نجحت أول عملية زرع وجه ويدين في العالم لشاب أمريكي يدعى "جو ديمو"، ويبلغ 22 عامًا؛ إثر تعرضه لحادث سيارة أليم قبل عامين، حيث غلبه النوم أثناء قيادته لسيارته بعد العمل في نوبة ليلية، لتصطدم سيارته برصيف وعمود إنارة؛ فتنقلب وتشتعل فيها النيران.
ووفقًا لصحيفة «ميرور» البريطانية، أمضى "جو"، شهورًا في وحدة الحروق بمستشفى نيوجيرسي وأكثر من شهرين في غيبوبة طبية ثم خضع لـ20 عملية ترميمية وتطعيمات جلدية متعددة لعلاج حروقه الواسعة التي كانت من الدرجة الثالثة فيما يزيد عن 80 % من جسده.
بدأ فريق ديمو الطبي في مركز «لانجون هيلث» بنيويورك في الاستعداد لعملية الزراعة خاصة بعد بتر أطراف أصابعه وفقد شفتيه وأذنيه وجفنيه من أثر الحريق، لكن كان روح المريض قوية جدًا ولديه أمل كبير في عدم الرغبة في العيش بهذه الطريقة لبقية حياته.
وأوضحت الصحيفة أنه في شهر أغسطس الماضي أجريت الجراحة الخطيرة للشاب الأمريكي نظرًا لأن العمليات الجراحية التقليدية لا يمكن أن تساعده على استعادة الرؤية الكاملة أو استخدام يديه، حيث استغرقت العملية 23 ساعة بواسطة 16 طبيبًا وأكثر من 120 متخصصًا في الرعاية الصحية بين غرفتي عمليات.
قدم جو ديمو من خلال الصحيفة رسالة دعم وأمل من منطلق عمليته التاريخية والنادرة خاصة لمن مروا بنفس ظروفه في جميع أنحاء العالم، معلقًا: « لم أصدم عندما رأيت وجهي لأول مرة ، فقد كان التورم ينخفض كل يوم حتى أنني أرى عظام وجنتي الآن، هناك دائما ضوء في نهاية النفق المظلم؛ فلا تستسلم أبدا».
ووجه جو شكرًا كبيرًا لأسرة المتبرع له بالوجه واليدين خاصة أن الفريق الطبي واجه تحديات كبيرة في العثور على متبرع وسط ظروف جائحة فيروس كورونا إضافة إلى أن فرصة العثور على وجه ويدين من نفس الجنس ولون البشرة وقوة اليد، والأهم يتطابقان مع جهاز المناعة.
ووفقًا للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء في جميع أنحاء العالم، أجرى الجراحون ما لا يقل عن 18 عملية زرع وجه و 35 عملية زرع يد، لكن تعد عمليات زراعة الوجه واليدين المتزامنتين نادرة للغاية وقد تم تجربتها مرتين فقط من قبل.
كانت المحاولة الأولى في عام 2009 لمريض في باريس توفي بعد حوالي شهر من المضاعفات، وبعد ذلك بعامين ، حاول أطباء بوسطن ذلك مرة أخرى على امرأة تعرضت للهجوم من قبل شمبانزي ، لكنها اضطرت في النهاية إلى إزالة الأيدي المزروعة بعد أيام.