عقد مجلس الأعيان برئاسة رئيس المجلس فيصل الفايز وحضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وهيئة الوزارة، أولى جلساته في الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر، التي افتتحها جلالة الملك اليوم الأربعاء بخطاب العرش السامي.
وانتخب الأعيان، أعضاء لجنة صياغة الرد على خطاب العرش السامي، التي تشكلت من الأعيان: سمير الرفاعي، وعبدالإله الخطيب، ومحمد داوودية، وعيسى مراد، ومحاسن جاغوب.
وقال الفايز: "تشرفنا اليوم، بافتتاح مولاي صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة"، مؤكدًا جلالته أن مسيرة بلدنا الخيرة متواصلة، بإرادة قوية لا تعرف اليأس، إرادة مليئة بالعزم والإصرار، ليستمر الأردن وطن الريادة والتقدم".
ورفع الفايز "أسمى آيات الشكر والعرفان، لجلالة مليكنا المفدى، على حرصه الدائم، افتتاح أعمال مجلس الأمة والنهوض بالعمل البرلماني، داعيا الله سبحانه وتعإلى، أن يمتع جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ ولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ويديم نعمة الأمن والاستقرار على وطننا، معاهدين جلالته، بأن تكون خطبة العرش السامي هاديا ومرشدا لنا، في سعينا للقيام بواجبنا الوطني ودورنا الدستوري".
وأكد "أننا في مجلس الأعيان، ندرك حجم التحديات التي تواجه بلدنا، وانطلاقا من واجباتنا سنحرص على التعاون مع مجلس النواب والحكومة، لترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية وفق الأطر الدستورية، خدمة لمصالحنا الوطنية العليا، لنكون عونا لجلالته في مواجهة تحدياتنا المختلفة، والدفاع عن قضايا امتنا العادلة".
وأشار إلى أن "الأردنيين يفخرون بقائدهم ومليكهم الذي يواصل مسيرة بناء الأردن القوي المنيع، القادر على مواجهة التحديات والأزمات، وسعي جلالته الدؤوب، من أجل تكريس الأردن دولة مؤسسات وقانون، قائمة على العدل والمساواة والحداثة، وتوفير العيش الكريم والحياة الحرة للجميع، وتصان فيها كرامة المواطنين وحقوقهم الدستورية".
وبين الفايز أن "الاستجابة لتطلعات جلالة الملك من أجل أردن منيع مزدهر حديث، يرتب على الجميع مسؤوليات كبيرة، من أجل سرعة تنفيذ تطلعات جلالته، وترجمة رؤيته للتحديث السياسي والاقتصادي والإداري".
ونوه إلى أنه يتطلب من الجميع وخاصة الشباب، الاندماج في العمل السياسي والحزبي، والابتعاد عن الجهوية والمناطقية، وتعزيز الثقافة الديمقراطية، وترسيخ الانتماء للوطن والولاء لقيادتنا الهاشمية، ممثلة بجلالة مليكنا عبدالله الثاني، خاصة ونحن مقبلون على مرحلة جديدة من العمل البرلماني، عنوانها الحكومات البرلمانية البرامجية".
وأوضح الفايز "أننا في مجلس الأعيان، ندين بشدة الاعتداءات الوحشية والهمجية، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزه، والتي تستهدف قتل الشيوخ والأطفال والنساء والآمنين في بيوتهم".
وأضاف، إن "المجتمع الدولي الذي لا يتوانى لحظة عن تقديم الدعم العسكري والمادي لإسرائيل، ويمدها بأسلحة القتل والتدمير بحجة الحفاظ على أمنها، عليه أن يدرك أن سياسية الكيل بمكيالين لن تحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل، وعليه أن يدرك أيضًا أن أمن إسرائيل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".
وقال الفايز، "إننا في مجلس الأعيان، نقف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، ونساند كافة مواقفه وقراراته، في دفاعه الدائم عن ثوابتنا الوطنية، وعن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، فالأردن بقيادته الهاشمية ومنذ عهد الإمارة، ارتبط دينيا وتاريخيا بفلسطين، واستمرت القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته، وعلى أرض فلسطين وأسوار قدسها، قدم الأردن الشهداء دفاعا عنها، وعن مقدساتها الاسلامية والمسيحية.
وأكد أن مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه مختلف قضايا أمتنا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مواقف واضحة غير قابلة للمساومة، وهي مواقف محل اعتزاز كل الأردنيين وفخرهم.
ومضى قائلًا: "إننا نرفض حملات التشكيك بمواقفنا العروبية التي دفع الأردن ثمنها، رغم ما عرض عليه من اغراءات للتنازل عنها، لهذا نستعرب خروج البعض علينا بإشاعات رخيصة ومزاعم كاذبة، يتم تداولها حول استخدام القواعد العسكرية الأردنية، من قبل الجيش الأميركي لنقل إمدادات للاحتلال الإسرائيلي، فهذه الأكاذيب، تأتي في إطار حملات التشويه ضد مواقف الأردن الثابتة، وجهوده المتواصلة لخدمة القضية الفلسطينية، وتضحيات قواتنا المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني، وحقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني".
وفي بداية الجلسة وقف اعضاء المجلس والحكومة دقيقة صمت وقرأوا الفاتحة على روح عضو مجلس الأعيان المرحوم الدكتور معروف البخيت، وقدم الفايز أحر التعازي لذوي المرحوم وعشيرته ، داعيا الله سبحانه وتعإلى، أن يتغمده بواسع رحمة ورضوانه، وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
وكان أمين عام المجلس علي الزيود تلا نص الإرادات الملكية السامية المتضمنة: فض الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة اعتبارا من الأول من أيلول الماضي، وإرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى تاريخ 11 من شهر تشرين الأول من عام 2023، ودعوة مجلس الأمة إلى الاجتماع في دورته العادية اعتبارا من اليوم الأربعاء.