يواجه طلبة الجامعات في محافظة إربد معاناة يومية، تتمحور بين القيادة المتهورة لبعض سائقي باصات النقل العمومي للوصول بأسرع وقت إلى نقاط تحميل الركاب والتسابق للتحميل وتنزيل الركاب، أو الوقوف على نحو مفاجئ بدون سابق إنذار لتنزيل راكب.
وأجمع الطلبة على أن الباصات من مختلف المناطق لا تتحرك الا عند اكتمال الحمولة، وفي معظم الأحيان يتم تحميل اعداد زائدة للركاب قد تصل إلى 15 راكبا إضافيا، يرافقها مزاجية انتقاء الركاب.
وقالوا: بعض السائقين لا يلتزمون بقواعد السلامة المرورية في باصات الجامعة، مؤكدين أن ادرة السير تراقب باستمرار حركة الباصات، مشيرين الى ان بعض السائقين يفلتون من الرقابة، و إلى كسر كل قواعد المرور.
وطالبوا بتشديد الرقابة على السائقين ووضع كاميرات مراقبة بالمجمعات وبداخل الباصات، لضبط سلوك السائقين والحد من عدم التزامهم.
ويسرد طالب جامعة اليرموك عبادة البراهمة، معاناته مع المواصلات، حيث يضطر للانتقال من منطقة المخيبة التحتا في لواء بني كنانة، والسكن في حريما، معللا ذلك أنه اختار المنطقة الأسرع للوصول من حيث حركة الباصات.
وطالب معتز علي الطالب في كلية اربد الجامعية بتحديد ساعات انطلاق الحافلات، وتخصيص اماكن محددة للتحميل والتنزيل، من قبل الجهات المختصة بحيث يكون لكل باص توقيت معين، لحل معظم المشاكل والمتاعب التي تواجه الطلبة.
وأكد قتيبه خضر من كلية اربد ان هنالك معاناة من باصات بيت راس من حيث تأخر الباصات وتحميل عدد زائد من الركاب، واقترح ان يتم تركيب كاميرات مراقبة داخل الباصات لضبط المخالفات.
وقال احمد عبدالله سكان اربد بيت راس ويدرس في كلية اربد الجامعية إنهم كطلبة يعانون من الفوضى والحمولة الزائدة، وعدم التنظيم، مما يؤدي إلى وصولهم متأخرين إلى المحاضرات.
وقالت طالبة الصحافة والاعلام نسيبة المقابلة إن معاناة الطلبة القادمين من المناطق النائية أشد، مؤكدة أن المعنيين يصمون آذانتهم عن ما يواجههم من مشاكل وصعوبات تؤثر سلباً على أبناء هذه المناطق.
وأكدت أن بعض سائقي الباص العمومي لا يجيدون حسن التصرف مع الطلبة، مطالبة تأهيلهم للعمل في هذا المجال، لأن الاغلبية يمارسون «البلطجة» على الطلبة.
وتستيقظ مينا عبيدات طالبة جامعة اليرموك يوميا الساعة 5 ونصف فجرا، حتى تتمكن من الالتحاق بمحاضرتها التي تبدأ في الساعة الثامنة صباحا، حيث تسكن في قرية كفرسوم، وتحتاج ان تركب مواصلتين حتى تصل إلى الجامعة.
وهو ما يواجهه طالب الدكتوراة في جامعة اليرموك باسل القصيري حيث قال: الطلبة القادمون من القرى يعانون كثيرا من عدم توفر المواصلات بشكل مستمر، ولافتا إلى أنه وفي حالة توفر المواصلة يضطرون ركوبها وقوفا، مضيفا إن عدم ركوب الباص يعني اللجوء لطلب سيارة خصوصي وهي تكلفة إضافية على الطلاب لا يستطيعون تحملها.
من ناحيته لجأ الطالب حذيفة احمد من طلاب جامعة ال البيت ويسكن في لواء الكورة، إلى نظام الدوام يومين بالأسبوع، هروبا من مشقة المواصلات اليومية.
من جانبها قالت مستشارة المدير العام لشؤون المحافظات ومديرة مكتب هيئة النقل في محافظة اربد المهندسة رولا العمري تم اتخاذ إجراءات بالتنسيق مع مالكي الحافلات العاملة على خطوط وتخدم الجامعات، لدمجها ضمن شركات «اندماج او ادارة» لمعالجة بعض المشاكل التي ظهرت بداية الفصل على دوام الطلاب.
وبينت أنه تم تعزيز خط المجمع الشمالي- جامعة العلوم والتكنولوجيا بثلاث حافلات وتم الاتفاق على زيادة عدد الحافلات اذا تطلب الوضع ذلك.
واضافت: بالنسبة لباقي الخطوط، يتم العمل معها على نظام شركات تنظيمية او شركات اندماج وتعزيز الخطوط قبل بداية الفصل.
وأشارت الى ان المشكلة لا تتطلب زيادة عدد الباصات فقط،بل يجب ان يكون هنالك حلول مرورية تخفف الازمات الخانقة التي تؤثر على حركة وتنقل الباصات.
وبينت أن الهيئة وبالتعاون والتنسيق مع رئيس جامعة اليرموك، سيتم العمل على إيجاد ساحة للباصات للتحميل والتنزيل تناسب الطلاب بشكل اكثر آمنا من الوضع الحالي، ودراسة تخصيص مسارب تخدم خطوط النقل العام وتسرع من تردد الباصات خاصة مع تعاون مجلس محافظة اربد مع الهيئة للعمل على انشاء محطات للتحميل والتنزيل بما يخدم الطلاب ويخفف من العشوائية في عمل الباصات.
وبينت أن هنالك توجها كبيرا لدى الهيئة للتنسيق مع إدارة السير ودائرة الترخيص للسماح لحافلات النقل العام لتركيب كاميرات مراقبة داخل الباصات.
وأشارت العمري إلى التزام الشركات بموضوع الالتزام بالجدول الزمنية، الا ان الازمات المرورية تقف عائقا كبيرا في تحقيق تردد الحافلات بالشكل المطلوب.
وأكد امين سر نقابة اصحاب الحافلات عصمت جرادات ان قطاع النقل يعاني من مشاكل منها عدم وجود شبكات نقل متصلة للانتهاء من النقل العشوائي.
واشار إلى أنه من الصعوية ضبط مواعيد إنطلاق الرحلات، لأن إنطلاق الحافلة دون اكتمال حمولتها ستسبب خسائر لصاحب الحافلة بسبب ارتفاع اسعار المحروقات والكلف التشغيلية وابقاء اجور النقل كما هي.
وطالب الجرادات من الحكومة دعم قطاع النقل العام باعتباره يتحمل ارتفاع الكلف التشغيلة واردف قلائلا: اذا استمر الوضع على هذا الحال سيفقد خدمة النقل الكثير من المناطق ويجب تفعيل صندوق دعم الراكب الموجود في القانون ولم يتم العمل به منذ ٢٠١٧».
بالنسبة لتغير مسرب الحافلات من بعض السائقين طالب الجرادات توضيح مسارات الحافلات داخل المدن ودمج هذه الخطوط بنظام الشركات الذي يحد كثيرا من هذه المشاكل بصورة كبيرة لافتا الى ان هنالك نية لوضع كاميرات داخل الحافلات.
واكد مصدر في إدارة سير إربد أنه تتم متابعة جميع سائقي النقل العمومي عن طريق المباحث المرورية ورقباء السير، وفي حال ضبط احد المخالفين تحجز مركبته لمدة ١٤ يوما مع مخالفة مالية تربط بكفالة عدلية بعد تحول السائق للحاكم الاداري وفي حال تكرار المخالفة يتم وضع نقاط على رخصة السائق حسب نوع المخالفة وقانون السير.