تبرع سجين أمريكي لغزة براتب عدة أيام متواصلة من العمل الشاق داخل زنزانته، وذلك تعبيراً عن تضامنه مع القطاع المحاصر الذي لا يزال تحت الحرب الإسرائيلية للشهر الخامس على التوالي.
نشرت حركة الشباب الفلسطيني (Palestinian Youth Movement – PYM) خبراً عن تبرع رجل مسجون في كاليفورنيا بمبلغ 17.74 دولار لجهود الإغاثة في غزة.
وقالت الحركة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك إن هذا المبلغ هو نتاج العمل لـ 136 ساعة من عمله في السجن كعتال أو حمال وعامل نظافة؛ حيث كان يتقاضى ما متوسطه 13 سنتاً في الساعة.
كذلك؛ عرضت حركة الشباب الفلسطيني صوراً لإيصال التبرع الذي وصل من السجين بالمبلغ المذكور، وكشفاً لساعات العمل التي يتقاضاها الشخص المذكور دون تسميته أو الإشارة إلى معلومات شخصية عنه أو عن سبب سجنه.
فيما أشارت الحركة إلى التضامن مع فلسطين من مسجونين في الولايات المتحدة باعتباره أمراً كائناً باستمرار وليس وليد هذا الخبر، وقالت إنه "أعمق التضامن يكمن في نظام السجون بالولايات المتحدة تاريخياً وليس اليوم فقط".
ثم أضافت الحركة التي أطلقت صفحتها في مطلع مايو/أيار 2011: "أدى الوجود المزدوج للأدب والإسلام في السجون الأمريكية إلى تحفيز سكان أمريكا الأكثر اضطهاداً، وإلمامهم بمحنة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن نضالات التحرير الأخرى في جميع أنحاء العالم".
اعتبرت حركة الشباب الفلسطيني التي تعتبر نفسها حركة "عابرة للحدود الوطنية، مستقلة، وشعبية للشباب الفلسطيني والعربي"، أن نظام "الاعتقال في الولايات المتحدة وفلسطين المحتلة هو في نهاية المطاف امتداد لنفس المشروع الإمبريالي".
وأضافت في بيانها أن هذا المشروع "يسعى إلى تجريم وجود المضطهدين، وجعلهم غير مرئيين، وتحييدهم كتهديد للنظام الاجتماعي المهيمن"، وذلك في صفحتها التي يتابعها أكثر من 35 ألفاً.
ثم امتدحت المتبرع في نهاية بيانها بالقول إن "تحدي هذا الرجل لهذا المشروع (إعمار غزة) من أجمل وأروع اللفتات التي يمكن أن يقوم بها إنسان". وختمت بالقول: "قريباً يأتي التحرير، ويعود معه جميع سجنائنا إلى ديارهم".
يأتي هذا في خضم حملة تضامن واسعة في الشارع الأمريكي والغربي مع غزة والقضية الفلسطينية، بالرغم من الدعم السياسي الأمريكي والغربي لإسرائيل منذ اليوم الأول من الحرب التي قتلت فيها ما يزيد عن 29 ألفاً، وأوقعت ما يزيد عن 70 ألف مصاب، حسب آخر التحديثات التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة.