أغار جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة على مناطق مختلفة في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر، تزامنا مع مهلة حددها الاحتلال لسكان مناطق شمالي غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش يشن حاليا "هجوما واسع النطاق" على أهداف عسكرية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أمر صباح الجمعة "كافة سكان مدينة غزة" بإخلائها والتوجه إلى جنوب القطاع، مع دخول عملية "طوفان الأقصى" يومها السابع.
ودعا الجيش في بيان، "كافة سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حمايتهم والتواجد جنوب وادي غزة"، مؤكدا أنه "لن يُسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك".
وأكد الجيش، للسكان، ضرورة "التوجه جنوبًا حفاظًا على أمنكم الشخصي وأمن عائلاتكم"، مشددا على أنه "ممنوع الاقتراب من منطقة السياج (الحدودي) مع ... إسرائيل".
وبدأت مئات العائلات الفلسطينية بالنزوح من مناطق في شمال غزة نحو جنوب القطاع، بعد أمر أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقا، بحسب ما أفاد مراسل "المملكة"، فيما حثت حركة حماس على تجاهل الإعلان الإسرائيلي واعتبرته "دعاية زائفة".
وقال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) فيليب لازاريني إن دعوة قوات الاحتلال الإسرائيلية لنقل أكثر من مليون مدني يعيشون شمال غزة خلال 24 ساعة، "أمر مروع ولن يؤدي سوى إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة بشكل أكبر إلى حافة الهاوية".
وضم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان صوته إلى دعوة المتحدث باسم الأمين العام للعدول عما أعلنته السلطات الإسرائيلية بشأن ضرورة انتقال جميع السكان شمال وادي غزة إلى جنوب القطاع.
وقالت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني إن هذه التعليمات تؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم أطفال وكبار في السن ومرضى، وتجبرهم على الانتقال بوسائل نقل قليلة أو معدومة وبضمانات ضئيلة لسلامتهم في ظل استمرار الأعمال العدائية. ودعت إلى إلغاء القرار، كما ذكر المتحدث باسم الأمين العام لتجنب وضع كارثي.
يأتي هذا في أعقاب ما قاله المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك عن أن ممثلي الأمم المتحدة في قطاع غزة المحاصر "أبلغوا بواسطة ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي" بأن كل الذين يعيشون شمال وادي غزة يجب عليهم الانتقال إلى جنوب غزة خلال 24 ساعة.
وقال دوجاريك إنه من المتوقع أن يغادر قرابة 1.1 مليون شخص شمال غزة، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في مرافق الأمم المتحدة- بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.
وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة تعتبر أنه "من المستحيل" أن يتم مثل هذا الانتقال دون عواقب إنسانية كارثية وتدعو إلى إلغاء الأمر.