لاجئون بعشرات الآلاف، معظمهم من دول عربية، مهددون بالطرد غير الرحيم فيما لو صح ما تؤكده كل الاستطلاعات، وهو أن الفوز بالمنصب الأول في إيطاليا التي تجري فيها انتخابات تشريعية مبكرة اليوم الأحد، سيكون من نصيب المرشحة الأوفر حظا لقيادة البلاد البالغ سكانها 60 مليونا، وهي امرأة يمينية متطرفة "فاشية الميول، معجبة سابقا بموسوليني، وكارهة للأجانب" اسمها Giorgia Meloni وعمرها 45 سنة و9 أشهر.
ميلوني، الأم لابنة وحيدة من شريكها Andrea Giambruno الصحافي بقناة تلفزيونية محلية، هي زعيمة حزب Fratelli d'Italia أو "اخوة ايطاليا" الذي أسسته بعد انقسامها في 2012 عن حزب "شعب الحرية" الموصوف بأنه وريث حركة إيطالية فاشية جديدة، تستمد اتجاهاتها العقائدية من الشعور القومي والمتشكك بأوروبا، وفقا لما قرأت "العربية.نت" بالوارد في سيرة حزبها المتزعم بالانتخابات ائتلافا من اليمين واليمن المتطرّف، تؤكد الاستطلاعات فوزه اليوم أيضا بسهولة.
كما في الفيديو المعروض أعلاه، مزيد من المعلومات المترجمة عنها، ومنه أن والدتها "العزباء" هي التي ربتها منذ غادر والدها العائلة بعد ولادتها. مع ذلك دخلت عالم السياسة، بعمر 15 وأصبحت عضوا بالبرلمان وبالكاد كان عمرها 21 تقريبا، ثم أصبحت وزيرة في 2008 وعمرها ذلك الوقت 31 سنة فقط.
بفوز تحالفها اليميني المرتقب، ستتولى جورجيا ميلوني التي لم تشارك منذ 2011 بأي حكومة، رئاسة أول حكومة يمينية متشددة غير مسبوقة في البلاد، منذ الفاشستي الشهير "بنيتو موسوليني" الذي حكم بدءا من 1922 وانتهى مع عشيقته Clara Petacci قتيلا في 1945 برصاص ثوار من "حركة المقاومة الإيطالية" اعتقلوا معه 17 آخرين، ومضوا بهم الى محطة بنزين قرب بحيرة "كومو" الشهيرة في إقليم "لومبارديا" بالشمال الإيطالي، وهناك صلبوه مقلوب الرأس، مهانة وتشفيا.
"حماية إيطاليا"
أما عن انتخابات اليوم، فيشير آخر وأحدث استطلاع، أن حزب "اخوة ايطاليا" حصل وحده على 25 % من نوايا التصويت، فيما فشل قادة الأحزاب السياسية الرئيسية الأخرى، جذب مقترعين بتجمّعات انتخابية أخيرة أقاموها قبل "الصمت الانتخابي" الذي بدأ مساء الجمعة ويستمرّ حتى إغلاق صناديق الاقتراع الأحد، ولكن لم يظهر لما أقاموه أي أثر إيجابي لهم في الاستطلاع، الا فيما ندر، بحسب ما يمكن استنتاجه مما بثته الوكالات.
وفي الوقت نفسه، كان Matteo Salvini حليف جورجيا ميلاني وزعيم حزب "الرابطة" المناهض للهجرة وقبول اللاجئين، مهيمنا هو الآخر بالاستطلاعات وجذب المنتخبين، فقد حصل على 12% جعلته يستمد عزيمة جديدة، إلى درجة أنه طالب باستقالة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بعد أن هدّدت الخميس الماضي بعقوبات على إيطاليا "اذا انتهكت المبادئ الديموقراطية للاتحاد الأوروبي" المتابع للانتخابات في ظل التعاطي الحساس مع العقوبات على موسكو، واحتمال ولادة خلافات بين المفوضية الأوروبية والحكومة الجديدة إذا تشكلت من أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
ولم يحصل "الحزب الديمقراطي" وهو يسار وسط، إلا على 21 الى 23 % من نوايا التصويت، فيما ذهبت 15 % الى Movimento 5 Stelle أو "حركة النجوم الخمسة" اليمينية الشعبوية، ثم 8 % إلى Forza Italia أو "هيا إيطاليا" اليميني، وهو حزب رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني، مع إمكانية أن يمتنع 30 % عن التصويت، لذلك فالمرجح أن يحصل الائتلاف على الأغلبية المطلقة بمجلسي النواب والشيوخ، ويفرض برنامجه، وملخصه: تخفيف البيروقراطية وإغلاق الحدود و"حماية ايطاليا من الأسلمة" ورفع نسب الولادات والتخفيف من تدفّق المهاجرين وتعزيز القيم "اليهودية والمسيحية" وتخفيض الضرائب.