قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق، علي أبو الراغب، إن العلاقات التجارية الأردنية الإسرائيلية هي الآن في أضعف مراحلها، كاشفا كواليس لقاءات ومحادثات تاريخية بين قادة البلدين.
وفي حديث إلى برنامج "قصارى القول" عبر RT عربية، لفت أبو الراغب إلى أن "مشروع الممر بين الهند وبلدان الشرق الأوسط هو منافسة للمشاريع الصينية أو التعاون العربي الصيني، أو الصيني الشرق الأوسطي خصوصا بعد طريق الحرير، وأن يكون هناك مشاريع إقليمية تؤدي إلى تحسين أوضاع السلام الذي عليه علامات استفهام".
واعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ركز بطريقته وعنجهيته وأسلوبه التمثيلي أن هذا الموضوع سيجعل من إسرائيل دولة استراتيجية في المنطقة، وفي الخريطة التي أبرزها في الأمم المتحدة وضع شمال فلسطين، ولم يمتلك اللياقة ليتحدث عن الشعب الفلسطيني، اعتبر أن السلام العربي الإسرائيلي هو المهم وسيتحقق.. هذا كلام خيالي وأنا لا أثق بهذه المشاريع الكبرى".
وأضاف: "إذا لم يكن هناك حل عادل منطقي للشعب الفلسطيني ليكون قادرا على تقرير مصيره وإقامة دولته، ودولة قابلة للحياة بحدود معترف بها أعتقد أن أيا من هذه المشاريع لن تنجح"، مبينا أن "المشروع الصيني مشروع طريق بري، هو طرح مشروع ربط جديد واعتقد أنهم يتكلمون عن سكك حديد".
وقال أبو الراغب: "نشهد طفرة اقتصادية تنموية رائعة في الخليج، وهذا مكسب للأمة العربية، وهم يتطلعون إلى اشتباكات أخرى ويرحبون بالمشاريع الإقليمية، الأمريكيون أدخلوا إسرائيل على أنها جزء من الإقليم والمنطقة، لكن إذا أرادوا أن تكون جزءا عليها حل قضية فلسطين"، مشددا على أنه لا يثق بالمشاريع "إلا عندما أراها على الواقع ونوع من الحلول المرضية للشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "الأردن لم يشارك في مفاوضات سوى أردنية إسرائيلي عن طريق الأمريكان في البداية آخر الستينات والتسعينات، شخصيا لم أشارك في المداولات إلا بعد عام 1994، الجانب الإسرائيلي كان يطمح لإقامة منطقة تجارة حرة بين الأردن وإسرائيل وموقفي كان مغايرا حيث أننا لا نعلم كيف سيكون تدفق البضائع والمستلزمات فرفضت وفي ذلك الوقت كان قرار لرئيس الوزراء زيد بن شاكر وعلم الملك حسين أن موقف الأردن هو اتفاقية اقتصادية معقولة وليس منطقة تجارة حرة".
وأكد أبو الراغب أن "العلاقات التجارية الآن في أضعف مراحلها، هم يريدون أن يحصلوا على كل شيء وأن لا يعطوا شيئا في المقابل"، لافتا إلى أنه "في عام 1995 كنت وزيرا للصناعة ومسؤولا عن مؤتمر عمان الاقتصادي، وهذا مؤتمر كان يبشر بخير لإمكانية تعاون اقتصادي عربي عربي وعربي إسرائيلي.. يومها كنت في أمريكا وكان هناك أحداث مبشرة أن هناك اتفاقات وتفاهمات فلسطينية إسرائيلية. التقى الملك حسين مع الوفد الإسرائيلي ومنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز.. وشعرت بالدفء بين الملك حسين ورابين، وكأن هناك احتراما متبادلا".
وأكد أن "الاجتماع كان ناجحا، وأتى رابين وبيريز وقال أنه يريد التحدث عن المشاريع المشتركة الأردنية الإسرائيلية وطرح مشاريع مبهرة ولكنها غير واقعية، منها عن تطوير وادي الأردن ومشاريع المياه والزراعة والسياحة. وتطرق إلى مطار العقبة وقال إن هناك مباحثات لاستخدام مطار العقبة بدلا من مطار إيلات الذي كان يوما قديما، وأن يأتي السياح الإسرائيليون إلى العقبة وأن يكون هناك أفراد من القوات المسلحة الإسرائيلية والشرطة والجمارك موجودين في مطار العقبة لإنهاء المعاملات. الملك قال له توقف، لن يطأ قدم رجل عسكري إسرائيلي واحد الأردن. إذا أردتم استخدام مطار العقبة، نحن نستقبلهم ونقوم بالمعاملات الرسمية، غير ذلك لا يوجد، هناك بيريز حاول المناقشة فقال له رابين توقف وهنا انتهى الموضوع. ولكن لا يمكن الثقة بالقرارات والمعاهدات الإسرائيلية".