أثارت بعض الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بعدم جواز تعليق زينة رمضان احتفاء بقدوم الشهر الفضيل ردودا متباينة بين البعض الذي ايد هذا الطرح، وبين من اعتبر ان زينة رمضان اصبحت من العادات التي تضفي الفرح والسعادة على تحضيرات استقبال شهر الصيام، خصوصا لدى الاطفال.
وقال المفتي في دائرة الافتاء الاردنية محمد حسن الرواشدة ان حرص المسلمين على إظهار البهجة والفرح بحلول شهر رمضان من خلال تعليق بعض الأنوار والفوانيس التي تؤذن بحلوله على نواحٍ من بيوتهم، هو عمل لا حرج فيه من الناحية الشرعية.
واضاف: بل وصف مثل هذا الفعل بعدم الجواز هو ما يُصادم قواعد الشرع، إذ الأصل في الأشياء الإباحة، فلا يخرج من هذه الدائرة شيء إلى غيرها من الأحكام التكليفية إلا بدليل، وزد على ذلك أنه لا بدعة في العادات، فبحلول هذا الشهر الكريم يجدر بالمسلم أن يفرح فيه لأنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة فلا يبقى منها باب مغلق، وتغلق فيه أبواب النار فلا يبقى منها باب مفتوح، وتصفَّد فيه مردة الشياطين، ويُنادي المنادي يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
وزاد الرواشدة: لذا يقبل المسلم على ربه بالطاعة، ويفرح بقلبه بشهر الطاعة ويربط الأجيال بهذا الشهر الكريم من خلال مظاهر مباحة لا سَرَفَ فيها ولا تبذير، تدل على حلول شهر رمضان المبارك.
وبين انه في شهر الصيام لا بدَّ للمسلم أن يحرص على صيامه، خصوصاً في ظل وجود أناس تلبسوا بلباس الدين والعلم اغتالوا صيام الناس بالفتاوى الشاذة، فشذوا عن الجماعة وشقوا الصف المسلم، فالله عهد أن لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلال، فحينا يخرج شخص يدَّعي عدم صحة مواقيت الصلاة فيفطر قبل المغرب ويأكل بعد الفجر، فلا تسمح لمثل هذا أن يغتال صيامك واحتط لدينك، ستسمع أيها المسلم الصائم أحكاماً من أشخاص ادعوا احتكار الحق بين ما هو مفسد للصيام وما هو غير مفسدٍ له فاحذر واحتط لدينك، وإن التبس لديك أمر فاسأل أهل ?لذكر ودائرة الإفتاء العام في بلدنا المبارك تدلك على الحق بالدليل، الحق مما هو ثابت في كتاب لله عز وجل ومما هو مأخوذ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مشفوعاً بكلام علماء المسلمين الأفذاذ، فصيامك وسائر عباداتك دين فلينظر أحدنا عمن يأخذ دينه، ولنحذر من مقولات ومقالات قد تغتال منك الصيام ولا تعذر بهذا عند الله تعالى، واعلم أن الفتوى أمانة ولها ضوابط وشروط وآداب، وبعضها لا يُستورد ولا يُصدَّر إن جاز التعبير فاحتط لدينك واحفظ صيامك.
والصيام ركن من أركان الإسلام، وخصَّ الله عز وجل رمضان المبارك من بين أشهر السنة ليقع فيه هذا الركن العظيم، وفيه أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن، ولذا من الطبيعي أن يفرح المسلم الصادق بحلول هذا الشهر وقدومه، ويستبشر بالخير أن أعطاه الله جل جلاله فسحة في العمر مكنته من إدراك الصيام ليفوز بما فيه من مغانم وأجور، يقول علي بن أبي طالب: «رمضان سيد الشهور؛ صيام في النهار وقيام في الليل وعتق من النيران».