حذر مراقبون إسرائيليون من تسبب فشل العملية العسكرية ”حارس الأسوار" التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، طوال 11 يوما، في ضربة قاصمة للإستراتيجية الإسرائيلية القائمة على الحفاظ على الفصل التام في المنظومة الإدارية بين رام الله وغزة، إذ يرون أن العملية العسكرية التي زادت من شعبية حركة حماس، تمهد الطريق لسيطرة الأخيرة على الضفة الغربية.
وقالت صحيفة ”ماكور ريشون" العبرية، في تقرير لها نشرته اليوم الأحد، إن إسرائيل عملت منذ سنوات على الحفاظ على الوضع الراهن الخاص بالفصل التام بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحركة حماس في قطاع غزة، مشيرة إلى أن ”لدى حركة حماس هدفا تسعى لتنفيذه في المرحلة المقبلة، يتمثل في السيطرة على الضفة الغربية، وإعلان إقامة دولة فلسطينية هناك".
ونوهت الصحيفة، بأن لدى قيادة حماس رغبة في تغيير الوضع الراهن الذي فرضته إسرائيل، حيث عملت الأخيرة طوال سنوات على الحفاظ على الفصل بين غزة ورام الله، والإبقاء على العزلة بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة، مضيفة أن صانع القرار في إسرائيل مستعد لدفع ثمن فادح مقابل بقاء هذا الوضع الراهن.
ورأى مراقبون إسرائيليون، أن ”صور القيادي في حماس، يحيى السنوار، وهو يتجول في شوارع غزة، بعد يومين من وقف إطلاق النار، يؤشر على معرفته بأنه لم يعد هدفا للاغتيال بالنسبة لإسرائيل، وأن الأخيرة ترغب في تثبيت الوضع الراهن فيما يتعلق بعلاقة الانفصال بين رام الله وغزة".
واعتبر المراقبون أن من بدأ التغيير في الوضع الراهن، هو رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس نفسه، حين أعلن في كانون الثاني/ يناير الماضي، إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، أدرك بعدها أنها بمثابة ”الموت السياسي"، بعد أن كان يستهدف تعزيز شرعيته على رأس السلطة ولا سيما أمام الإدارة الأمريكية.
واعتبر المراقبون، أنه ”في مقابل وضع عباس المتردي، وحركة فتح التي تعاني من انقسامات، أظهرت حماس أنها تمتلك موقفا موحدا، وكادت أن تسيطر على المجلس التشريعي وعلى منظمة التحرير الفلسطينية عبر صناديق الانتخابات، وحين أدرك عباس ذلك متأخرا، أعلن إلغاء الانتخابات، وهنا عملت حماس على الانتقال للمرحلة التالية، عبر عملية (سيف القدس) التي استهدفت وضع المسجد الأقصى كبؤرة لتوحيد المواقف بين الفلسطينيين في غزة والضفة وعرب الداخل".
ووفق الصحيفة، تحاول إسرائيل الحفاظ على الوضع الراهن، وتقول: إنها ”حققت إنجازات عسكرية ضد حماس خلال العملية الأخيرة، لكن حماس بدورها، أعلنت نجاحها في توحيد كل القوى في غزة والضفة وعرب الداخل، دون الاكتراث بحجم الدمار الذي لحق بالقطاع".
ورأت الصحيفة أن هدف قيادة حماس، هو استمرار توحيد القوى الفلسطينية المختلفة من حول الحركة، مضيفة أن ”هذا الهدف هو حرب حماس الحالية وحربها المستقبلية".
وبينت أنه ”في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل الحفاظ على أساس الفصل بين السلطتين في رام الله وغزة، انتقلت حماس إلى الهدف الأكبر، وهو السيطرة على عقول الشباب في مناطق السلطة الفلسطينية وعرب الداخل".