آخر الأخبار
  كيف سيكون طقس شهر رمضان المقبل؟ .. الشاكر يجيب   ارتفاع كبير على أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم الاثنين   طقس بارد نسبيًا يستمر حتى نهاية الأسبوع في معظم مناطق المملكة   وزير البيئة: مخالفة الإلقاء العشوائي للنفايات قد تصل إلى 500 دينار   سمر نصار: جلالة الملك عبدالله الثاني كرم جمال السلامي بمنحة الجنسية الأردنية تكريماً لجهوده مع المنتخب ومهنيته حيث أصبح جزءا من عائلة كرة القدم الأردنية   عرض إيطالي ثقيل لنجم في منتخب النشامى   93٪ من مواطني إقليم الوسط يرون مشروع مدينة عمرة فرصة لتوفير وظائف واستثمارات   جمعية الرعاية التنفسية : تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية طعنة في خاصرة الجهود الوطنية لمكافحة التبغ   الأمانة توضح ملابسات إنهاء خدمات عدد من موظفيها   18.4 مليار دينار موجودات صندوق استثمار الضمان حتى الشهر الماضي   ولي العهد يترأس اجتماعا للاطلاع على البرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة   قرار حكومي جديد بخصوص أجهزة تسخين التبغ والسجائر الالكترونية   إجراءات حازمة بحق كل من ينتحل شخصية عمال الوطن   إرادة ملكية بقانون الموازنة .. وصدوره في الجريدة الرسمية   بتوجيهات ملكية .. رعاية فورية لأسرة من "ذوي الإعاقة"   منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا"   استطلاع: 80% من الأردنيين يرون مشروع مدينة عمرة مهما   الأردن الرابع عربيًا و21 عالميا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية   التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل   تحذير أمني لمالكي المركبات منتهية الترخيص في الاردن

"لا عاد تسأل انسَ أمره" .. قصة فلسطيني اختفى أخوه بسجون الأسد

{clean_title}
"على هذه القائمة القادمة من سجن صيدنايا (المسلخ البشري) اسم أخي أيهم هيثم حميدة المفقود منذ عام 2013.. وحتى اللحظة لم نستطع الوصول إلى أي معلومة عنه.. الرجاء ممن يعرف أحد المعتقلين الواردة أسماؤهم في هذه القائمة التي أفرج عنها، سواء قبل سقوط النظام أو بعده، أن يتواصل معي عبر صفحتي أو على الرقم المرفق علّنا نصل إلى أي معلومة".. بهذه الكلمات المؤلمة ناشد واصل الأخ المكلوم الناس ممن يعرف خبراً عن أخيه بأن يعلمه.

"انس أمر ابنك"
فابن فلسطين الجريحة أكد أن اسم أخيه المفقود منذ أكثر من عقد، ورد على قائمة من كان متواجداً في سجن صيدنايا الأكثر سوءاً في البلاد، موضحاً أن إسقاط النظام فتح باب أمل للعائلة لكنه أغلق بعد مرور أسبوع دون أي خبر.

وروى واصل الشقيق المكلوم ، أن أيهم خرج في يوم ربيعي عام 2013 من منطقة ضاحية صيدنايا باتجاه جرمانا، ولم يعد إلى منزله منذ ذاك اليوم.

وبينما سألت العائلة عنه ولم تترك بابا إلا طرقته، وصل الأب إلى رئيس فرع الدوريات الذي قال له بالحرف الواحد: "لا عاد تسأل عليه.. انس أمره"، معلقا: "وكأنه سهل على الإنسان ينسى ابنه".

كما أضاف واصل أنه بعد مرور عام، ذكر لهم أحد المسؤولين أن الشاب موجود في سجن صيدنايا، وحينما طالبت العائلة بتأكيد لم يصلوا لنتيجة.

وتابع أن العائلة تواصلت مع مقرب من حزب الله في سوريا لكن دون جدوى، لافتاً إلى أن عروضا مالية كثيرة قدمت للعائلة من أجل خبر عن ابنها بيد أن المبالغ لم تكن متوفرة.

صيدنايا ليس الوحيد.. منشق عن نظام الأسد يتحدث عن سجون عديدة في سوريا لم تعرف من قبل
إلى أن مرت سنوات دون جدوى، مشيرا إلى أن ضباطا من النظام طالبوا بأموال لمنحهم علامة تدل على وجوده.

طلب روسي
ولفت واصل إلى أن الفارق في القضية كان حينما طالب الروس النظام بتنظيم السجلات المدنية، فأصبحت الدولة توفّي الأموات حتى بالسجون، ما دفع العائلة إلى إصدار إخراجات قيد عائلية (وثيقة رسمية تبرز عدد أفراد العائلة) بين الحين والآخر، لمعرفة أي معلومة عن مصير الأخ المفقود، ففي حال وفاته سيلغى قيده من الوثيقة.

كما أكد أن التحدّي الأكبر كان بين أفراد العائلة الواحدة التي دأبت على الحديث عن فقيدهم حتى لا تذهب ذكراه.

وشدد على أنه حمل المسؤولية الأكبر مع شقيقاته الصغيرات بسبب وفاة والدتهم، إذ حاول مراراً الحديث عن الأخ المفقود ونهفاته واستحضار وجوده بينهم.

مجزرة التضامن
أما الوجع الأكبر فكان عام 2021 حينما خرجت للعلن تفاصيل مجرزة التضامن التي انتشر فيديو لها يقوم فيه ضابط بالجيش بإعدام معتقلين ورميهم بحفرة.

وقال واصل إن توقيت المجزرة متزامن مع اختفاء الشقيق. وأكد أنه حاول جاهداً البحث بين الفيديوهات عن أي أثر لكنه لم يجد.

كذلك أوضح أن هذه لم تكن المرات الأولى التي يبحث فيها عنه، فبعد تسريب صور "قيصر" حاول جاهداً دون أي أمل.

ولفت إلى أنه بعد إسقاط النظام لا تزال المساعي مستمرة، إذ يبحث بين المعتقلين المحررين، وبين الجثث، وحتى بين من فقدوا ذاكرتهم.

إلى أن ختم بأن قلبه مفطور لما يرى من مآس، إذ يربطها مع احتمال أن يكون شقيقه عاش نفسها.

مأساة لا توصف
يشار إلى أن "الخوذ البيضاء" كانت أكدت بعد 3 أيام من عملها في صيدنايا، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل هذا السجن الشهير، من دون العثور على أي عنابر سرية لم تفتح بعد.

كما شددت على أنها بحثت في جميع أقسام ومرافق السجن وفي أقبيته وفي باحاته وخارج أبنيته، دون اكتشاف أي أقبية سرية، كما أشيع سابقا بين الأهالي.

جاء ذلك على الرغم من أن العديد من المساجين تحدثوا عن وجود أقسام سرية مخفية تحت الأرض ومحكمة الإغلاق، في ما يعرف بسجون الموت أو السجون الحمراء.

إذ يقسم سجن صيدنايا الذي يوصف بالمسلخ البشري إلى قسمين، السجن الأبيض الذي يضم عنابر لمعتقلين عاديين، والسجن الأحمر أو سجن الموت الذي يضم 18 عنبراً لمعتقلين ومخفيين محكومين بالإعدام، وإن لم تصدر أحكام قضائية بحقهم.

يذكر أنه منذ سقوط رئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الحالي، ودخول الفصائل المسلحة إلى العاصمة دمشق، فتحت عشرات السجون في كافة المحافظات من أجل إطلاق المساجين الذين قضى بعضهم سنوات عدة، من دون حصول أهاليهم على أي معلومات عنهم.