شهدت القمة الثنائية التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جوزيف بايدن امس، على هامش قمة جدة أمس، اعادة تأكيد أميركا لأهمية الدور المحوري للأردن بقيادة جلالته، في تعزيز السلم والأمن العالميين، وحرص واشنطن على تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية وترسيخ الشراكة مع المملكة.
واعتبر مراقبون أن العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة تاريخية وقوية، في ظل تأكيد الرئيس بايدن لأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الأردن كمركز إقليمي مهم للتعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي والمناخ، بالإضافة الى التأكيد على الدعم المطلق للأردن كحليف رئيس للولايات المتحدة وقوة للسلام في المنطقة، ولقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكدوا أهمية رؤية جلالة الملك الاستشرافية حول مختلف قضايا المنطقة ومستقبلها، وفهمه العميق لمتطلبات تحقيق السلم والأمن العالمي، ما تنظر اليه الادارة الاميركية بعين الاحترام والتقدير، ويعزز التزامها المتين مع الأردن كأحد أقوى حلفائها في العالم.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، أن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والأردن قوية وممتدة، وإن ما يشاركه جلالة الملك مع الادارة الاميركية من آراء ونصائح وتعليقات مهمة وذات قيمة كبيرة، إلى جانب الموضوعات المتعلقة بقضايا المنطقة وقضايا أخرى، لتعزز من الدور الاقليمي الذي يلعبه الأردن في هذا الاقليم الملتهب من العالم.
وأضاف "يمكننا اليوم ملاحظة قوة هذا الدور المحوري للأردن من خلال النظر لتأثير رأي المملكة بقيادة جلاله الملك في أروقة صنع القرار في العالم أجمع، وأيضاً من خلال الاحترام والتقدير الذي يلقاه الأردن ويتميز به في المحافل الدولية وغيرها”.
وأضاف أن دول المنطقة والعالم تقدر الدور المحورى للمملكة، وجهودها المخلصة الرامية لإرساء دعائم الاستقرار وتحقيق ما تتطلع إليه الشعوب العربية والإسلامية، والوقوف إلى جانب قضايا الشرق الأوسط المستحقة.
واضاف الحجاحجة "بالنظر الى واقع علاقات الأردن الدولية، نجد أنّ المملكة وبرغم صغر مساحتها وقلّة عدد سكانها، الا انها تلعب دورًا مهما، ويقع في محور اهتمامات المجتمع الدولي، وعلى الأخصّ فيما يتعلّق بالأمن والسياسة، وفي ضوء ذلك تشكّلت خريطة علاقات الأردن الدولية”.
من جهته، يقول الوزير الاسبق مامون نور الدين، ان الأردن تمكن من المحافظة على استقرار سياسي نسبي في وسط هذا الإقليم المشتعل شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً، وهذا الصمود، يعد انجازا في نظر كثير من المراقبين، لذلك يحاول صناع القرار في الأردن اتباع سياسة متوازنة تتعامل بواقعية مع كل الملفات والقضايا السياسية التي تواجهها المملكة والتي تنعكس، بشكل أو بآخر، على أوضاعها العامة، ما جعل من الأردن أكثر الدول استقراراً.
وأضاف، يجب ألا ننسى الدور الإقليمي للأردن بتقديم الفكر الإسلامي والوسطي المعتدل، ومحاربة الفكر المتطرف وجعل الأردن مركزاً إقليمياً لمحاربة التعصب والإرهاب الأعمى الذي ألحق ضرراً فادحاً بالاسلام وبالعالم الاسلامي ومستقبل الأجيال.
وقال نور الدين، ان الاردن بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أصبح يلعب دورا إقليميا ودوليا، ما جعل قادة العالم يكنون له الاحترام والتقدير، موضحا إن مشاركة الأردن بقيادة جلالة الملك في قمة جدة، تأكيد على الدور المحوري للأردن في الوضع الإقليمي وقيامه بدور فاعل في المنطقة.
بدوره، اشار السفير السابق سمير مصاروة لأهمية الدور المحوري الفاعل للأردن في المنطقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي يستند على تفعيل جهود استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين.
وأوضح مصاروة ان مشاركة جلاله الملك في قمة جدة ولقاءه الرئيس الاميركي على هامش القمة، حملت رسائل للداخل والإقليم، وأكدت مركزية الدور الأردني في العديد من القضايا الاقليمية، وأهمها القضية الفلسطينية وضمان الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة.
في القضية الفلسطينية، قال مصاروة ان المشاركة الأردنية عززت دور المملكة بالتعاون مع الأطراف العربية الفاعلة، في التمهيد لعودة طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات، وصولا إلى تنفيذ حل الدولتين والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
أما الرسائل الإقليمية، فأكدت المشاركة أهمية الأردن بقيادة جلالة الملك في إقليم الشرق الأوسط، أولا من ناحية الفهم العميق لجلالة الملك لترابطات وتعقيدات المشكلات التي تعيشها دول الإقليم، وثانيا لقدرة جلالته على توجيه النصح في كيفية معالجة هذه القضايا وتخفيف التوترات لضمان أن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والسلام.