قال متخصصون في الشأن الاجتماعي بمحافظة الكرك، إن التحولات الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية أدت إلى تغيير في شكل ومفهوم السلوك الجمعي في الأعياد عند عدد كبير من أفراد المجتمع.
وأوضحوا أن الاحتفال بالأعياد يعتبر من القيم الثابتة للحياة الاجتماعية، حيث أن للعيد نكهته الخاصة ويتوقف أفراد المجتمع عن العمل للتمتع بالحياة والاحتفال بالقيم والعلاقات الاجتماعية خارج إطار العلاقات الاقتصادية، مشيرين إلى أن منظومة القيم في المجتمع تعتبر رمانة الميزان التي تحافظ على توازن المجتمع واستقراره واستمراريته في أداء وظيفته الدينية والدنيوية.
وقال الباحث الاجتماعي الدكتور عبادة الحباشنة، إن وسائط التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تكون بديلة عن الحضور للتهنئة بمثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية، فالحضور والمشاركة له الأثر الكبير الذي لا يمكن أن تحدثه تلك الوسائل مهما حملت من كلمات، لتبقى جامدة غير فعالة إلا لضرورة مثل البعد المكاني أو نطاقات المعارف الكبيرة، ليبقى التزاور والمواجهة المباشرة الأصل في تعزيز الروابط الاجتماعية.
بدوره، أشار مدير العلاقات العامة في جامعة مؤتة الدكتور وليد الرواضية إلى أن ظاهرة الاحتفال بالأعياد تعد محطة اجتماعية ونفسية وثقافية ضرورية في حياة العائلة التي تعلن من خلالها الانتماء الديني العقائدي، لأن هذه الأعياد طبعت نفسها بطابع ديني مقدس، مشيرا إلى أن المحافظة على ظاهرة الاحتفال بالأعياد بالماضي والحاضر والإصرار عليها مرتبطة في أبعادها الاجتماعية والثقافية بمرجعية دينية، فالاحتفال فرصة للتقارب والتماسك الاجتماعي من جهة، وفرصة لإثبات الذات الجماعية وإثبات الهوية الثقافية.
وأكد الشاب الثلاثيني الحاصل على الدرجة الجامعية الأولى في علم الاجتماع من جامعة مؤتة راشد العدينات أهمية معرفة حدود العلاقات الاجتماعية والعلاقات الواجب تقويتها بشكل أكثر في الأعياد، مشيراً إلى ضرورة الحرص على إدخال البهجة والسعادة في نفوس كبار السن من الآباء والأجداد وكذلك الصغار، حيث أن العيد فرصة لإشاعة البهجة والسعادة في النفوس، ولا بد من استثمارها.