آخر الأخبار
  شارع الستين .. حادث مروع يؤدي لوفاة ثلاث اشخاص واصابة اربعة اخرين   صندوق النقد الدولي يشيد باجراءات الأردن الاقتصادية   إرادات ملكية بحل مجلس الأعيان وتعيين رئيس وأعضاء المجلس   الصفدي: العدوان الاسرائيلي لن يتوقف دون ردع دولي   الأردن .. موعد صرف رواتب متقاعدي الضمان   سياسي لبناني بارز يكشف عما ينوي فعله "الاحتلال" بالقرى الأمامية اللبنانية!   الأردن يدين ما حدث في 'مخيم النصيرات'.. جريمة نكراء   تحذيرات جدّية بخصوص حالة الطقس ليوم غداً الجمعة .. وتوصيات هامة   مهم لـ سكان جبل التاج (تفاصيل)   إرشادات هامة للمسافرين الاردنيين بخصوص حمل الادوية خلال سفرهم   قرار جديد هام بخصوص تحديد ساعات عمل المحال التجارية في عمان   الأمم المتحدة: سنبقى شريكا ثابتا للأردن   فصل الكهرباء عن مناطق واسعة في المملكة الأسبوع المقبل - أسماء   الإحصاءات العامة: ارتفاع الصادرات الوطنية 0.4% لنهاية آب   نقابة المعاصر تحذر: هذه الطريقة لا تكشف غش الزيت !   متى يبدأ شهر رمضان 2025؟   التربية: لا تمديد لفترة التسجيل في تكميلية التوجيهي   كلاب بأختام صفراء في عمان .. والعدد يصل الى ١٢ الف مع نهاية العام   زين تواصل دعمها لمؤسسة نهر الأردن عبر تمكين المستفيدين   الأشغال تنهي العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل شارع مأدبا

برهومة يكتب: مهرجان جرش .. صامدون هناك وهنا

{clean_title}
الصيغة الذكيّة التي اقترحها منظّمو مهرجان جرش هذا العام، تستحقّ التحيّة والإشادة، فقد مزجت بين رأي المعترضين على انعقاده، بسبب الحرب ضد غزّة، وبين المؤيّدين الذين انتصروا لخيار "الفنّ المقاوم".

ليس كلّ من يتابع الفعاليّات على مدرّجات المسرح الجنوبيّ، أو المسرح الشمالي، أو يتجوّل في شارع الأعمدة، هو بالضرورة غير عابئ بالحرب، أو بأرواح الشهداء وآثار الهولوكوست الفلسطينيّ المتواصل، لأنّ من الصعب أن نشقّ قلوب الناس، ونتبيّن مواقفها.

المدعوّون إلى المهرجان للمشاركة فيه سيشكّلون، بلا ريب، رافعة عملاقة لدعم غزة والفخر ببطولاتها، والتأكيد على أننا شعوب لن تستسلم، فإسرائيل ليست قدراً لا فكاك منه، وقد برهن على ذلك "طوفان الأقصى". المهم ألا ننزوي في ثياب الحداد.

ومع تقديري وتوقيري لأحزان الذين دعوا إلى تأجيل المهرجان هذا العام، ولهم حجّة جديرة بالتأمّل، فإنني أتمثّل قصيدة الشاعر اللبناني حسن العبدالله عن أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً، فبكت دمعتين ووردة، ولم تنزوِ في ثياب الحداد، وهي الأغنية التي قدّمها مارسيل خليفة، وسيشدو بها بكلّ ما في صوته من جمال وجلال.

غزة تريد الماء والدواء والهواء، لكنّها تريد، أيضاً، الحرية، ولعلّها تجد في جرش عزاءها، فغزّة ليست منذورة للموت والحروب والانقلابات. إنها ابنة الحياة، وإن لم تكن كذلك خلال الفترة الماضية، فمن حقها أن تكون. لا يليق ببحرها إلا المراكب الشادية والصيّادون الذين يحرسون الموج.. وهذه نفحة سحريّة لما يفعله بنا الفنّ، فنسمو ونحلم ونتقاسم مع الله عجينة الخَلق والتجلّي.

وأهتف مع حسن العبدالله:

صامدون هنا... صامدون هنا
قرب هذا الدمار العظيم
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير...
صامدون هنا... صامدون هُنا
باتجاه الجدار الأخير.

وقد تشارك (وهذا اقتراح) رابطة الفنّانين التشكيليّين، أو عدد من الفنّانين والنحّاتين بتخليد مأساة غزّة في لوحات وجداريّات، كما عبّر بيكاسو في لوحته "الغرنيكا". انطفأت الحرب الأهليّة الإسبانيّة، وظلت الجداريّة تشير، بألوانها الزرقاء الداكنة والسوداء والبيضاء، إلى المجرمين، وإلى الطائرات الآثمة الجبانة.

الدعوة إلى مقاومة التوحّش الصهيونيّ من خلال الفن والثقافة، هي خيار تقدّميّ، فنحن أصحاب هذه الأرض، ونحن السكان الأصليّون، ونحن أهل الحقّ، وعندما نُقسم نُقسم بالتين والزيتون، فلماذا ننزوي في ثياب الحداد؟

لقد عبّر محمود درويش عن ذلك ببلاغة خالدة لا تكلّف فيها، ولا افتراء على التاريخ:

وآية الكرسيٌ، والمفتاح.. لي
والباب والحرٌاس والأجراس.. لي
لِي حذْوة الفرسِ التي طارت عن الأسوار.
لي ما كان لي..
وقصاصة الورقِ التي انتزِعتْ من الإنجيل.. لي
والملْح من أثر الدموع على جدار البيت.. لي
ولي ما كان لي: أمسي، وما سيكون.
لي غدِي البعيد، وعودة الروح الشريد.