توفي وزير الدفاع العراقي الأسبق، الفريق أول ركن سلطان هاشم، آخر وزراء حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أمس الإثنين، إثر تعرضه لنوبة قلبية نُقل على إثرها من سجن الحوت في الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، إلى إحدى المستشفيات، لكنه فارق الحياة قبل وصوله.
ونعى «تحالف القوى» العراقية، بزعامة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، هاشم، وطالب، بتنفيذ مشروع «المصالحة الوطنية» الذي وصفه بـ «المعطّل».
وذكر التحالف، في بيان صحافي أمس، أن «بمزيد من الحزن والأسى، ينعى تحالف القوى العراقية الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع العراقي الأسبق، والذي كان عنواناً للعسكرية العراقية الوطنية المهنية الخالصة، وقاد الجيش العراقي في أصعب معارك الدفاع عن حدود العراق وتحرير أراضيه».
وأضاف: «لقد كان للمغفور له دور مشهود في تأهيل المؤسسة العسكرية العراقية والحفاظ عليها، وهو ما يشهد به قادة الجيش العراقي اليوم، الذين تتلمذوا على يده، من حيث الولاء والإخلاص والعفّة وحب الوطن وحماية المواطن».
وزاد: «نحن في تحالف القوى العراقية، إذ نعزي أنفسنا والجيش العراقي والمؤسسة العسكرية بوفاة الفريق الأول الركن سلطان هاشم وزير الدفاع الأسبق؛ نتقدم بخالص المواساة إلى ذوي المغفور له، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان».
ودعا التحالف، في بيانه، القوى السياسية إلى «وقفة جادة لتفعيل مشروع المصالحة الوطنية المعطل، والمبادرة بإطلاق سراح قادة الجيش العراقي الباسل، الذين يشهد لهم الجميع بوطنيتهم وولائهم لبلدهم والتزامهم بمهامهم وتقديسهم للشرف العسكري، ولكي لا نعيد مأساة وفاة القائد (سلطان هاشم أحمد) رحمه الله في المعتقل، بعيداً عن ذويه وأهله، وبما يعزز مكانة المؤسسة العسكرية مجتمعياً».
كذلك، كتب رئيس لجنة «النفط والطاقة» البرلمانية، النائب عن محافظة الأنبار، هيبت الحلبوسي، في منشور على صفحته في «فيسبوك»، يقول: «نعزي شعبنا العراقي وجيشنا برحيل سيفاً بتاراً من سيوف العرب. تلقينا ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة الفارس البطل الفريق أول الركن سلطان هاشم أحمد الطائي في المعتقل».
واعتبر، مقتل هاشم، «وصمة عار للحكومات التي لا تحترم قادتها».
كذلك، نعى طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية السابق، المطلوب للقضاء العراقي، هاشم، معتبرا أن حكمه بالإعدام «ظالماً».
وكتب، منشوراً على صفحته في «فيسبوك» يقول: «أنعي للشعب العراقي وفاة الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع الأسبق في سجن الحوت / الناصرية، عن عمر ناهز 76 عاماً».
طارق الهاشمي اعتبر أن الحكم بإعدامه كان «ظالماً»… و«اتحاد القوى» يدعو لتفعيل المصالحة.
وأضاف: هاشم «حُكم ظلماً بالإعدام، لكني والتزاماً بالجندية والدفاع عن رفاق السلاح كان لي الشرف أني رغم الضغوط التي تعرضت لها رفضت توقيع المرسوم الجمهوري القاضي بإعدامه عندما صدر في عام 2007 وطالبت بإخلاء سبيله هو وبقية الضباط المسجونين. دافعت عنهم وكتبت حينها مقالاً في جريدة (المشرق) البغدادية تحت عنوان (دفاع عن المؤسسة العسكرية) رفضت فيها تحميل العسكري مغبة تنفيذ القرار السياسي لانتفاء مسؤوليته».
وأشار إلى أن وزير الدفاع العراقي الأسبق «التحق بعدي بدورتين في الكلية العسكرية، وكان من الضباط اللامعين الذين تشهد لمهنيتهم العالية وكفاءتهم في الميادين والأحداث والمواقف».
وكتب السياسي العراقي حيدر الملا، «تغريدة» نعى فيها وزير الدفاع العراقي الأسبق بالقول: «تحية إجلال لكل رتبة عسكرية دافعت عن أرض العراق. سلاماً لكل عنوان من عناوين الوطن. تحية وخجل لعائلة الفريق سلطان هاشم.
تعازينا للعراق العظيم». كذلك، قالت رغد صدام حسين في تغريدة على «تويتر»: «ننعي إلى العراقيين وفاة أحد مقاتلي العراق الأبطال الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد في أسره».
ووفق مصادر صحافية، فإن سلطان هاشم تعرض لأزمة قلبية في سجن الناصرية المركزي (الحوت) مساء أول أمس، وتم نقله إلى مركز الناصرية للقلب لكنه توفي في الطريق.
وصدر حكم على سلطان هاشم بالإعدام شنقا، بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وكان من المقرر إعدامه في 11 سبتمبر/ أيلول 2007، لكن لم ينفّذ الحكم بسبب رفضه من قبل الرئيس جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشمي.
وحكمت المحكمة الجنائية العليا على سلطان هاشم بالإعدام، بعد إدانته بالتورط فما عرف بقضية «الأنفال»، وهي العمليات العسكرية التي كانت استهدفت الأكراد في عام 1988 في منطقة حلبجة، إلى جانب المتهم الرئيسي، علي حسن المجيد، وحسين راشد محمد، معاون رئيس الأركان في الجيش العراقي المنحل.
والاسم الكامل للراحل، سلطان هاشم أحمد محمد الطائي (مواليد 1945 في الموصل، العراق) وهو آخر وزير للدفاع في حكومة صدام حسين، فقد عين في منصب وزير الدفاع عام 1995.
وهو، متزوج من ابنة عمه منذ العام 1970، ولديه عشرة أبناء، ابنتان وثمانية ذكور، أكبرهم أحمد مواليد 1975، وأصغرهم هاشم مواليد 1995، وهم الآن يعملون في مهن مدنية مع أعمامهم ولم يدخل أي منهم السلك العسكري أو الوظيفة الحكومية رغم أن خمسة منهم أكملوا الدراسة الجامعية. ساهم وزير الدفاع الأسبق في الحروب التي خاضها العراق من خلال مشاركته في الحرب العراقية الإيرانية وفيما بعد في حربي الخليج الأولى والثانية، وتخرج من الكلية العسكرية عام 1964، ومن كلية الأركان عام 1976.
وعيّن سلطان هاشم أحمد في منصب محافظ نينوى عام 1994، وفي عام 1995، عُيّن في منصب رئيس هيئة أركـان الجيش العراقي، وبعد مرور عامٍ واحد، عُيّن في منصب وزير الدفاع، عضو القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، خلفًا للفريق أول الركن علي حسن المجيد.
واعتقل وزير الدفاع الأسبق، في حكومة الشهيد صدام حسين، في أيلول/ سبتمبر عام 2003، واحتجز ثم حكم عليه بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ.