رفض الأسير الفلسطيني المحرر محمود السرسك دعوة نادي برشلونة الإسباني لحضور مباراة "الكلاسيو" التي تجمعه مع غريمه ريال مدريد، بحسب المدير الإقليمي لمجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية رامي عبده.
ونشر عبده على صفحته الخاصة في موقع "فيسبوك" أن السرسك أكد له عدم حضور المباراة "حنى لا يتساوا الأسرى الفلسطينيون بجنود الاحتلال"، في إشارة منه لحضور الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ونقل عبده عن السرسك قوله " إنه لم يخول أحداً بطلب استضافته، وإنه لن يحضر بأي حال من الأحوال تلك المباراة، أن يوجه لطمة لتاريخه النضالي ولآلاف الأسرى بمساوتهم بجنود الاحتلال".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن السرسك في شهر تموز (يوليو) الماضي بعد أن نفذ إضراباً عن الطعام استمر لمدة 96 يوماً. واعتقل السرسك اللاعب في المنتخب الفلسطيني لدى سفره للضفة الغربية للالتحاق بفريق نادي بلاطة الرياضي في مدينة نابلس وذلك قبل ثلاث سنوات، واحتجزته منذ ذلك الحين تحت مايعرف بالمقاتل غير الشرعي وواصل الاحتلال تجديد اعتقاله الاداري دون أن يقدم للمحاكمة كما لم تقدم بحقه أي تهمة،
ونفى نادي "برشلونة" أن يكون قد وجه دعوة إلى شاليط، الذي أطلقت حركة حماس سراحه أواخر العام الماضي، بعد اختطافه لأكثر من خمس سنوات، لحضور مباراة "الكلاسيكو" بالدوري الإسباني، التي من المقرر أن تجمع الفريق الكتالوني مع غريمه التقليدي "ريال مدريد" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وبعدما أثارت تقارير إعلامية عن قيام البارشا بدعوة الجندي الإسرائيلي لحضور المباراة المرتقبة على ملعبه "كامب نو"، أمام الفريق الملكي، في إطار الجولة السابعة من الليغا الإسبانية، حالة من الغضب لدى عشاق الفريق الكتالوني، خاصةً من العرب، اضطر النادي إلى إصدار بيان رسمي مساء الخميس، حمل عنوان "نادي برشلونة في خدمة السلام والتفاهم في الشرق الأوسط."
وجاء في البيان، أن "النادي لم يوجه الدعوة لجلعاد شاليط، وإنما قبل الطلب الذي تقدم به، لحضور مباراة في مدرجات الملعب، بمناسبة زيارة يقوم بها إلى مدينة برشلونة"، مشيراً إلى أن بيانه جاء "بعد الكم الهائل من المعلومات، التي أثيرت بشأن حضور المواطن الإسرائيلي، جلعاد شاليط، في ملعب الكامب نو، خلال المباراة المقبلة أمام ريال مدريد."
وتابع الفريق الكتالوني، الذي يحظى بشعبية جارفة لدى الملايين من العرب، أنه "بالموازاة مع الموافقة على هذا الطلب، قبل النادي أيضاً الطلب الذي تقدمت به السفارة الفلسطينية، للحصول على ثلاث بطاقات دعوة، لكل من موسى عمرو عودة، سفير السلطة الفلسطينية، وجبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ومحمود السرسك، لاعب كرة القدم الفلسطيني."
كما أكد البيان أن "نادي برشلونة سعى دائماً إلى المساهمة في إقرار السلام والتفاهم في منطقة الشرق الأوسط.. ولا أدل على ذلك من الاستقبال الرسمي الذي حظي به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، يوم 21 يوليو (تموز) 2011، في منشآت النادي، خلال الزيارة التي قام بها إلى مدينة برشلونة"، مشيراً إلى أنه في تلك المناسبة، أعرب عباس عن امتنانه لـ"كرم ضيافة نادي برشلونة"، معتبراً أنه "نادٍ يمثل حضارة وشعباً بقيم سامية."
ولفت البيان إلى أنه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبمناسبة افتتاح مركزه التدريبي "لامازيا"، أكد النادي رغبته في "المساهمة في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل"، من خلال حضور 31 طفلاً، 16 منهم فلسطينيون، و15 إسرائيليون، الحصة التدريبية الأولى، حيث تمرنوا سوية مع المقيمين في الأكاديمية الجديدة، بهدف "خلق علاقة رياضية" بينهم، في ضيافة برشلونة.