منذ انطلاق الأحداث في قطاع غزة بالسابع من أكتوبر من العام الماضي ، قامت الولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني بكل ما أوتيت من قوة ، وأمدتها بالسلاح والذخائر والمؤن ولم تتوقف عن هذا الحد ، بل دافعت عنها وحاولت حمايتها أمام محكمة العدل الدولية وصوتت لصالحها في كل مرة داخل مجلس الأمن ، واستخدمت حق النقض "الفيتو" أيضاً للكثير والكثير من القرارات التي اتخذت بحق الكيان الصهيوني .
وفي ذات السياق شعرت أميركا بالإنسانية والديموقراطية واستيقظ ضميرها الميت أمام الجرائم المرتكبة في غزة ، لتقوم غير مشكورة بإنزال جوي للمساعدات الإنسانية ، بعد أن مولت الهجمة الصهيونية على قطاع غزة منذ بدايتها وحتى الآن ، لكن هذا لم يمنعها من تفعيل الضمير المستتر والقيام بإنزال جوي للمساعدات الإنسانية على أهالي القطاع لمواجهة المجاعة التي تضرب قطاع غزة في ظل حصار الاحتلال ومنعه لدخول المساعدات داخل القطاع .
هذه المواقف السياسية المصابة بالفصام لم تعد تنطلي على الناس ، ولم تعد تؤثر بهم هذه المواقف الإنسانية المزيفة وهم يشاهدون أميركا تقصف ليلاً وتنزل المساعدات نهاراً لتحاول أن تحافظ على ما تبقى من صورتها المصبوغة بالدم أمام مرأى ومسمع جميع العالم العربي والغربي على حد سواء .
جدير بالذكر أن أميركا وبعد أن ألقت بالقنبلة النووية على هيروشيما وناكازاكي قامت بإنزال مساعدات إنسانية على من تسببت هي ذات نفسها وذات مواقفها المتباينة مع الشعوب ، خاصة التي تكون هي السبب الرئيسي في معاناتهم وآلامهم والكوارث التي تحل عليهم ، وهو ما يدل على أن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية تعاني تاريخياً من فصام في المواقف وإعاقة في التعامل مع جرائمهما وجرائم حلفائها في الشرق الأوسط .