قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد في حديث له عن اعلان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليوم الخميس إنشاء مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي في الأردن. وقالت الوزارة في بيان مشترك مع الحلف حول قرار فتح المكتب في عمّان: "اعتمد الحلفاء في قمة الناتو (حلف شمال الأطلسي) لعام 2024 في واشنطن، وقال ابوزيد بان هذا المكتب يعد الاول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، فيما اشار ابوزيد الى انه تم انشاء مركز اقليمي للناتو في الكويت في عام 2017 ويهدف الى تسهيل الحوار السياسي بين دول الحلف وشركائهم في منطقة، وخلق منصة لمناقشة والتباحث حول التحديات الأمنية على المستويين العالمي والإقليمي.
وحول أسباب اختيار الاردن لتكون مقرا لمكتب اتضال الناتو رغم أنها ليست ضمن حلف الناتو، قال ابوزيد ان الاردن جزء من عدة تحالفات دولية عسكرية ابرزها التحالف ضد الارهاب وقد شارك الى جانب الناتو في العديد من العمليات ضد الارهاب في عدة دول، الامر الذي يجعل الاردن في دور متقدم في الشراكة العسكرية مع الناتو ، واكد ابوزيد ان الاردن بدأ منذ 1996 باعداد برامج المواءمة العسكرية مع الناتو ليتم تنسيق الفكر العسكري والاستراتيجي بما يتوائم مع متطلبات حلف الشمال الاطلسي " الناتو".
واضاف ابوزيد ان مراكز الشراكة مع الناتو موجودة في اكثر من دولة في العالم الا انها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا توجد فقط في الكويت، ومؤخرا تم الاعلان عن المركز في الاردن للعمل على 3 محاور: الحوار السياسي والدبلوماسية العامة والتدريب العسكري، وتكمن اهمية اختيار الاردن نظراً للأهمية الجيواستراتيجية من ناحية والدور الاردني في المشاركة الى جانب الناتو في الكثير من المهمات على المستوى العسكري والاسترتيجي .
واشار ابوزيد الى ان الناتو يحقق ايضا من خلال الشراكة مع الاردن الكثير من الميزات ابرازها تعزيز العلاقة مع شركاء الناتو في الجنوب ( وهو المفهوم المستخدم في الناتو عن الشرق الاوسط وافريقيا) حسب توضيح ابوزيد ، فضلاً عن الدول الأخرى التي ليست لديها شراكات، مما يجعل للاردن دور ريادي في مد جسور التعاون مع هذه الدول عبر المركز الذي تم الاعلان عنه. ولعل أحد أبرز الأسباب التي دفعت "الناتو" إلى زيادة الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حسب ابوزيد هو الوجود الروسي في المنطقة وبؤر الصراع المنتشرة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مما يجعل الموقع الجيوستراتيجي للاردن ذو اهمية تؤهله ليكون شريكا موثوق للناتو.