من بين عشرات الصور الصادمة التي خلفتها فيضانات السودان، تصدرت واجهة التعليقات، صورة الأب المغمور بكامل جسده بماء الفيضان، وهو يحمل طفلته الصغيرة فوق أكتافه المرهقة.
وبحسب آلاف الحسابات فقد حُمّلت مأساة الصورة التي قدمت على أنها تحاكي الواقع الأليم للسودان، لوعود الثورة التي بشرت بانتشال المواطن الغارق بالأزمات الاقتصادية والمعيشية من وحل التردي والفقر والحرمان .
الصورة التي نالت إعجاب الآلاف، تبين أنها لا تحمل توقيع فيضانات السودان بل فيضانات أخرى وقعت في "هاييتي” عام 2007، ضمن أرشيف صور منظمة الأمم المتحدة.
الصورة التي جرى التعليق عليها بوصفها حملت من صور المعاناة "والتمييز التفاعلي”، الشيء الكثير، فاضت عليها دموع كما تحدث ونقل نشطاء، بعد رؤية الطفلة التي تشبثت برأس أبيها بيدين صغيرتين، وبدا أنها اكتفت بهذا الأمان، وسط حسرة حملتها عيناها المتعبتان من نصرة أو هبة عربية أو دولية كما يحدث في أغلب البلدان.
ومهما كان أصل الصورة فالمعاناة الإنسانية واحدة، وقد تكون المأساة السودانية حملت ما يشبه هذه الصورة أو ما يزيد، دون أن تلتقطها عدسات المصورين، لكن خطأ الصورة لم يخطىء التفاعل الإيجابي معها، فمن نقلها تفاعل مع مأساة شعب أنهكته النكبات، ولن يقدم أو يؤخر من حجم التفاعل والتعاطف معه وجود صورة تسربت من أرشيف معاناة أخرى فالمعاناة واحدة طالما توحد شعور الإنسان مع أخيه الإنسان.