يستمر مسلسل التقاتل في لبنان، على المواد والسلع المدعومة من الدولة، على وقع الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة.
وفي جديد فصول تلك المحنة التي لم يشهد لها هذا البلد الصغير مثالاً منذ عقود، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بفيديو يظهر تهافت المواطنين في أحد السوبرماركات على شراء زيت مدعوم.
وكثرت التعليقات على هذا المشهد الذي تكرر في الفترة الماضية، فكان بينها: "يستمر مسلسل المواد المدعومة وإذلال المواطنين وصمت الرسميين!!".
يأتي هذا بينما يعاني اللبنانيون من أزمة غذائية حادة وفقدان المواد المدعومة من المحلات والسوبرماركات.
يذكر أن لبنان شهد في أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت أشهراً تطالب بتغيير الطبقة السياسية كاملة بسبب فسادها وعجزها عن حل أزمات مزمنة. وسقطت حكومة كان يرأسها سعد الحريري في حينه. فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، ما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مئتي قتيل ودمر أجزاء واسعة من بيروت.
وبعد طول انتظار، كلف الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2020 سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة.
غير أن الطبقة السياسية في لبنان بكامل مكوناتها اليوم لا تزال تتصارع في ما بينها. والنتيجة أن لا حكومة حتى الآن قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية يضعها المجتمع الدولي شرطاً لحصول البلاد على دعم مالي يساعدها على الخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي.
كما تبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة قريباً بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاثنين إلى القصر الجمهوري أدلى بعدها بتصريح مدو أكد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر، وعكس عمق الهوة الكبيرة بين الطرفين.
إلى ذلك تجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرف الدولار الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجاً إلى حدود 11 ألفاً.
ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. وتوقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.