اختتمت جمعية الأمم المتحدة للبيئة UNEA، التي تعد أعلى هيئة لصنع القرار في العالم بشأن البيئة، مؤتمرها السادس في العاصمة الكينية نيروبي، بحضور مندوبين حكوميين وممثلين من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعتمدة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP.
وشهدت الجلسات حوارات ونقاشات ساخنة، ساهمت العربية لحماية الطبيعة مع شركائها في الضغط لإيلاء دول الجنوب العالمي أولوية في طرح قضاياها، خصوصاً الدول الواقعة تحت الاحتلال والأزمات الممتدة، إذ إن ما سيطر على أجواء المؤتمر قضايا عامة لا تناقش الأسباب الجوهرية للأزمات البيئية في دولنا.
وحظيت العربية لحماية الطبيعة ممثلة بالمديرة العامة مريم الجعجع بثقة الأقاليم الستة من المجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة في UNEP، لتمثيلها وتقديم البيان المشترك باسمها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تزامن مع اليوم الـ143 لحرب الإبادة في غزة، التي تتصدر أخبار العالم، إلا أن المتحدثين وعلى الأخص العرب قفزوا عن الإشارة لها، باستثناء مندوبة جمهورية كولومبيا، ومندوبة الاتحادات العمالية والنقابات في العالم، والجعجع التي قالت في البيان المشترك إن الالتزام، غير القابل للمساومة، باحترام حقوق الإنسان شرط مسبق وضروري لإحراز تقدم في أجندة العمل البيئي المشترك، وسلطت الضوء على الحق في الأمن الغذائي وسيادة الغذاء، كحقوق إنسان أساسية، وأشارت للحاجة الملحة لتفكيك أنظمة القمع، وإنهاء الاحتلال، ووقف تدمير المناظر الطبيعية العاملة، ووقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ودعم عملية إزالة الاستعمار، وضرورة حماية حق تقرير المصير.
وخرجت الجعجع عن البروتوكول المعمول به في المؤتمر لممثلي المجتمع المدني عندما قدمت دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار في غزة.
كما شاركت الجعجع في تنظيم وقفة صامتة أمام مقر انعقاد المؤتمر رُفعت فيه لافتات تضامن مع غزة بشكل تعبيري، إذ يحظر الحديث عن منطقة بعينها حسب ما هو معمول فيه.
وفي فعاليات اليوم الأخير في المؤتمر، قدمت الجعجع ورقة عن تأثير الحرب على النساء في غزة بينت فيها أن للحرب أثرا كبيرا على النساء وحقوهن، ولكنه يكون أكبر وأكثر تعقيداً بوجود احتلال استيطاني كالذي تمارسه "إسرائيل" في فلسطين، حيث موازين القوى غير متكافئة.
وأشارت إلى أن الفلسطينيين كلهم وذلك يشمل النساء بطبيعة الحال عانوا منذ 75 عاماً من هذا الاحتلال وتحولوا لمدافعين عن حقوقهم التي أقرتها الأمم المتحدة والتي انتهكت تباعاً، ولفتت لحالات الولادة على الحواجز والاعتقال الإداري للنساء ومنهن حوامل والعنف الجسدي واللفظي والجنسي في سجون الاحتلال.
وعن غزة بالتحديد، شددت الجعجع على أنه لا فصل بين النساء والرجال الذين يواجهون ككتلة اجتماعية واحدة التطهير العرقي والإبادة، فعلاوة على تأثر النساء مباشرة بذلك إلا أنهن أيضاً متأثرات بشكل مركب من فقدان أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن وتحولهن للمعيل الوحيد للعائلة في تأثر اقتصادي واضح، ودعت إلى ألا يتم الحديث عن حقوق النساء والأطفال بشكل معزول عن حقوق الرجال أيضاً.
وبشكل أكثر تخصيصاً، أوضحت أن النساء يتأثرن غذائياً وصحياً بشكل غير متناسب، ففي حالات نقص الغذاء؛ يفضلن أطفالهن وعوائلهن على أنفسهن مع حاجتهن الكبيرة للبروتين، خصوصاً في فترات الحمل والرضاعة، وهذا النقص لا يمسهن وحدهن بل يؤثر حتى على أجنتهن والمواليد الجدد، إضافة للاحتياجات الصحية الخاصة بهن والتي لا تتوفر الآن في غزة وترفع نسب الأمراض النسائية بينهن، لا سيما مع نقص الرعاية الصحية للحوامل والمرضعات والمريضات.