قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد ان قوات الاحتلال مرتبكة شمال غزة والمقاومة اشغلت الاحتلال بشكل بات فيه عاجزا عن خوص معركة هجومية ناجحة في رفح.
وفسر ابوزيد ان سبب ارتفاع الخسائر في صفوف قوات الاحتلال في جباليا وحي الزيتون ان فرقة المظليين/98 التي تقاتل في جباليا قاتل 4 شهور في خان يونس وسحبت قبل عدة اسابيع وتم زجها في جباليا منهكة واستثمرت المقاومة ذلك ونهكتها اكثر بالهجمات الخاطفة والسريعة التي اعتمدت فيها على الاستنزاف اكثر من الاشتباك الحاسم، واشار ابوزيد الى ان نفس التكتيك انطبق على فرقة المشاة/99 التي تقاتل في حي الزيتون حيث قاتل ثلاث اشهر في المحور الاوسط (النصيرات ، المغازي ، البريح ) وايضا سحبت قبل اسابيع بسب الخسائر الا ان الاحتلال اضطر للدفع بها الى خان يونس ظنا منه ان العملية هناك ستكون عملية جراحية سريعة الامر الذي يؤكد ضعف الجهد الاستخباري للاحتلال في تحديد امكانات وقدرات المقاومة بعد 222 من العملية العسكرية.
واضاف ابوزيد الى ان المستوى السياسي وقع في خطا استراتيجي وهو عدم القدرة على تفسير مفهوم اليوم التالي للعمليات العسكرية ، واعتمد الحسم العسكري اساسا لحل الصراع وغياب المسار السياسي الذي لابد ان يترافق مع اي عملية عسكرية وهذا يفسر سبب تصريحات وزير الدفاع بوآف غالانت مساء الاربعاء حين قال :"ان اي عمل عسكري يجب ان ينتهي بحل سياسي".
وحول ما يجري في رفح اكد ابوزيد ان قوات الاحتلال امام ثلاث اعمال ممكنة وهي امام ان تتحرك من طريق صلاح الدين عبر طريق جمال عبدالناصر الى قلب رفح او ان تتحرك من طريق صلاح الدين عبر طريق العروبة الى قلب رفح ولكن العمل الممكن الاكثر احتمالا ان تتحرك قوات الاحتلال من الطريق الحدودي المحاذي لمحور فيلادلفيا باتجاه قلب رفح لان هذا العمل الممكن يوفر لقوات الاحتلال اقصر الطرق ويحمي كتفها الايسر بمحور فيلادلفيا من ان تتعرض لهجمات من المقاومة واكد ابوزيد ان الاحتلال يدرك انه في كل هذه الاعمال الممكنة سيواجه كتائب المقاومة الاكثر احترافية والتي لم يتم اختباره منذ 222 وعلى راسها كتيبة الشابورة التي قال عنها معهد دراسات الحرب الامريكي (ISW) انها الكتيبة الاكثر خطورة في المقاومة .
وحول البعد الاعلامي اكد ابوزيد ان المقاومة تملك رؤية اعلامية واضحة ومحترفة تظهر من خلال المقاطع التي تبحث والتي يظهر عليها الجهد الاحترافي في الرصد والاستطلاع والالتقاط في ظل غياب نمطية اعلامية واضحة لقوات الاحتلال الامر الذي يشير الى ان تلازم المسارات العسكري ، السياسي والاعلامي بدا اكثر تماسكا لدى المقاومة منه لدى الاحتلال .
وختم ابوزيد ان مايجري في مسرح عمليات غزة يؤكد ان السر ليس بالبندقية بل باليد التي تحمل البندقية .