آخر الأخبار
  وقف واسع لضخ المياه في العاصمة والزرقاء (أسماء مناطق)   العموش يسأل الحكومة عن تحركات السفير الأمريكي الجديد   إثر خلافات .. القبض على سيدة وضعت مادة مخدرة لزوجها للإضرار به   هاشم عقل يكشف عن نسب الانخفاض في اسعار المحروقات   عندما تبحر الإنسانية… الإمارات ورسالة الأمل إلى غزة   بضربات جوية .. الأردن وأميركا يواصلان حربهما المفتوحة ضد "داعش"   السير: ضبط حدث بعمر 15 عامًا يقود مركبة في عمّان   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة "درون   بدء أربعينية الشتاء اليوم وتستمر حتى نهاية كانون الثاني   استمرار الأجواء الباردة نسبيًا في معظم مناطق المملكة حتى الأربعاء   العدل الأميركية: سنكشف وثائق التحقيق بمحاولة اغتيال ترمب   الاستشاري محمد الطراونة يوضح حول ما يُسمى بـ"سوبر إنفلونزا"   نائب رئيس اتحاد الكرة يوضح حول تفاصيل مثيرة للقرارات التحكيمية في مباراة النشامى مع المغرب   كم ستجني مصر من إعادة بيع الغاز الإسرائيلي؟   الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة

أزمة اقتصادية حادة تغيّب "الفتوش"عن سفرة اللبنانيين

{clean_title}
بينما يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة عمرها سنوات، زادت الحرب الأخيرة من شدة المأساة.

فقد فرض الواقع الاقتصادي الحالي تحديات متزايدة على الأسرة اللبنانية خصوصا في شهر رمضان المبارك، وباتت تلبية احتياجات الإفطار اليومية على مدة شهر كامل، أمراً صعباً.

فمع الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية أصبح تحضير وجبة إفطار عبئاً حقيقياً على العديد من العائلات، وبات وجود أطباق بديهية مثل "الشوربة" و"الفتوش" و"البطاطا المقلية" أمراً صعباً.

عن هذا أشار محمد شمالي الذي يعمل في محل للخضار في منطقة الملا ببيروت، في حديث لـ"العربية.نت/الحدث.نت"، إلى أن سعر طبق الفتوش يبلغ حوالي الـ800 ألف ليرة لبنانية أي نحو 10$ بمكوناته الأساسية كالخيار والبندروة والخس والبصل والفجل والبقدونس والنعناع والزعتر من دون الملفوف الأبيض والأحمر أو الجرجير وغيرهم من الإضافات، مما يجعل الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار كلفته حوالي المليون ليرة لبنانية.

أما الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فرأى أن 70% من الأسر اللبنانية تواجه صعوبة بتحضير إفطار رمضاني على مدى 30 يوماً، معتبراً أن معظم هؤلاء يعتمدون على تحويلات من الخارج في شهر رمضان.

وعن تكلفة الإفطار الرمضاني، لفت شمس الدين إلى أن الكلفة الأدنى للإفطار من دون احتساب سعر صحن الفتوش هي حوالي المليون ونصف ليرة لبنانية أي حوالي 17$. وإذا احتسبنا أن سعر صحن الفتوش نحو 10$، فإن الحد الأدنى لتكلفة الإفطار الرمضاني هي نحو 27$.

وبّين أن الأسرة اللبنانية بحاجة لدخل يتخطى الـ800$ خلال رمضان لتحضير إفطار متواضع من دون احتساب العصائر والحلويات وغيرها من الأطباق التي يمتاز بها الشهر المبارك.

مواطنون يشتكون من تكلفة الإفطار
بدوره، وصف المواطن محمد سلامة الوضع بالشهر الفضيل "بالمأساوي"، موضحاً أنه يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 5 ملايين ليرة، تشمل تكاليف الإفطار إضافة إلى الحلويات والعصائر خصوصاً أنه يستضيف بناته الثلاثة مع أزواجهن على الإفطار.

وتحدث بحرقة عن عدم استطاعته تأمين هذا المبلغ، ما يضطره لأن يأخذ مساعدة مالية من أولاده لتحقيق استمرارية "لم شمل العائلة" في رمضان.

من جهته، قال علي.م سائق تاكسي، إن اللحوم والدجاج وكذلك الحلويات لا يمكن أن تكون حاضرة يومياً على السفرة، مشيراً إلى أن الأسرة أصبحت مجبرة لاعتماد التقشف الذاتي من خلال استثناء أطباق معينة من إفطارها.

أيضاً أفادت مايا دعيبس وهي ربة منزل لأسرة مكونة من 4 أفراد، بأن تحضير الطعام يومياً أصبح "تحدياً كبيراً"، موضحة أنها إذا أرادت تحضير إفطار يتكون من صحن الفتوش الذي أصبح سعره "مرهقاً"، وطبق الأرز وإلى جانبه كيلو من الدجاج فهي بحاجة إلى 25$ بالحد الأدنى من دون الحلويات والعصائر، متسائلة: "من يتقاضى اليوم راتب 750$ لتأمين إفطار رمضاني متواضع على مدى 30 يوماً؟".

ورأت أن العائلات الآن تتجه للاعتماد على الدجاج لأن اللحوم أسعارها مضاعفة، مشيرة إلى الارتفاع الملحوظ بأسعار الخضار في اليوم الأول من رمضان، قائلة: "الحمد الله قبل رمضان حضّرت خضار الفتوش لحوالي 5 أيام".

كذلك شددت على أن الارتفاع الجنوني بالأسعار يستوجب تحرك مديرية حماية المستهلك لضبطها رأفة باللبنانيين عموماً والصائمين خصوصاً.

أزمة حادة
يشار إلى أن جولة على أسعار اللحوم والدجاج في بيروت، كان أظهرت أن متوسط كيلو الدجاج يبلغ حوالي 800 ألف ليرة لبنانية أما كيلو اللحمة فسعره حوالي المليون ونصف ليرة.

وكان آخر تقرير قد أوضح زيادة مؤشر أسعار المستهلك في لبنان بنسبة 1.10% في يناير 2025 مقارنة بالشهر الذي سبقه، وهو الارتفاع الأقل خلال أربعة أشهر، بعد ارتفاع بنسبة 2.39% في ديسمبر 2024.

وهذا يدل على ضعف في الطلب على السلع والخدمات من قبل المستهلكين، ويترجم بانخفاض قدرتهم الشرائية.

الجدير ذكره أن الانهيار الاقتصادي أدى إلى صرف أعداد هائلة من الموظفين، وارتفاع كبير في الأسعار في البلاد التي شهدت لأسابيع عدة أزمات منذ خريف 2019 بعد انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية التي كانت موجودة ويُنظر إليها على أنّها فاسدة وعاجزة عن وضع حدّ للأزمة الاقتصادية الحادة.