مع تسجيلها ارتفاعاً في البلاد، انتشرت عادة اجتماعية جديدة وغريبة، وهي الاحتفال بالطلاق، والذي قد يضاهي احتفالات الزواج بحد ذاته، والمعروفة في الجزائر بأنها عبارة عن احتفالات صاخبة وولائم ضخمة يحضر لها لأشهر.
فقد انتشرت هذه العادة وتضمنت احتفالات يتم خلالها تحضير مأدبة بين العائلة والأقارب أو حتى الخروج والاحتفال بالتنقل في مواكب سيارات بين الشوارع.
جدل على التواصل
وانتشرت على مواقع التواصل مناشير وفيديوهات لاحتفالات أقامها مطلقون، وأغلبهم نساء، اعتبروا أنها "مناسبة سعيدة عكس ما يروج له، كون الانفصال أحيانا يكون نهاية لعلاقة مؤلمة".
فيما أحدث ذلك جدلا على التواصل بين المؤيدين لهذه الفكرة والرافضين لها. وكتب أحدهم "صحيح أن الطلاق مرادف للفشل، وهو فشل العلاقة الزوجية، ولكنه قد يكون أيضا مرادفا للنجاح، إذا كان هناك تخلص من علاقة سامة".
وأضافت أخرى: "لا أدري لماذا نعتبر الطلاق مناسبة سيئة، إذا كان هناك اتفاق بين الطرفين باستحالة استمرار العلاقة بينهما".
في حين ومن منطلق الحفاظ على العادات الاجتماعية، رأى آخرون أن "ما يفعله هؤلاء يشجع على الطلاق": "الطلاق هو دليل على فشل مرحلة من مراحل حياة الفرد، الاحتفال به هو احتفال بالفشل". وقالت أخرى: "الاحتفالات التي نراها على التواصل لن تفعل سوى إفساد المجتمع".
ما تفسير الظاهرة؟
وحسب المختص الاجتماعي، يوسف بن مراد، فإن "تفسير ظاهرة الاحتفال بالطلاق تكون حسب كل حالة"، وأوضح قائلا لـ"العربية.نت": "بالنسبة للذين ينشرون تلك الاحتفالات على التواصل، فالغالب أنهم يوجهون رسالة إلى الطليق بأن مغادرته ليست النهاية ولكن قد تكون بداية جديدة".
كما أضاف بن مراد، أن "المرأة حتى وإن كانت سعيدة بانتهاء العلاقة (هذا وارد جدا) لا حاجة لها بأن تنشر ذلك على التواصل".
ومن بين الحالات أيضا "هروب المرأة من واقع أليم بتلك الطريقة، ومحاولة لإثبات وجودها أمام نفسها أولا، ثم أمام المجتمع".
وأردف المتحدث أنه "لا توجد علاقات سامة تجعل الخلاص منها مدعاة فعلا للاحتفال والفرح، سواء بالنسبة للرجل أو المرأة".
ارتفاع حالات الطلاق
يذكر أن الجزائر، حسب الإحصائيات الرسمية، شهدت ارتفاعا في حالات الطلاق خلال سنة 2024 مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تمّ تسجيل حوالي 240 حالة طلاق يوميا، ما يعادل أكثر من 87 ألفا و600 حالة طلاق سنويا، بنسبة 33 بالمائة من حالات الزواج.