أطلت الفنانة السورية أمل عرفة، يوم أمس الأربعاء، على جمهورها عبر برنامج إذاعي محلي، تحدثت خلاله عن اللحظات الأخيرة في حياة والدها، كما وافقت على مقولة "إن الفنانات اللبنانيات سرقن الضوء من نظيراتهن السوريات"، وأكدت أن النساء المستقلات ماديًا في الوطن العربي، مستعدات للتخلي عن أزواجهن.
وفي التفاصيل، حلًت عرفة ضيفة على برنامج "بودكاست المختار" الإذاعي، وقالت إن الحياة لم تأخذها يومًا من والديها، مشيرة إلى أن ما تتذكره من والدتها ووالدها في لحظاتهما الأخيرة، أنهما كانا يطلبان بدعائهما الخير لها ولإخوتها.
وقالت: "في الشهرين الأخيرين من حياة والدي المؤلف الموسيقي الراحل سهيل عرفة، قال لنا الأطباء إنه لم يتبق له الكثير نتيجة إصابته بمرض عضال"، مضيفة أنها تعاملت مع الأمر بعقل كبير وإيمان مدهش، تعلمته من والدها الراحل.
وأشارت خلال اللقاء، إلى أن استقباله لإصابته وللجرعات الكيميائية كان مدهشًا أيضًا، كما أنه قام بحلق شعره حتى لا يراه يتساقط يومًا عن يوم، لافتة إلى أنه دائمًا ما كان يُخفي ضعفه عن عائلته.
كما تحدثت عرفة عن طلبها من والدها أن يبكي، كونها تريده أن يرتاح من كل ما في داخله من ألم، فبكى بحضنها، معربة عن شعورها حينها بأنه شعور سماوي ورباني، لافتة إلى أنها كانت إلى جانبه برفقة إخوتها لآخر نفس.
وفي ساعاته الأخيرة، طلب من عائلته قلم وورقة، لكنه لم يستطع الكتابة، مشيرة إلى أنها أدركت ما كان يود قوله، كونه دائمًا ما كان يقول لها إنه لا يعرف التاريخ والوقت الذي سيموت به، لذا أخبرته بهما وخرج منه آخر زفير في وجهها وهمست في أذنه بأنه كان أفضل أب، وأن الله لن يخذله كونه لم يقم بخذلان أحد.
كما أوضحت عرفة، أن وفاة والدها كانت بمثابة درس قوي لها، كونها عملت على نفسها كثيرًا عقب وفاته، كما أن حزنها على مغادرته امتص نذالة الأشخاص من حولها والخذلان من أصدقائها ورفاق عمرها، مما جعلها أقوى وتدرك أنه على كل شخص رفع الحواجز ومعرفة قيمته، حتى لا يتمكن أي شخص من دخول حياته بل يفتحها -فقط- في وجه من يستحق.
وبالحديث عن تعليق الكاتبة السورية نور شيشكلي، على مسلسل "جريمة شغف"، والذي وصفته أنه قد يكون من أقل الأعمال التي كتبتها نجاحًا، كون النص لم يظهر بالشكل الصحيح والمستوى المطلوب، قالت عرفة، إن شيشكلي أدرى بما كتبت، مؤكدة على أن العمل لم يحقق النجاح المرجو، وذلك بسبب اللامنطقية في النص والصورة.
وأضافت عرفة أنها لا تحمّل مسؤولية الأمر إلى المخرج أو الكاتب، بل هي مسؤولية جماعية، مشيرة إلى أنها شاركت في العمل من أجل الجانب المادي، كون الشخصية لا تضيف شيئًا على الصعيد المهني، ودورها في العمل مرّ مرور الكرام.
وعن سرقة الفنانات اللبنانيات للضوء من الفنانات السوريات، وافقت عرفة على تلك المقولة، وذلك بسبب المنتجين السوريين وكل من يتهافت على الدراما المشتركة والتي تراها مصطنعة، لافتة إلى أنها ستعمل فيما لو عرض عليها المشاركة في عمل دراميّ مشترك، كون الفن مصدر رزقها، ومشيرة إلى أن ما أمنته من نقود خلال مسيرتها، صرفته على مسلسل "سايكو"، كما أنها باعت سيارتها لتفي بعض ديونها، متأملة بشيء جميل في طريقه إليها.
وعن تراجع أسماء النجمات السوريات عربيًا، لفتت عرفة إلى أننا نشهد تراجعًا في الدراما السورية ككل، مبينة أن الدراما السورية ليست دراما فردية ولا تعتمد على اسم نجم واحد، بل يقوم العمل السوري على نجمين أو أكثر، موضحة أن المشكلة في البرامج والمحطات التي تشطب أسماء السوريين من القائمة، لذا فهي تطالب بسوق داخلية سورية بحتة كما في مصر، حتى يساندون بعضهم في سوريا.
أما عن السوشال ميديا، أوضحت عرفة أنه لا يمكن القول إن مواقع التواصل الاجتماعي عالم افتراضي، لأنها ليست كذلك، مشيرة إلى أنه فيما لو لم يكن لأي منا تواجد على السوشال ميديا، فهو غير موجود في الواقع، كون مواقع التواصل أصبحت حقيقية وأمرًا واقعًا.
وعلى الصعيد الشخصي، أكدت عرفة أنها وضعت ثلاثة أركان وثوابت أساسية في حياتها، وهي: نفسها، وبناتها، وعملها، كما أن أي شيء سيخفف من تركيزها على أي من تلك الثوابت مرفوض، لذا فيما لو دخل رجل حياتها ليكون ركنًا رابعًا وأساسيًا أو لم يأت، ستبقى هي امرأة مستقرة وسعيدة وراضية.
وعما ينقص السيدة فيما لو لم يكن الرجل موجودًا في حياتها، أشارت عرفة إلى أنه إذا كانت المرأة مستقلة ماديًا تقل حاجتها للرجل عن المرأة التابعة ماديًا، جازمة بأن 90% من النساء المستقلات ماديًا في الوطن العربي، مستعدات أن يتخلين عن أزواجهن، مبينة أنها في الوقت الحالي أدركت قيمتها الإنسانية، كونها تستمتع بلحظاتها مع بناتها دون أن تحسب حسابًا للغد.