أكد نائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات العميد حاتم الزعبي، الخميس، أنه لا يوجد ما يؤشر أبدا على وقوع زلزال قريب في الأردن على الإطلاق، مبديا إستغرابه من الشائعات الموجودة في مواقع التواصل الإجتماعي والتي تحدثت كثيرا عن زلزال محتمل سيقع، مضيفا أنه يوجد في الأردن حالات عدم استقرار ربما ينتج عنها بعض الفيضانات الومضية التي قد تزيد عبء المياه في السدود.
ولفت عبر قناة المملكة إلى أنه من غير الدقيق معرفة موعد وقوع زلزال باليوم والساعة، مضيفا "لو كان الموضوع بهذه البساطة لما وجدت كل هذه الخسائر في الدول والمناطق التي وقعت فيها هذه الكوارث".
وأكد أن الزلازل سلسلة من الأحداث من الصعب التنبؤ بسلوكها، ومن الصعب التنبؤ بأماكن وتوقيتات وقوعها.
وأشار الزعبي إلى أن هناك تطورا علميا ربما بعض الدول كاليابان تستطيع أن تعطي إنذارا مبكرا لغاية ثوانٍ محدودة وبسيطة يمكن من خلالها أن توقف نشاطا في المفاعلات الذرية وربما إيقاف بعض القطارات هذا أقصى ما تم الوصول إليه.
وأكد أن "موقع الأردن الجغرافي غير معرض للأعاصير المدارية، وسددونا آمنة وجميعها مراقبة بوسائل إنذار مبكر، ويتم التفتيش عليها باستمرار".
وتابع: "لكل سدّ خطة استجابة، ونتواصل مع الساكنين بالقرب من مجاري السدود باستمرار".
"أستغرب فكرة تحديد موعد زلزال (...) حقيقة أنا أستغرب هذه المعلومات والشائعات الموجودة في مواقع التواصل لدينا والتي تحدثت كثيرا أنه لدينا زلزال أو سيقع زلزال أو وقع زلزال." وفق الزعبي
وفي حديثه عن تمرين درب الأمان قال إنه جاء في إطار خطة تدريبية للمركز الوطني للأمن وإدارة الازمات، وهو " درب الأمان 3" وهذا يعني أن هناك 1 و 2 ، وهناك تمارين جاءت أيضا قبل أشهر لها علاقة بهذا الموضوع ربما لم يعلن عنها.
وتابع: "نقوم بإعداد الخطط لهذه المخاطر ومن ضمن هذه المخاطر الزلازل، فهناك خطة وطنية لمواجهة الزلازل تم إقرارها من رئاسة الوزراء وبالمناسبة الخطة حدثت عام 2017 وتم تعديلها عام 2019، بعد ما حدث الزلزال في تركيا وسوريا تم إعادة النظر بالخطة بالتفصيل ودخلنا إلى تفاصيل عميقة واستفدنا من تجارب الآخرين من أجل الوصول إلى أكبر واقعية ممكنة في خططنا".
وتابع: "الآن لا بد من اختبار هذه الخطط، أنت تختبر الخطط بطريقتين إما بالوقائع الحقيقية أو بالتمارين وبالتالي تم التحضير لسيناريو تمرين درب الأمان 3 في شهر حزيران الماضي بمعنى قبل زلزال المغرب وتم تأجيله لشهر 9 حتى يتزامن مع عودة المدارس لأن المدارس هي جزء من السلسلة التي سنطبق عليها مثل هذا التمرين، الفكرة هو فقط أن نجد نقاط الضعف والفجوات الموجودة في خطتنا هذا الموضوع ببساطة".
ولفت إلى أن درب الأمان 3 لا يعني وقوع زلزال وسيتبعه درب الأمان 4 و درب الأمان 5.
وشدد على أن الواجب هو توفير التدريب ولا مانع من التدريب.
"إذا كان لا يوجد لدينا مؤشرات لوقوع زلزال فهذا لا يعفيني ولا يعفي مؤسسات الدولة من أن نتدرب ونصل إلى مستوى عالي من الكفاءة فيما يتعلق ليس بمنع الزلزال إنما بالاستجابة لتداعياته إن وقع" وفق الزعبي
وأشار إلى أن المركز لديه سجل المباني القديمة في الأردن وكل مبنى ما قبل عام 1984 هو مسجل للمركز بإحداثياته وبعدد طوابقه وبغرفه وبساكنيه والسبب أنه ربما هذه المباني تكون أكثر ضعفا وربما أكثر هشاشة تجاه الزلزال ولذلك يجب إعطائها أولوية لو وقع شيء.
"أذكر أننا أعلنا عن التمرين قبل أسبوعين بكل وسائل الإعلام التي من الممكن أن نصلها، وللأسف بالفعل هو جاء متزامنا مع زلزال المغرب وبالتالي ربما هذا زاد من وتيرة فكرة الإشاعات وفكرة إمكانية وقوع زلزال، ولا يوجد ما يؤشر أبدا على وقوع زلزال قريب في الأردن على الإطلاق" بحسب الزعبي.
وتحدث الزعبي عن تاريخ الزلزال بالمنطقة مشيرا إلى أن زلزالا وقع عام 1927 في البحر الميت وتأثرت فيه ربما نابلس وأجزاء من الضفة الشرقية فيما عدا ذلك كانت الزلازل كلها أقل من 4 درجات وغالبا لا يتم الشعور فيها.
وشدد على أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود زلازل في الأردن، لكن هناك ما يشير إلى أنه يجب أن نتدرب على كافة الاحتمالات.
وقال الزعبي إنه يوجد في الأردن حالات عدم استقرار ربما ينتج عنها بعض الفيضانات الومضية التي قد تزيد عبء المياه في السدود.
وشدد الزعبي على أن سدود الأردن المائية آمنة ومراقبة بوسائل إنذار مبكر يتم التفتيش عليها باستمرار من قبل وزارة المياه وسلطة وادي الأردن وأيضا المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.
وتحدث الزعبي عن عناصر كثيرة تخفف من حدة الخطر على السدود، أولها عدم وجود سدود عملاقة.
واضاف الزعبي: "لا يوجد لدينا سدود تسع مليارات الأمتار المكعبة سدودنا محدودة وجميعها ترتكز على موانع طبيعية إذا جاز التعبير، بالإضافة إلى ذلك نسب التبخر عالية بمعنى مع مرور الوقت لا تبقى لدينا تجمعات مائية كبيرة".
وشرح الزعبي عن حالات الفيضانات الومضية قائلا: "ما نقوم به بالتعاون مع سلطة وادي الأردن ووزارة المياه بالتخفيف من هذه المياه بمعدلات مناسبة ومحسوبة، وأيضا هنا تكثر الإشاعات أنهم يسيلون مياه السد حتى ربما لأسباب مختلفة لكن واقع الحال يكون السبب أمني أكثر من أي سبب آخر ، وتكون كمية المياه الداخلة أكثر من كمية المياه الخارجة لتخفيف العبء والضغط على السدود جميع سدودنا مراقبة ويتم التفتيش عليها وإلى حد كبير مقاومة للزلازل لأنه طبيعة المنطقة جاءت في مناطق جبلية آمنة ومع ذلك هناك خطط فيما إذا حصل هناك تصدعات، أي من المستحيل أنك تقطع أنه لن يحدث شيء لذلك لا بد من خطط الاستجابة وكل سدودنا لها خطط ونحن مسجلين أسماء الساكنين على مجاري السدود ويتم التواصل معهم باستمرار حتى في تماريننا العام الماضي أخلينا مجرى سد الوالة من المواطنين وجميعهم كانوا متعاونين جدا".
وقال الزعبي إنه "لا يمكن تفادى خطر كارثي بهذا الحجم وهذا الوزن دون تعاون المواطن على الإطلاق يجب أن يكون هناك تعاون ما بين كافة الأجهزة والوزارات والمؤسسات مع مواطنينا لأنهم حجر الأساس في التصدي لأي حدث من هذا النوع".