هز انفجار ضخم ميناء بيروت، عاصمة لبنان، الثلاثاء 4 آب 2020، وألحق أضرارا كبيرة بالعديد من المباني ، وجرح الآلاف، وقتل عشرات الأشخاص. وانتشرت لقطات مؤثرة للكارثة بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الانفجار، ولكن تميز هذا الانفجار بظهور "سحابة الفطر” خلاله، والتي تسمى أيضًا "السحابة النووية” كونها تترافق مع الانفجارات الضخمة للأسلحة النووية، مثل السحابة التي ظهرت بانفجار ناغازاكي.
التقارير تشير إلى أن الانفجار نجم عن شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طنا، موجودة منذ 6 سنوات في مستودع، اذن هل تتشكل سحابة الفطر الضخمة من الانفجارات الأخرى غير النووية أو بشكل طبيعي، التقرير التالي يجيب عن هذه السؤال.
ما هي سحابة الفطر أو "عش الغراب” وهل تنتج عن انفجارات غير نووية أو بشكل طبيعي؟
سحابة الفطر أو عش الغراب هي سحابة مميزة على شكل الفطر، تتكون من الحطام والدخان وبخار الماء المكثف وعادة ما يكون ناتج عن انفجار كبير.
ترتبط سحابة الفطر غالبا بالانفجار النووي ، ولكن أي تفجير أو اشتعال نشط بما فيه الكفاية سيؤدي إلى نفس التأثير والشكل. ويمكن أن تكون ناجمة عن أسلحة تقليدية قوية، مثل الأسلحة الحرارية، كما أن بعض الانفجارات البركانية وأحداث الارتطام إلى قد تؤدي لتشكل سحب فطر بشكل طبيعي.
تحتاج لتشكل سحابة عش الغراب إلى إطلاق كم كبير من الحرارة بشكل مفاجئ، حيث تعمل هذه الحرارة تمدد الهواء حول الانفجار ليصبح أقل كثافة. ثم يرتفع بعدها الهواء بسرعة تاركًا فراغًا كبيرًاحوله، يمتص بدوره المزيد من الهواء باتجاه مصدر الحرارة ويسخنه حتى يتمدد ويرتفع أيضًا وتشكل هذه الظاهرة مصدر قلق لرجال الإطفاء ، لأنها تستمر في سحب الأكسجين إلى حريق يمكن أن ينطفئ وحده لولا ذلك، حيث أنه في معظم الحرائق والانفجارات الصغيرة ، يترافق بارتفاع عمود الدخان والهواء الساخن سرعان ما تنظفئ لوحدها
لكن في بعض الحالات،إذا كان عمود الهواء كبيرًا بما يكفي أو يأتي من مصدر محدد جدًا، فإن الهواء الموجود في وسط العمود يكون أكثر سخونة من الهواء الموجود على الحواف. لذلك سترتفع بشكل أسرع بكثير عن الأطراف ، مما يؤدي إلى انحناء الحواف للاسفل لتشكيل حواف على شكل الفطر.
وفي بعض الأحيان . سوف يتطاير الهواء أو يتحرك إلى الداخل باتجاه العمود الأساسي، ليعاد تسخينه ، ويرتفع مرة أخرى مما يؤدي إلى انحناء دائري مركزي صغير. بما أن الانفجار الذري ضخم للغاية ، فمن المرجح أنه الأكثر ميلا لتكوين شكل الفطر من الانفجارات الصغيرة.
أخيرًا ، والأكثر إثارة ، هو أن في الانفجار الذري او الانفجارات القوية كما حصل في انفجار بيروت، يرتفع الهواء أعلى بكثير من أي انفجار آخر. اذ سوف يرتفع عمود الهواء الساخن الذي يصنعه الانفجار حتى يصل إلى نقطة في الغلاف الجوي يتوقف عندها الهواء المحيط عن التبريد العمود الصاعد من الانفجار ويبدأ في تسخينه. وعلى مستوى معين من الغلاف الجوي ، يشق الأوزون طريقه أيضا إلى العمود ليرفع الإشعاع الشمسي الذي يمتصه الأوزون من سخونة هذا المزيج. فجأة ، يصبح الهواء المتصاعد من الانفجارات أكثر سخونة أو أقل كثافة من البيئة المحيطة به ، وبدلاً من الاستمرار في الارتفاع ، ينتشر مع الهواء المحيط ، مشكلا قبة على شكل فطر.