منحه الحادث وضعية مقارنة لم يكن قط ليفوتها، وأعطته الحيثيات نتيجة عينية فسدد في شباك خصمه مباشرة.
هذا ما فعله فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي الذي فجر مفاجأة ولم يفوت فرصة التفاخر بالصناعات العسكرية لبلاده، والمروحيات على وجه الخصوص.
ولقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتفه، الأحد، إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان و6 مسؤولين آخرين عندما تحطمت المروحية التي كانوا يستقلونها في منطقة جبلية خلال عودتهم من مراسم تدشين سد عند الحدود مع أذربيجان.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في مينسك، بحضور رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، كشف بوتين عن معلومات مثيرة لم يتم تداولها عن حادثة وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته قبل أيام.
وقال بوتين إن مروحيتين كانتا تحلقان مع طائرة الرئيس الإيراني في نفس المنطقة والتوقيت، مشيرا إلى أنهما كانتا تقلان مرافقي رئيسي وأنهما روسيتين.
وأضاف أن المروحيتين الروسيتين وصلتا إلى وجهتهما دون مشاكل، حيث "أكمل مرافقو رئيسي رحلتهم على متن طائرتي هليكوبتر روسيتين، في نفس الظروف، وفي نفس المسار، ووصلوا في الواقع دون أي مشاكل".
وهنا قاطعه رئيس بيلاروسيا مرددا عبارته بنبرة تساؤلية: "في نفس الظروف"، ليرد عليه بوتين بالتأكيد على الأمر.
صفعة لواشنطن لا يبدو من الصعب استيعاب الرسائل الناضحة بين سطور بوتين، فالرئيس الروسي بدا متفاخرا بصناعات بلاده العسكرية، ولكن ليس ذلك فقط، وإنما طرح مقارنة مع الصناعات الأمريكية.
فضمنيا، أراد بوتين أن يقول إن المروحيات الروسية قادرة على الصمود في أسوأ الظروف، خلافا لنظيرتها الأمريكية، مستثمرا حادثة ملموسة ستكون بمثابة الدليل القاطع على كلامه.
ففي ذلك اليوم الذي شهد الحادثة، كان رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وآخرون على متن مروحية أمريكية من طراز "بيل 212".
وهذه المروحية تعتبر نسخة تابعة لعائلة الطائرات المروحية "Huey"، وجرى تصنيعها من قبل شركة بيل هليكوبتر تكسترون الأمريكية.
في المقابل، كان هناك مروحيتيان تقلان مرافقي رئيسي، والاثنتان نجتا من التحطم رغم أنهما واجهتا نفس التضاريس الوعرة وغابات أرسباران ونفس الضباب الكثيف في محيط قرية "أوزي" بمحافظة أذربيجان الشرقية.
وبإعلان بوتين أن المروحيتين روسيتان، بدا أنه يركل بقوة نحو شباك واشنطن في إطار السباق المحتدم بين البلدين في مجال الصناعات العسكرية.