اجتاحت عاصفة (كوفيد19) العالم منذ نهاية العام 2019، ولا زالت في موجات مدٍ وجزر، تستمد قوتها من العامل البشري والحيواني، فتراوح الدراسات ما بين قدرة الحيوانات على نقل فيروس (كورونا)من عدمه، ما جعل العالم كله في تخوف مرتقب من حيوانهم المنزلي الأليف، خاصة بعد ما أشيع عن ارتباط الفيروس بـ (الخفاش)، كوسيط أولي حامل للمرض، ولكن ما نشرته منظمة الصحة العالمية غير مفاهيم الدراسات المتداولة.
منذ بداية يونيو 2020، تم رصد إصابة نحو 214 حالة بشرية بفيروس (covid-19) من ضمنها 12 حالة إصابة تتراوح أعمارهم (07-79)سنة ظهرت بأعراض مختلفة، وأثبت تعاملهم بشكل مباشر مع حيوان المنك أو فرائه، حيث أشارت النتائج الأولية إلى اعتبار حيوان المنك وسيط حيواني ناقل لفيروس (SARS-CoV-2) للإنسان.
ولكن وفق موقع (World health organization) هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية والمخبرية للتحقق من النتائج الأولية المُبلغ عنها، وفهم أي آثار محتملة لهذه النتيجة من حيث التشخيص والعلاجات واللقاحات قيد التطوير، ولكن في غضون ذلك ، تتخذ السلطات الدنماركية إجراءات للحد من زيادة انتشار هذا النوع من الفيروس بين حيوانات المنك والبشر، وإصدار قرار بإعدام تلك النوعية من الحيوانات.
يعود القلق المبالغ فيه من طرف الدنمارك، للتخوف من إصابة حيوانات المنك بفيروس (SARS-CoV-2) من البشر، ولكن المقلق في الأمر انتقال العدوى من الوسيط الحيواني إلى البشر مع تعديل في جينات وخصائص الفيروس وتطوره، ليعيدنا إلى نقطة الصفر، المتمثلة بإعادة اكتشاف الفيروس الجديد المطور والبحث في أعراضه وطرق نقله للعدوى ومدى قدرته على الفتك بالبشر.
أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن تواجد إصابات بفيروس(covid-19) مصدرها الإحتكاك المباشر مع حيوان المنك في ستة دول: الدنمارك، هولندا، إسبانيا ، السويد ،إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفق ذلك استجابت منظمة الصحة العالمية للمصادقة على قرار السلطات الدنماركيةالتي تمثلت بـ:
1-إعدام جميع أنواع حيوانات المنك في الدنمارك والتي تقدر بأكثر من 17 مليون، بما في ذلك مخزونها المتكاثر.
2-مراقبة السكان المحليين للكشف عن جميع حالات الإصابة بفيروس (SARS-CoV-2) وإجراء اختبار فحص(PCR) على مستوى السكان منطقة شمال (جوتلاند)، بسبب زيادة النسبة المئوية لتسلسل عدوى (SARS-CoV-2) المستحدث والذي يصيب الإنسان والمنك في الدنمارك.
3- المشاركة السريعة لتسلسل الجينوم الكامل لمتغير المنك(SARS-CoV-2)، وإدخال قيود جديدة على الحركة وغيرها من تدابير الصحة العامة إلى المناطق المتضررة في شمال (جوتلاند) للحد من انتقال العدوى.
علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى تحليلات مفصلة ودراسات علمية لفهم الطفرات المبلغ عنها بشكل أفضل، وسيستمر تبادل تسلسل الجينوم الكامل للسلالات البشرية والحيوانية لتسهيل التحليلات التفصيلية من قبل الباحثين، ويعمل أعضاء مجموعة بحثية مشتركة بين العلماء الدنماركيين ومنظمة الصحة العالمية في تطور فيروس (SARS-CoV-2) لفهم النتائج المتاحة بشكل أفضل والتعاون في إجراء مزيد من الدراسات.
وسيتم إجراء مزيد من الدراسات العلمية والمخبرية لفهم الآثار المترتبة على هذه الفيروسات من حيث التشخيصات المتاحة لـ (SARS-CoV-2) والعلاجات واللقاحات قيد التطوير.
كما تُذكر منظمة الصحة العالمية البلدان بتعزيز تدابير السلامة الحيوية في الزراعة والأمن البيولوجي حول مستودعات الحيوانات المعروفة من أجل الحد من مخاطر الأحداث حيوانية المصدر المرتبطة بـ (SARS-CoV-2)، وهذا يشمل تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لعمال الحيوانات وزوار المزارع وأولئك الذين قد يشاركون في تربية الحيوانات أو إعدامها.
والسؤال الذي يُطرح ما هو حيوان المنك؟
المنك هو حيوان من الثدييات داكنة اللون، وشبه مائية ، وآكلة اللحوم، من جنس (Neovison و Mustela) )، وجزء من عائلة (Mustelidae) ، والتي تشمل أيضًا ابن عرس وثعالب الماء والقوارض، يبلغ الحد الأقصى لعمر المنك عادة حوالي عشر سنوات، ولكنه نادرًا ما يتجاوز ثلاث سنوات في البرية.
يصل حجم الذكر حوالي (1 كغم) ويبلغ طوله حوالي(62 سم) و يمكن أن يصل وزن الذكور في المزرعة إلى( 3.2 كجم)، وتزن الأنثى حوالي(600 جرام)، ويبلغ طولها حوالي(51 سم)، (الأحجام لا تشمل الذيل الذي يقدر ما بين (12.8- 22.8سم)؛
يفترس المنك الأسماك وغيرها من الأحياء المائية والثدييات الصغيرة والطيور والبيض، و قد يأكل البالغون صغار المنك، ولكن تعتمد تغذية المنك الذي يتم تربيته في المزارع بشكل أساسي على الجبن والبيض والأسماك واللحوم والدواجن، وقد تستخدم المزرعة التي تحتوي على 3000 من المنك ما يصل إلى 2 طن من الطعام يوميًا، وفق موقع موسوعة (ويكيبيديا).
هنالك نوعان موجودان يُشار إليهما باسم (المنك): الأمريكي والأوروبي، يرتبط المنك البحري المُنقرض بالمنك الأمريكي، لكنه كان أكبر من ذلك بكثير، ويعتبر المنك الأمريكي أكبر وأكثر قدرة على التكيف من المنك الأوروبي.
يعتبر فرو المنك الأمريكي ذو قيمة عالية لاستخدامه في الملابس، مع إفساح المجال لإنشاء مزارع للمنك للحصول على الفراء، وهو ما كان، محور نشاط حقوق الحيوان ورعاية الحيوان المناهضة لاستغلال الحيوانات.
ويمتاز معطف المنك باللمعان وحريري الملمس الغني في حالته البرية باللون البني الطبيعي، ويمكن أن يتنوع المنك المزروع في المزارع من الأبيض إلى الأسود تقريبًا، ويصل سعر المعطف المصنع من فرو المنك (1000-150000) دولار أمريكي وفق (nvestopedia)، وتميل لإرتدائه نجمات السينما وسيدات المجتمع.