قدم المبعوث الأمريكي الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ايجازا خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28" والمنعقد حاليا في الإمارات.
وقال كيري: غني عن القول إنه بالنظر إلى صرخات الطبيعة الأم في وجهنا في خلال العام الماضي، وبخاصة مع الخسائر والأضرار والتأثيرات المهولة في مختلف أنحاء العالم، أعتقد أن الناس في كافة أصقاع العالم يعقدون آمالا كبيرة على مؤتمر الأطراف هذا، مثلي تماما . هذا المؤتمر مهم جدا. هذا أول مؤتمر للأطراف يقيم التقدم الجماعي الذي أحرزناه باتجاه تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ. لقد ورد ذلك في اتفاق باريس كما تعلمون جميعا، ونحن نتابع الآن تنفيذ هذا الاتفاق من خلال إجراء أول تقييم عالمي على الإطلاق. وأنا أعتبر أن هذه فرصة فريدة لحشد العالم من أجل تكثيف جهودنا الجماعية لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
لذا سنركز على ضمان تحقيق نتائج قوية بشأن القضايا الرئيسية التي تم التفاوض عليها والتي تندرج ضمن هذا المؤتمر. وتتمثل هذه القضايا الثلاث المكلف بها وهي في المقام الأول عملية التقييم العالمي، التي ستكون وثيقة بالغة الأهمية برأينا، وفي المقام الثاني تقرير التكيف الذي سيتم إصداره، وفي المقام الثالث تمويل صندوق الخسائر والأضرار وتقديم المزيد من التوجيه للمضي قدما باتجاه تحقيق هدف اتفاق باريس بشأن التكيف.
وتابع : أريد أن أؤكد على أن هذا التقييم العالمي يحتاج برأيي إلى كسب مصداقية العالم بأن يكون صريحا وقويا وشاملا وذا رؤية. يجب أن يوضح هذا التقييم للعالم ما حدث منذ المؤتمر في باريس. بحيث يبدأ القياس من باريس ويتابع بعد ذلك، عند عقد مؤتمر باريس كنا نتجه نحو حوالي 3,7 إلى 4 درجات من الاحترار على الكوكب. الآن، على الأقل… ولست أقول ذلك لأن المهمة قد انتهت، ولكننا حققنا على الأقل انخفاضا بحوالي 2,5 أو 2,7 درجات، بحسب المتحدثين بهذا الشأن. ولكننا نعلم أيضا بحسب ما تشير إليه وكالة الطاقة الدولية أنه في حال تم الوفاء بكافة الوعود التي قطعت في كل من غلاسكو وشرم الشيخ، قد تنخفض درجة الاحترار إلى 1,8 أو 1,7 درجات بحلول العام 2050.
واعتبر كيري أن هذا الجهد يبين أنه يمكن السيطرة على الأمور. ولم تتم السيطرة عليها بالكامل بعد وذلك لسبب بسيط وهو عدم قيام الجميع بتنفيذ ما وعدوا به، وغني عن القول إن هذه المشكلة هي بسبب عدم قيام بعض الأطراف بمتابعة الموضوع وهوما نحن بحاجة إلى المساءلة عنه في مؤتمر الأطراف هذا، تمثل القرارات القوية في المجالات الثلاثة التي ذكرتها سابقاً مقياسا رئيسيا لنجاح مؤتمر الأطراف هذا، أو بالأحرى لنجاحه المحتمل.
وبالإضافة إلى النتائج التي تم التفاوض عليها، سنعمل على تعزيز الاستجابة المناخية العالمية للأزمة من خلال العمل الوطني المعزز لتحقيق الأهداف المحلية وأهداف اتفاق باريس، وسنقوم بذلك من خلال عدد من الجهود التي نبذلها والتي بدأت في غلاسكو. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأمثلة التي تفتخر الولايات المتحدة بأنها شاركت في الإعلان عنها، ولا سيما مع الاتحاد الأوروبي مع أورسولا فون دير لاين، وهو التعهد العالمي بشأن غاز الميثان، وسنضيف هذا العام مساهمة مهمة جدا في ما يتعلق بغاز الميثان ستشمل شركات في مجال النفط والغاز وكذلك دول، فضلا عن جهد خاص من جانب الصين والولايات المتحدة اتفقنا عليه في سانيلاندز، وسنشارك معا في قمة خلال مؤتمر الأطراف هذا بشأن مسألة الميثان.
الميثان مسؤول عن 50 بالمئة من ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي كما تعلمون، وهو أكثر ضررا ودمارا بكثير من ثاني أكسيد الكربون، فالميثان مدمر بنسبة 80 إلى مئة مرة أكثر في سنواته الأولى، أي خلال السنوات العشرين الأولى، وبنسبة 20 مرة أكثر في السنوات اللاحقة. لذلك نحن نعتقد أيضا أن هذه هي الطريقة الأسهل والأسرع والأقل تكلفة للبدء في تحقيق مكاسب ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك سيتم التركيز على غاز الميثان بنسبة كبيرة.
وسنركز أيضا على الشحن من خلال تحدي الشحن الأخضر، ولقد أحرزنا تقدما هائلا مع اتخاذ الشركات الكبرى خطوات في هذا السياق. ونحن نبذل جهودا في مجال الصناعات الثقيلة، أي الصلب والألومنيوم والخرسانة والأسمنت وغيرها، وذلك من خلال تحالف المحركين الأوائل الذي سنتحدث عنه، وإزالة الغابات من خلال شراكة القادة للحد من انبعاثات كربون الغابات*، والتي أترأسها بشكل مشترك مع وزيرة خارجية غانا.
لذا نحن نركز أيضا على تعزيز القدرة على مواجهة تأثيرات أزمة المناخ من خلال الخطة الرئاسية الطارئة للتكيف والقدرة على المواجهة وبرنامجها (PREPARE)، الذي أعلن عنه أثناء زيارته لمؤتمر الأطراف وهو عبارة عن مبادرة بقيمة مليارات الدولارات لمساعدة الدول الأكثر ضعفا والأكثر مواجهة للتحديات والتهديدات في مختلف أنحاء العالم.
ونحن نعمل أيضا على تسليط الضوء على الدعم المتزايد لجهود حشد التمويل العالمية الشاملة، وسيلعب التمويل دورا بارزا جدا في مؤتمر الأطراف هذا، وذلك جزئيا بسبب التغييرات التي تمكنا من تحقيقها في البنك الدولي وبسبب المبادرات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها لتسريع عملية التحول على أساس عالمي.
وسنعيد أخيرا تركيز جهدنا وطاقتنا على حد 1,5 درجات، وهي الهدف المشترك لنا جميعا. وسيتم بذل جهود أكبر في مجالي التخفيف والابتكار، وبخاصة فيما يتعلق بالزراعة والقطاعات الأخرى.
وختم كيري حديثه، من الآمن بمكان أن نقول إنه سيتم الإعلان عن مئات المبادرات، بما في ذلك الكثير من الولايات المتحدة والكثير أيضا من دول أخرى، وأعتقد أنه سيتم استعراض الجهود العالمية بشكل مذهل في هذا المنتدى الدولي، على الرغم من أن ذلك لا يحدث بالسرعة الكافية أو بالحجم الكافيين حتى الآن.