أرقام جديدة تكشف .. لماذا يفتك كورونا بالرجال أكثر من النساء
كشفت الأرقام الجديدة الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني "ONS" أن نوع الجنس قد يلعب أيضا دورا رئيسيا في مخاطر الوفاة الناجمة عن الفيروسات التاجية كفيروس كورونا.
وفقا لخبر نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، فإن عدد الوفيات من الذكور بسبب كوفيد-19 أكثر من عدد وفيات النساء من الفئة العمرية ذاتها، حيث بلغ عدد المتوفين الرجال 2.523، بينما عدد النساء كان 1.599، حتى الثالث من نيسان الجاري ونقله موقع (عرب 21).
وذكرت الصحيفة أن هناك دورا لنوع الجنس في معدل الوفيات في كل فئة عمرية، على الرغم من أن الفرق كان أكثر وضوحا في الفئة العمرية 65-74، حيث كان هناك 246 حالة وفاة بين الإناث و500 حالة وفاة من الذكور.
وفي حين أن سبب هذا الاختلاف لا يزال غير واضح، يقترح بعض العلماء أن معدل الوفيات يمكن أن يُعزى إلى أن الرجال يتعاملون مع جائحة كورونا بجدية أقل من النساء.
وقالت ديانا ساروسي، مديرة السياسة والحملات في منظمة أوكسفام كندا، في حديث لها مع HuffPost Canada: "النساء قلقات للغاية بشأن ما يشاهدنها من حيث الآثار بعيدة المدى وطويلة الأمد لهذا الوباء".
وأضافت: "ما يحدث الآن هو نموذجي جدا لأي نوع من الأزمات، من حيث أن النساء يكن أول المستجيبين، ويأخذن عامل الوقاية والرعية على محمل الجد أكثر من الرجال".
من جهتها، أشارت استشارية الهندسة الوراثية، فاطمة عناية، إلى أن "ارتفاع نسبة إصابة الرجال ووفياتهم مقارنة بالنساء يعود لسببين، أولا: عاداتهم الصحية كانت أسوأ من النساء، وثانيا: التزامهم بتعليمات الوقاية الصحية من حيث النظافة وغسل اليدين كان أقل، إضافة إلى أن سعيهم لأخذ للعلاج عند الحاجة والفيتامينات كان أقل أيضا".
وتابعت عناية في حديث لـ"عربي21": "وأما ارتفاع نسبة وفيات الرجال مقارنة بالنساء، فسببه يعود لكون الرجال مدخنين أكثر من النساء، بالإضافة إلى أن تركيب الرئتين يُسهل من إمكانية وصول الفيروس للخلايا".
وأوضحت: "بمعنى أن كيفية وصول الفيروس لأكبر عدد من الخلايا الرئوية، وارتباطه بالمستقبل الذي يكون على سطح الخلية "ACA2"، يكون أسهل عند الرجال من النساء".
وحول إذا ما كان هناك علاقة للاختلاف الجيني والهرموني بزيادة نسبة المصابين والمتوفين بين الرجال مقارنة بالنساء، قالت عناية: "لا يوجد إلى الآن دليل على أن هناك علاقة للاختلاف الجيني والهرموني بذلك، لكن فقط الأمر كله يتعلق بالتركيب الفسيولوجي للرئتين، بمعنى كم يكون هناك سهولة في وصول الفيروس للخلايا الرئوية".
بدوره، قال أستاذ البيولوجيا الجزيئية في كلية الطب في جامعة النجاح الوطنية نهاد عثمان: "من المعلوم أن الكروموسوم الجنسي (X) يحمل بعض الجينات المتعلقة بالجهاز المناعي مثل Toll like receptor (TLR) 7, 8".
وأوضح عثمان "وبما أن الإناث يحملن كروموسومين جنسيين من نوع "X" بينما الذكور يحملون كروموسوم جنسي "X" واحد بالإضافة إلى كروموسوم "Y"، لهذا يمتلكن أفضلية في المناعة الفطرية والمكتسبة مقارنة مع الذكور، وهذا يمكن أن يُحدث فرقا في الاستجابة المناعية عند تعرض الجسم للالتهابات الفيروسية، وبالتالي يزيد من معدل القضاء على الفيروسات".
وأضاف: "على سبيل المثال، مستقبلات TLR7,8، التي تكون على سطح الخلية، تساهم في تمييز الفيروسات من نوع ssRNA ومنها فيروس كورونا، حيث تمتلك الإناث مستويات أعلى منها، وبالتالي قدرة أكبر على محاربة الفيروسات مقارنة مع الذكور".
وأشار إلى أنه "عند الإناث تنتج الخلايا المناعية وحيدة النواة كميات أكبر من الإنترفيرون- 1، الذي يساهم في الاستجابة الفعالة المضادة للفيروسات، حيث ينتج استجابة لتأثير TLR7، بالإضافة إلى كميات أقل من الإنترلوكين-10، الذي ينتج استجابة لتأثير TLR9، وبالتالي يزيد من الاستجابة المناعية عند الإناث مقارنة مع الذكور".
ولفت إلى أن "النساء يحافظن على مستويات نشاط أعلى للجهاز المناعي بعد الإصابة بالالتهابات الفيروسية مقارنة مع الذكور، ويُظهرن استجابة أكبر لإنتاج الأجسام المضادة".
وأكد "أن الهرمونات الجنسية تلعب دورا مهما في التحكم بتنظيم عمل الجهاز المناعي من خلال آليات مختلفة".
وفي السياق ذاته، أشار تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن 70 في المئة من وفيات فيروس كورونا في إيطاليا من الرجال، بينما النساء 30 في المئة، ووجد الخبراء أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز، أظهرت بيانات المصابين في ولاية نيويورك الأميركية أن المصابين الرجال أكثر من النساء، وكذلك الأمر كان في عدد الوفيات، حيث كان عدد المتوفين الرجال أكثر مقارنة بالنساء".
وأشارت البيانات الجديدة إلى أن معدل الوفيات عند الرجال يبلغ نحو 43 حالة لكل 100 ألف رجل في المدينة، مقارنة بـ23 حالة فقط لكل 100 ألف امرأة، كما أن أعراض إصابة الرجل بالفيروس أخطر مقارنة بأعراضها عند النساء.
وأكد العاملون في المستشفيات في المدينة أن التفاوت بين أعداد الإصابات بين الجنسين كبير.