وقف صامدا محتسبا مصيبته في فقدان نصف ثمرة حياته عند الله؛ لا يردد سوى: «الحمدلله احتسب فرحة حياتي الـ3 شهداء عند الله»، ثم يقف وهلة ويعود ليعدد خصالهم وتفوقهم الذي طالما تباهى به أمام الجميع وحلمه في أن ينشئ لهم عيادة خاصة لكن القدر كان له كلمته في أن يحتضنهم التراب بوقت واحد في مشهد مهيب، بينما ودعهم المئات خلال أيام الشهر الكريم.
أحمد عثمان، والد الأشقاء المصريين الثلاثة طلاب كليتي طب الأسنان والصيدلة بجامعة سيناء، الذين رحلوا في حادث سقوط السيارة بإحدى الترع على طريق القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، أثناء عودتهم إلى مسقط رأسهم، روي بأول ظهور له كواليس وفاة فلذة كبده والسر وراء بناءه 3 مقابر جديدة بشكل سريع وتخصيص واحدة لكل جثمان في قرية «أم الرزق» بمحافظة دمياط.
وقال «عثمان»، والد آية البالغة من العمر 24 عاما المعيدة في كلية صيدلة، ومحمود صاحب الـ22 طالب في طب الأسنان، والثالثة آلاء طالبة في نفس الكلية: «مفيش مقابر عندنا هنا، بس الموجود مقابر العيلة وكل واحد بيقول دي بتاعتي محدش يدخل معايا، وأنا عندي 3 في وقت واحد»، وفقا لصحيفة الوطن.
يمتلك والد الأشقاء الثلاثة الراحلين، قطعة أرض خاصة به والتي أنشأ عليها أول مقابر خاصة به شهدت دفن أبناءه: «اضطريت ابني مقابر واتصلت على جدهم وخلص كل حاجة وقالوا لازم 3 عيون عشان طريقة الدفن الصحيحة».
أما عن طريقة الدفن الصحيحة، سبق وأن أوضحت دار الإفتاء المصرية في منشور عبر صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك»: «في حال امتلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للحاجة أو الضرورة».
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه يجب الفصل بين الأموات بحاجز: «حتى ولو كانوا من جنس واحد رجالًا أو إناثًا، وإذا حصلت الضرورة يمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبوٍ من طوب أو حجارة لا تَمَس جسمه، ثم يوضع على القبو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد».