منذ الخميس الماضي، وآلاف السوريين يحتفون بالطفلة الصغيرة شام، صاحبة الـ7 سنوات التي حصدت لقب "تحدي القراءة العربي" في موسمه السادس تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعد منافسة مع أكثر من 22 مليون طالب من 44 دولة.
إلا أن هذه الفرحة لم تجمع كل السوريين على قلب واحد رغم كل الاحتفال، بل أعادت تظهير شرخ الحرب الممتد بينهم منذ أكثر من 11 عاماً بين مؤيد ومعارض، وذلك بعدما أطلّت الطفلة تشكر رئيس النظام بشار الأسد، وسط اتهامات لناشطين معارضين تؤكد أنها تيتّمت بسببه حيث قتل أباها بغارة جوية على ريف حلب عام 2015.
بينما أفاد آخرون بأن والد شام كان من أوائل المتظاهرين الذين خرجوا في جامعة حلب عام 2012 مطالباً بإسقاط النظام، ثم انخرط في القتال ضده إلى أن قتل بعد سنوات.
قتل والدها النظام فكيف تشكر رئيسه؟!
لكن والدتها أوضحت أن زوجها قتل عام 2015 بتفجير إرهابي استهدف منطقتهم في حلب، وأن ابنتها أصيبت بشظايا أيضاً إثر الحادث. وبينما شكك البعض بكلامها، قالوا إنها مضطرة لتبني رواية النظام .
كما أكد معارضون أن القصة الحقيقية مغايرة تماماً لكلام الأم ووسائل إعلام النظام، مشددين على أن الأب قتل في قصف موثق لقوات الأسد في مدينة خان طومان بريف حلب في 20 كانون الأول/ديسمبر 2015.
وأضافوا أن محمد البكور والد شام، من مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، وكان يعمل حارساً في مطاحن الذاكري في منطقة خان طومان التي كانت ساحة حرب مشتعلة بسبب محاولة قوات النظام وحلفائه تأمين السيطرة على ريف حلب الجنوبي.
وحين قصف النظام المطاحن والطريق المقابل، قتل الشاب.
والجدير ذكره أن قضية شام لم تكن الأولى التي انقسم حولها السوريون خلال سنوات الحرب، فقبلها اشتعل جدل كبير حول تأييد المنتخب الوطني لكرة القدم، وجدالات أخرى طالت فنانين ومشاهير.
لفتت كل الأنظار إليها
يشار إلى أن شام البكور ابنة محافظة حلب، كانت حصلت على لقب بطلة سوريا في "تحدي القراءة العربي" ضمن منافسات التحدي الذي تقيمه دولة الإمارات بنسخته السادسة هذا العام، وتشارك فيه سوريا لأول مرة. وقد نافست الصغيرة على اللقب على المستوى العربي 18 مشاركا يمثلون 18 دولة عربية.
واستطاعت شام التي قرأت ما يزيد عن 100 كتاب كما قالت، أن تلفت الأنظار إليها، وتصبح محط اهتمام إعلامي محلي وعربي، بعد أن ظهرت في عدد من الفيديوهات واللقاءات وهي تتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة متميزة.
يذكر أن مسابقة تحدي القراءة العربي انطلقت قبل 6 أعوام، وتشترط قراءة 50 كتاباً شرطاً أولياً لدخول المنافسة، وشارك في نسختها لهذا العام 22 مليون طالب من 44 دولة حول العالم.