قبل أشهر، وتحديداً في مارس/آذار الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أنه من الممكن أن يصبح انتشار فيروس كورونا المستجد موسميا، إلا أنها أوضحت حينها أن البيانات لا تزال غير كافية لاقتراح الاعتماد على الطقس وجودة الهواء لتكييف تدابير مكافحة الجائحة.
كما لفت في تصريح لإذاعة ألمانية نقلته صحيفة "الغارديان"، أنه وفي الوقت الحالي يعتبر العالم في مرحلة انتقالية، مشيراً إلى أن الهدف التالي يكمن بتطعيم 80٪ من السكان في ألمانيا البالغين بشكل كامل.
ومن ثم ستوضع الخطط خلال الأشهر المقبلة لتطعيم الأطفال وقياس مدى سرعة فقدان أولئك الذين تم تطعيمهم مناعتهم.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن يكون كبار السن على وجه الخصوص هم الذين لا يتفاعلون بقوة مع اللقاح، وبالتالي ستكون مناعتهم أضعف.
إلى ذلك، توقّع أن يرى بحلول الخريف، تغيرات واضحة بمناعة الأشخاص لحال أفضل، وسيبقى الوقت أكبر لدراسة متغيرات الوباء وتحوراته.
الجدير ذكره أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة كانت شكلت فريق عمل يضم 16 خبيرا لدراسة تأثير عوامل الأرصاد الجوية وجودة الهواء على انتشار الفيروس.
وقدّر الخبراء في تقريرهم الأول أن موسمية الأمراض الفيروسيّة التنفسيّة التي تتفاقم في ذروة موسم البرد، توحي أن كوفيد-19 سيكون على الأرجح مرضا موسميا إذا استمر عدة أعوام.
كما أظهرت الدراسة أن انتشاره قد يصير موسميا بمرور الوقت، مما يشير إلى أنه قد يكون من الممكن الاعتماد على عوامل الأرصاد الجوية وجودة الهواء لرصد المرض وتوقعه في المستقبل، إلا أنهم اعتبروا أن من المبكر الاعتماد على العوامل الجوية ونوعية الهواء.
وأشاروا إلى أن آليات التحكم في انتشار فيروس كوفيد-19 العام الماضي ارتكزت بشكل رئيسي على التدخلات الحكومية وليس على عوامل الأرصاد الجوية.
إلى ذلك، أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه بينما وجدت الدراسات المختبرية بعض الأدلة على أن الفيروس يعيش لفترة أطول في الظروف الباردة والجافة، إلا أنه لم يتحدد بعد ما إذا كان لعوامل الطقس تأثير كبير على معدلات العدوى في ظروف واقعية.
وخلص فريق المختصين إلى أنه لا توجد بعد أدلة قاطعة حول تأثير العوامل المرتبطة بنوعية الهواء.
يشار إلى أنه ورغم وجود معطيات أولية بأن سوء جودة الهواء يرفع معدلات الوفيات، إلا أن الخبراء لفتوا إلى أنه لم يثبت أن التلوث له تأثير مباشر على الانتشار عبر الهواء لفيروس سارس-كوف-2 المسبب لكوفيد-19.