جراءة نيوز -عمان:
أكد الملك عبدالله الثاني أهمية صوت الشباب في "مسيرتنا الإصلاحية الشاملة"، مشددا على ضرورة اغتنام الفرصة التاريخية المتوفرة اليوم لمأسسة عمل الشباب بما يخدم طموحاتهم ويحقق أهدافهم في بناء مستقبل الأردن، والتأثير في صناعة القرار،موضحا خلال لقائه مجموعة من النشطاء في قطاع الشباب من مختلف التوجهات الوطنية،أنه يدعم كل جهد يهدف إلى تعزيز قدراتهم ويمكنهم من المشاركة بفاعلية في صناعة المستقبل "الذي هو مستقبلهم".
وشدد الملك، خلال اللقاء الذي تخلله حوار مع الحضور، على أن الانتخابات القادمة هي مفصل رئيسي في مسيرة الأردن الإصلاحية، وعلى الجميع بمن فيهم الشباب العمل على اغتنام هذه الفرصة والبناء عليها، مؤكدا جلالته "أن صوتكم مسموع ورأيكم مهم ودوركم أساسي في بناء الوطن"،مؤكدا أن الانتخابات النيابية ستجرى بكل نزاهة وشفافية، وأي تدخل بهذا الشأن هو "أمر مرفوض بالمطلق وسأحاسب من يحاول العبث بهذا الأمر".
وقال إن "طموحاتكم ومستقبلكم هو أمانة يجب على الجميع العمل على تلبيتها وتسخير كل السبل والإمكانات اللازمة لتحقيقها، فصوتكم هو ما سيمكنكم من مأسسة عملية المشاركة السياسية على أساس معرفة البرامج الانتخابية التي يجب أن تضع الحلول للتحديات التي نواجهها، وعليكم مساءلة النواب الذين سيتم انتخابهم والحكومات البرلمانية المنبثقة عن ذلك"،معبرا عن دعمه الكامل ومساندته للشباب ودورهم المؤثر في مختلف القطاعات وعلى رأسها القضايا المرتبطة بتوفير فرص العمل والحياة الكريمة.
ودعا جميع الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني على اختلافها إلى إشراك الشباب في مناقشة مختلف القضايا الوطنية، وتأمين فرصة الحصول على المعلومة لهم ليكونوا شركاء حقيقيين في عملية التنمية الشاملة التي تسير إلى الأمام بكل ثقة،مؤكدا أن المرحلة القادمة مهمة في مجال تحقيق الإصلاح الشامل، وقال مخاطبا الشباب: "أنتم تمثلون 70 بالمائة من المجتمع الأردني، ولكم وزن مهم جدا"، مشيرا إلى أهمية أن "تسمعوا صوتكم للجميع".
وشدد الملك على أهمية مد جسور التواصل مع الشباب باعتبارهم يمثلون جزءا مهما في مسيرة الإصلاح السياسي، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية الدور الذي يلعبه الحراك الايجابي في دعم ودفع عملية الإصلاح.
وردا على ما ذكره الحضور من عدم وجود أحزاب وقوى سياسية تمثل طموحاتهم بالشكل الأمثل والمطلوب، دعا الملك الشباب إلى أهمية أن يكون لديهم تصور واضح حول اتجاهات الأحزاب والمرشحين للانتخابات لتطوير مفهوم اليمين واليسار والوسط على أسس برامجية لتتكون لديهم قناعات واضحة حول من يريد أن يمثلهم،وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل وأنه "سيكون بهمة الشباب أفضل"، وقال إن "صوتكم عامل أساسي ومؤثر في نتائج الانتخابات القادمة، وأنا متحمس لدعمكم بكل ما أوتيت من قوة".
وانتقد الملك طريقة التفكير التقليدي لدى البعض عند الحديث عن المستقبل، معربا عن أمله في أن يكون الشباب قادرين على تقديم رؤى جديدة تتناسب مع مستوى التحديات، وتوجيه استفسارات واضحة لمن سيرشح نفسه للانتخابات حول برامجهم،وقال إن "الربيع العربي شكل فرصة مهمة للمضي بالإصلاح وعلى الجميع المشاركة فيها، وعليكم أن تكونوا جزءا من معادلة الإصلاح الأردني".
وأكد أن التعديلات الدستورية الأخيرة هي مقدمة لإحداث تعديلات مستقبلية تخدم مصلحة الأردن وفقا لإجماع وطني وضمن القنوات الدستورية "وحرصنا" على تطوير الملكية الدستورية لتكون على الدوام مثالا في المنطقة.
وأشار الملك خلال اللقاء إلى صندوق تنمية المحافظات، والدور المهم الذي سيقوم به في المستقبل القريب لإيجاد فرص العمل، والمساهمة في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
ولفت إلى من يحاولون احتكار الحضور والمشهد السياسي "فهم نفسهم من عارض سابقا مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية"، مؤكدا أن على الجميع تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والأجندات الخاصة.
ودعا الملك إلى ضرورة استثمار التكنولوجيا الحديثة، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز الحقائق بمصداقية وشفافية، ودور الشباب وحثهم على المشاركة في العملية السياسية، حفاظا على سمعة الأردن وقدرته على جذب الاستثمارات التي تولد فرص العمل للشباب وتحقق التنمية الشاملة في المحافظات.
وقال: "نحن نعيش الآن ما يسمى الربيع العربي لكن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية ستكون الصيف العربي".
وأكد الملك، خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري، أهمية أن تمثل القائمة الوطنية جميع أطياف المجتمع الأردني في مختلف محافظات المملكة،وجرى خلال اللقاء حوار موسع حول مختلف القضايا الوطنية، خصوصا التي تهم الشباب ودورهم في رسم مستقبل الأردن من خلال انخراطهم في العملية السياسية والمسيرة الإصلاحية.
وتطرق الشباب الذين حضروا اللقاء إلى واقع الأحزاب الأردنية، التي تتطلب حسب قولهم، من القائمين عليها تطوير برامجها بما ينسجم مع متطلبات الشباب، واصفين بعض الأحزاب بأنها تكرس الشخص الواحد وليس العمل الحزبي القائم على التشاركية،وقالوا إن الأحزاب ليس لديها برامج عمل واضحة للشباب وما زالت برامجها تقليدية، بحيث تكون منفرة لهذه الشريحة الأكبر في المجتمع.
وأشاروا في معرض حديثهم إلى خطورة المال السياسي الذي يتم استخدامه في حالات معينة في التصويت، وأهمية دور الحراك الشبابي الايجابي في دفع عملية الإصلاح،وقدموا مجموعة من المقترحات التي تمكنهم من الانخراط في الحياة العامة وتشجعيهم على التواصل مع مؤسسات الدولة، ومنها ضرورة تشكيل لجنة شبابية تساعد النواب من خلال إجراء الدراسات والأبحاث.
وعرضوا جملة من القضايا والتحديات التي تواجههم والتي تتصل بمشكلات الفقر والبطالة والفجوة بينهم وبين المسؤولين، مؤكدين ضرورة توفير البيئة الملائمة لهم من أجل مواجهة التحديات التي تضمن مشاركتهم في عملية الإصلاح الشامل،وأشاروا إلى ضرورة توزيع مكتسبات التنمية بعدالة على المحافظات، وإقامة المشاريع التي توفر فرص العمل للشباب من خلال صندوق تنمية المحافظات والبرامج الحكومية الأخرى.
ومن ضمن الاقتراحات التي قدمها الشباب خلال اللقاء إطلاق مبادرات تتضمن إصدار وثيقة معايير لاختيار المرشح المناسب وإجراء مناظرات وحوارات بينهم وبين المرشحين، إضافة إلى إشراكهم في خدمة المجتمع المحلي، وتفعيل دور صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وخاصة في الجامعات لتوعية الشباب بأهمية مشاركتهم في العمل السياسي، والنهوض بالبيئة التعليمية لتكون محفزة لإطلاق الإبداعات.
وأشاروا إلى دور العشيرة ومدى قابليتها كمؤسسة اجتماعية للتطور الديمقراطي، مؤكدين في الوقت ذاته عدم استغلال الولاء للعشيرة على حساب المصالح الوطنية.
وأكدوا مسؤوليتهم في إحداث تغيير جذري في مشاركة الشباب في العملية السياسية والتنموية، مستعرضين التحديات التي تواجههم في هذا الشأن وتشمل ضعف الوعي، والعنف الجامعي، وضعف الثقافة السياسية.
وطالبوا بمواصلة تطوير التشريعات لمواكبة التطور الذي يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات والعولمة.