خلال الفترة الماضية، طفت على السطح جرائم الاغتصاب في باكستان محدثة ضجة كبيرة، وسط احتجاجات السكان لإيقافها ومعاقبة الفاعلين.. وأمام عجز السلطات.
إبان هذا الوضع، طلّ رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، بتصريحات أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المحلية حتى وصل صداها اليوم لمنظمات دولية.
فقد أعلن خان أن اللوم في ارتفاع معدل هذا النوع من الجرائم يقع على ملابس النساء، واعتبر ما قال إنه "ابتزال في اللباس" على أنه وراء العنف الجنسي.
وتسببت تصريحات رئيس الوزراء الذي أدلى بها في محادثة مباشرة على الهواء مع التلفزيون الرسمي في برنامج "رئيس الوزراء معك على الخط"، وفيها أجاب عن أسئلة من الجمهور الأحد الماضي، ونشرتها وكالة "أسوشييتد برس" اليوم، بصدمة كبيرة وتنديدات، وذلك بعدما ردّ خان على سؤال متصل عن إجراءات الحكومة بشأن تصاعد العنف الجنسي خصوصاً ضد الأطفال، منتقداً ما سمّاه "الابتزال" في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، زاعماً أن هذا هو السبب في التدهور الأخلاقي الذي يؤدي إلى التحرش الجنسي، وفقاً لتعبيره.
ووصل صدى تلك التصريحات إلى المنظمات الدولية، حيث انتقدت جماعات حقوقية كلام رئيس الوزراء الباكستاني، ووصفه نشطاء حقوق النساء بأنه يقدم العذر للمغتصبين ويلوم النساء.
كما وصفت لجنة حقوق الإنسان المستقلة في باكستان تصريحات خان بأنها غير مقبولة ومثيرة للخزي.
وقالت في بيان "إن تصريحات خان لا تشير فقط إلى جهل مرتبط بكيف ولماذا وأين يقع الاغتصاب، وإنما أيضا تلقي باللوم على من تعرضن للاغتصاب"، وفق تعبيرها.
وطالبت المنظمة باعتذار من خان والتزام بأن تتعامل إدارته مع الاغتصاب "كعمل عنف".
الجدير ذكره أن هناك ما لا يقل عن 11 حالة اغتصاب يتم الإبلاغ عنها في باكستان يومياً مع أكثر من 22000 حالة اغتصاب تم إبلاغ الشرطة بها في جميع أنحاء البلاد في السنوات الماضية، وفقًا للإحصاءات الرسمية.
ومع ذلك، تمت إدانة 77 متهماً فقط، وهو ما يمثل 0.3% من العدد الإجمالي.