تقريبا، وأن فعلة ترمب دعاية له ولانصار اللوبي الصهيوني في واشنطن.

كما أن هناك من يؤكد أن إيران أبلغت بالعملية ، كما أبلغت كذلك بأنه ليس هناك ضربات أخرى ، وان واشنطن لا تنوي العمل على تغيير نظام الحكم في طهران .

ويبقى التساؤل ماذا بعد وقف إطلاق النار ؟

الحرب بين مشروعين ، ايراني واسرائيلي ، للهيمنة على المنطقة ، ومن سيكون الشرطي فيها ، في ظل غياب مشروع عربي موحد .

ماذا خسرت طهران وتل أبيب خلال الحرب .

رغم ادعاء جميع الأطراف بانها انتصرت في الحرب إلا أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة.

حرب يدعي اطرافها النصر ، امريكا قوة الردع العالمية بلا منازع ونشوة الانتصار تبرز في تصريحات ترامب .

اسرائيل تدعي بانها دمرت التهديد النووي والصاروخي الايراني .

ايران تدعي انها لا زالت تحتفظ بقدراتها النووية ، والحقت الدمار باسرائيل التي استجدت ترامب لوقف الحرب .

ومع ذلك فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جداً، وتصل تكلفتها إلى 200 مليون دولار يوميًا، وفق تقديرات الخبراء

فنظام "مقلاع داود" الذي يسقط الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، كلف حوالي 700 ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه

نظام أرو 3، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لإسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كلف حوالي 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد.

أما النسخة الأقدم من أرو، المعروفة باسم أرو 2، فكلف حوالي 3 ملايين دولار لكل اعتراض.

الأضرار المادية في تل أبيب وحيفا وبئر السبيع قدرت بأكثر من 400 مليون دولار.

بينما سجل مقتل ما يقارب 30 إسرائيلياً ومئات الجرحى خلال المواجهات.

أما في إيران، فنظراً للأضرار المادية الأكبر التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا، وتصل إلى مليارات الدولارات.

حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية لاسيما في أصفهان ونطنز وفوردو ، لا يزال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن.

هذه المواقع النووية كلفت طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها "إذا حصل" سيكلفها ايضا كذلك .

إلا أن التكلفة الأكبر على طهران أتت عبر خسائرها البشرية، إذ قتل نحو 650، بينهم 17 من العلماء ونحو 30 من كبار القادة العسكريين وأصيب الالاف .

كل طرف في هذه الحرب يبحث عن كسر ارادة الطرف الاخر ، في حرب لم يعترف بها احد بالخسارة .