سيطر قادة عسكريون على السلطة في النيجر، وأعلنوا عزل الرئيس محمد بازوم، بعد ساعات من احتجازه في القصر الرئاسي، لكن من قاد الانقلاب؟.
خرج ضباط نيجيريون في ما يعرف بالبيان رقم واحد، معلنين تنحية بازوم، وتشكيل مجلس عسكري لقيادة مرحلة انتقالية لم يتم تحديدها، إضافة لبعض الإجراءات الأخرى، منها حظر التجول وإغلاق الحدود البرية، وتعطيل المؤسسات الدستورية.
لكن رئيس المجلس وأعضاءه لم يعلن عنهم حتى كتابة هذا التقرير (2:00 صباحا ت غ)، تاركين الوضع يزداد غموضا، وسط تداول عدة أسماء يمكن أن تكون وراء الانقلاب، وسيعلن عنها لاحقا.
وفي البيان الذي تلاه العقيد ميجر أمادو عبدالرحمن، وهو مسؤول بالقوات الجوية، ويظهر خلفه ضباط آخرون، قال المتحدث إنهم "وضعوا حدًا لنظام الرئيس محمد بازوم بسبب تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة".
غير أن البيان لم يوضح من هم قادة الانقلاب، ولا حتى هل كانوا ضباط الحرس الرئاسي كما أعلن في بادئ الأمر، أم أن الجيش انضم إليهم للاستيلاء على السلطة في انقلاب أبيض، أصبح الأفارقة يحبذونه على سفك الدماء في أي تغيير لهرم السلطة في السنوات الأخيرة.
وتجمع حول العقيد عبد الرحمن، وهو يتلو بيان الانقلاب، تسعة ضباط من كبار أعضاء الحرس الوطني والحرس الرئاسي، بينهم نائب رئيس أركان الجيش، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، ما يشير إلى توحد القوى الثلاثة في القوات المسلحة على إنهاء حكم بازوم.
ومن بين الضباط اللذين لن يغيبوا -على الأرجح- عن عضوية المجلس العسكري، المرتقب إعلانه، قائد الحرس الرئاسي الجنرال عمر تشياني، والعقيد إبراه أمادو بشارو، والجنرال موسى صلاح بارمو، قائد القوات الخاصة، وقائد الحرس الوطني أحمد سيديان، كما ورد اسم الجنرال ساليفو مودي، رئيس أركان الجيش السابق، الذي أزاحه الرئيس بازوم وعينه سفيرا قبل أشهر.
ويرجح مراقبون أن يترأس المجلس العسكري الجديد واحد من اثنين؛ إما الجنرال عمر تشيباني؛ قائد الحرس الرئاسي، أو الجنرال ساليفو مودي؛ رئيس الأركان السابق.
الجنرال عمر تشيباني.. الضابط الغامض برز اسمه منذ الإعلان أمس الأربعاء عن تحرك عناصر من الحرس الرئاسي النيجيري تجاه قصر الحكم، يوصف بأنه "رجل غامض"، لذلك لا تتوفر حوله معلومات كثيرة.
وهو أحد المقربين من الرئيس السابق محمدو يوسفو ، ويقود منذ عام 2015 فيلق النخبة في الجيش النيجيري؛ المسؤول عن أمن رئيس الدولة.
واجه تشيباني تهديد السلطة وأفشل محاولتين انقلابيتين الأولى عام 2015 والثانية في 2021، لذلك أصبح محل ثقة بازوم أيضا على غرار سلفه، ورآه الرجل المناسب لهذا المنصب الاستراتيجي.
لكن هذه الثقة تعرضت مؤخرا لهزة، بعد تسريب معلومات عن توجه الرئيس النيجري لإعادة تنظيم أجهزته الأمنية من خلال استبعاد الجنرال تشياني، وخرج مرسوم -تبين أنه كاذب لاحقا- ينص على استبداله بالجنرال محمد تومبا.
ساليفو مودي.. الجنرال المُبعد تحدثت تقارير متطابقة عن إجماع الجيش على تسمية الجنرال ساليفو مودي لرئاسة المجلس العسكري، رغم خروجه من رئاسة الأركان قبل أشهر، بعد أن عينه محمد بازوم سفيرا، ربما في سياق إبعاد الضباط الأقوياء عن القصر.
الجنرال مودي شخصية عسكرية مرموقة، وله تاريخ طويل في الجيش، تخرج من المدرسة الحربية في بينجرفيل بساحل العاج، عام 1983، والتحق بالقوات المسلحة النيجرية، ثم ترقى في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رائد عام 1998.
لمع نجمه عندما حصل على عضوية المجلس العسكري عقب قتل الرئيس إبراهيم باري ميناسارا في انقلاب عسكري عام 1999، ثم عينه الرئيس مامادو تانغا نائبا لرئيس أركان القوات البرية، ثم عاد لعضوية المجلس العسكري عام 2010، تحت رئاسة سالو دجيبو، ورئيسا لأركان القوات البرية، بعد وصول الرئيس السابق محمدو يوسفو للسلطة عام 2011.
تولى مودي في عهد يوسفو رئاسة الأركان عام 2020، بعد فترة قصيرة في العمل الدبلوماسي، في العام الجاري 2023، رقي إلى رتبة جنرال، لكنه أزيح عن قيادة الأركان بقرار من الرئيس المعزول محمد بازوم، فهل عاد الرجل للانتقام؟.