آخر الأخبار
  الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة الأحد   أمانة عمان: 4600 موظف و200 ورشة جاهزة للتعامل مع الحالة الجوية   مهرجان الزيتون يعلن إعادة الرسوم لأصحاب الأفران والمخابز   المصري: مديونية البلديات تجاوزت 630 مليون دينار   الاردن 6.4 مليار دينار حجم التداول العقاري خلال 11 شهرا   الهيئة البحرية تحذر: امواج واضطرابات قد تؤثر على حركة الملاحة   تنظيم الطاقة توجه بإدامة تزويد الكهرباء والغاز   الأمانة تنشر فرق الطوارئ بجميع مناطق العاصمة   المدافئ .. إهمال صغير يقود إلى حوادث قاتلة   ولي العهد يهنئ الأمير عمر بن فيصل   الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت

أزمة اقتصادية حادة تغيّب "الفتوش"عن سفرة اللبنانيين

{clean_title}
بينما يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة عمرها سنوات، زادت الحرب الأخيرة من شدة المأساة.

فقد فرض الواقع الاقتصادي الحالي تحديات متزايدة على الأسرة اللبنانية خصوصا في شهر رمضان المبارك، وباتت تلبية احتياجات الإفطار اليومية على مدة شهر كامل، أمراً صعباً.

فمع الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية أصبح تحضير وجبة إفطار عبئاً حقيقياً على العديد من العائلات، وبات وجود أطباق بديهية مثل "الشوربة" و"الفتوش" و"البطاطا المقلية" أمراً صعباً.

عن هذا أشار محمد شمالي الذي يعمل في محل للخضار في منطقة الملا ببيروت، في حديث لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، إلى أن سعر طبق الفتوش يبلغ حوالي الـ800 ألف ليرة لبنانية أي نحو 10$ بمكوناته الأساسية كالخيار والبندروة والخس والبصل والفجل والبقدونس والنعناع والزعتر من دون الملفوف الأبيض والأحمر أو الجرجير وغيرهم من الإضافات، مما يجعل الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار كلفته حوالي المليون ليرة لبنانية.

أما الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فرأى أن 70% من الأسر اللبنانية تواجه صعوبة بتحضير إفطار رمضاني على مدى 30 يوماً، معتبراً أن معظم هؤلاء يعتمدون على تحويلات من الخارج في شهر رمضان.

وعن تكلفة الإفطار الرمضاني، لفت شمس الدين إلى أن الكلفة الأدنى للإفطار من دون احتساب سعر صحن الفتوش هي حوالي المليون ونصف ليرة لبنانية أي حوالي 17$. وإذا احتسبنا أن سعر صحن الفتوش نحو 10$، فإن الحد الأدنى لتكلفة الإفطار الرمضاني هي نحو 27$.

وبّين أن الأسرة اللبنانية بحاجة لدخل يتخطى الـ800$ خلال رمضان لتحضير إفطار متواضع من دون احتساب العصائر والحلويات وغيرها من الأطباق التي يمتاز بها الشهر المبارك.

مواطنون يشتكون من تكلفة الإفطار
بدوره، وصف المواطن محمد سلامة الوضع بالشهر الفضيل "بالمأساوي"، موضحاً أنه يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 5 ملايين ليرة، تشمل تكاليف الإفطار إضافة إلى الحلويات والعصائر خصوصاً أنه يستضيف بناته الثلاثة مع أزواجهن على الإفطار.

وتحدث بحرقة عن عدم استطاعته تأمين هذا المبلغ، ما يضطره لأن يأخذ مساعدة مالية من أولاده لتحقيق استمرارية "لم شمل العائلة" في رمضان.

من جهته، قال علي.م سائق تاكسي، إن اللحوم والدجاج وكذلك الحلويات لا يمكن أن تكون حاضرة يومياً على السفرة، مشيراً إلى أن الأسرة أصبحت مجبرة لاعتماد التقشف الذاتي من خلال استثناء أطباق معينة من إفطارها.

أيضاً أفادت مايا دعيبس وهي ربة منزل لأسرة مكونة من 4 أفراد، بأن تحضير الطعام يومياً أصبح "تحدياً كبيراً"، موضحة أنها إذا أرادت تحضير إفطار يتكون من صحن الفتوش الذي أصبح سعره "مرهقاً"، وطبق الأرز وإلى جانبه كيلو من الدجاج فهي بحاجة إلى 25$ بالحد الأدنى من دون الحلويات والعصائر، متسائلة: "من يتقاضى اليوم راتب 750$ لتأمين إفطار رمضاني متواضع على مدى 30 يوماً؟".

ورأت أن العائلات الآن تتجه للاعتماد على الدجاج لأن اللحوم أسعارها مضاعفة، مشيرة إلى الارتفاع الملحوظ بأسعار الخضار في اليوم الأول من رمضان، قائلة: "الحمد الله قبل رمضان حضّرت خضار الفتوش لحوالي 5 أيام".

كذلك شددت على أن الارتفاع الجنوني بالأسعار يستوجب تحرك مديرية حماية المستهلك لضبطها رأفة باللبنانيين عموماً والصائمين خصوصاً.

أزمة حادة
يشار إلى أن جولة على أسعار اللحوم والدجاج في بيروت، كان أظهرت أن متوسط كيلو الدجاج يبلغ حوالي 800 ألف ليرة لبنانية أما كيلو اللحمة فسعره حوالي المليون ونصف ليرة.

وكان آخر تقرير قد أوضح زيادة مؤشر أسعار المستهلك في لبنان بنسبة 1.10% في يناير 2025 مقارنة بالشهر الذي سبقه، وهو الارتفاع الأقل خلال أربعة أشهر، بعد ارتفاع بنسبة 2.39% في ديسمبر 2024.

وهذا يدل على ضعف في الطلب على السلع والخدمات من قبل المستهلكين، ويترجم بانخفاض قدرتهم الشرائية.

الجدير ذكره أن الانهيار الاقتصادي أدى إلى صرف أعداد هائلة من الموظفين، وارتفاع كبير في الأسعار في البلاد التي شهدت لأسابيع عدة أزمات منذ خريف 2019 بعد انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية التي كانت موجودة ويُنظر إليها على أنّها فاسدة وعاجزة عن وضع حدّ للأزمة الاقتصادية الحادة.