أحدثت قضية دعم المؤثرين عبر منصة "التيك توك"، بمبالغ ضخمة، من طرف داعمين مجهولي الهوية، تساؤلات في الجزائر والوطن العربي، فيما إذا كانت العملية تخفي وراءها عملية لتبييض الأموال؟ أو حتى ما هو أخطر من ذلك؟
التساؤلات تفجرت بفعل ظهور داعم جديد في الجزائر، يختفي وراء اسم "أبو آدم"، الذي برز منذ قرابة الشهر، وأنفق مبالغ ضخمة لدعم مؤثرين وصناع محتوى جزائريين عبر منصة "تيك توك".
ويكون الدعم بإرسال ما يسمى بالهدايا، خلال البث المباشر، وهي هدايا بقيمة مالية يدفعها الداعم وتستفيد منها منصة "تيك توك"، وكذا صاحب البث المباشر.
وكان اسم "أبو آدم" يتكرر في "لايفات" المؤثرين الجزائريين، خاصة عند إجرائهم لجولات (تحديات) ضد مؤثرين من العالم العربي.
واستهدف الدعم المؤثرين المشهورين، مثلما استهدف مؤثرين آخرين أقل مشاهدة، وبعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مليون دولار في شهر
وقدر متابعون المبلغ الذي أنفقه "أبو آدم" بمليون دولار في ظرف شهر واحد، وهو مبلغ كبير أنتج عديد التساؤلات حول هوية صاحب الدعم من جهة، والأسباب التي تجعله ينفق هكذا مبالغ في دعم أشخاص لا يعرفهم حتى.
واختلفت القراءات حول خلفيات هذا الدعم المالي "غير المبرر" حسب كثيرين، حيث دعا الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يشتغل أيضا صحفيا لعدد من القنوات، محمد لمين ديزاد إلى فتح تحقيق في قضية "أبو آدم"، حيث قال إن الأخير ليس شخصية جزائرية ولكن أجنبية تسعى إلى استغلال المؤثرين الجزائريين واستمالتهم لتوجيه رسائل ضد الجزائر. ودعا السلطات الأمنية إلى استجوابه لأنه يملك أدلة على ما يقول.
فيما اعتبر آخرون أن هذا الدعم هو عملية لتبييض الأموال، والتي تحدث عبر عدة أوجه، حيث يمنح الداعم أموالا خارج الأمر القانونية إلى المدعوم ويتفقان على تقاسمها أو نيل كل واحد منهما حصة معينة.
من جهته قال الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي "اوبيرا"، إن "أبو آدم هو نفسه كريم كوري والذي يدعم نفسه".
واعتبر صاحب أكبر رقم دعم في دورة تحدي واحدة في "تيك توك" الشرق الأوسط الجزائري كريم كوربي، الذي يعتبر أيضا أحد أكثر المستفيدين من دعم "أبو آدم"، بأن الأخير دخل المنصة خصيصا لدعم أبناء بلده، ولرفع علم الجزائر، ولا ينتظر مقابلا من الأشخاص الذين يدعمهم"، وأنه مستقبلا سيُخصص دعمه لمن يملك محتوى نظيفا".
ومع ذلك، فضل كريم أن يختفي خلال الأيام المقبلة، حيث ظهر في مقطع فيديو، يؤكد فيه أنه لن يظهر في العشر الأواخر من رمضان، وسيخصص وقته للعبادة، وأن من لديه أي دليل ضدّه يمكن أن يتقدم به إلى العدالة الجزائرية".